إذن ما الذي يميز المشبه المقيد عن المشبه في التشبيه التمثيلي ؟ فمثلا قول الشاعر إني وتزييني بمدحي معشرا كمعلق درا على خنزير تباينت الأقوال حول كونه تشبيها تمثيليا أو تشبيها مجملا لأنه مقيد فما رأيك الناصع في هذا الشأن ؟
المجمل عكس المفصل وهما بحسب ذكر وجه التشبيه
كيف أؤصل تأصيلا لإيضاح الفرق بين التشبيه المقيد والتشبيه التمثيلي ؟
مدار الفرق بين المقيد والتمثيلي هو القصد والاعتبار، لا التركيب اللفظي، فإن كانت الأجزاء كلها مقصودة بذاتها في التشبيه كان من قبيل التمثيلي وان كان المقصود أحد الأجزاء وأن ما عداه تبع له كان من قبيل المفرد المقيد فالمشبه في قول أمير الشعراء يصف الياسمين بين الأغصان:
متألق خلل الغصون كأنه في بلجة الأفنان ضوء صباح
من قبيل المفرد المقيد، وليس من قبيل التمثيلي؛ وذلك لأن بلجة الأفنان لم تقصد لذاتها، وإنما جاءت قيدًا في المشبه وهو الزهر الذي عبر عنه الشاعر بضمير الغائب. ولكن المشبه في قول أبى تمام:
يا صاحبيَّ تقصَّيا نظريكما … تريا وجوه الأرضي كيف تصور
تريا نهاراً مشمساً قد شابه … زهرُ الربُّا، فكأنما هو مُقمرا
من قبيل المركب، لما علمت من أنه مركب من “نهار سطعت شمسه” ومن “زهر نابت في الربا” وهما مقصودان معاً في المشبه كما علمت.
كتاب البلاغة الصافية في المعاني والبيان والبديع
حسن إسماعيل عبد الرازق
ص٢٩٤
ولكنه يسمي التمثيلي “المركب”
(11) المشاهدات