حرام

لم أكن أحتاج إلا إلى جنيه واحد؛ فجهزته قبل أن أخرج لصلاة الفجر بمسجد مولانا الشيخ عبد العزيز الدريني -رحمه الله، وطيب ثراه!- ثم تمشيتُ إلى شارع نهضة مصر المفضي إلى جامعة القاهرة، فأطفتُ به لأؤوب إلى الجسر الجامعي، فمررت ببائع نعناع لا يغيب عن مكانه في زمانه، فوجدته قد كنز حُزَمه في مكانزها، فأنكرتُ عليه، فاستنبطَ لي حُزْمة، فسألتُه عن ثمنها، فقال: توكل على الله! أعطيته الجنيه، فأخذه، فاستزدتُّه بقية مُشترَى الجنيه، فزادني حُزْمة، ثم قال: تريد أكثر؟ فذهبتُ عنه متبسما متفكرا: (أشحّاذًا ظننتني أم غصّابًا)! والرجل معذور؛ فقد…

Read More

إحراج

أُطِلُّ من شباك مكتبي الكبير على مسجد تحظى بالاشتمال عليه عمارة عن يمين مدخلها محل حلاق نسائي لا يراه الناس يصلي معهم -ولو فعل لأحرجوه!- وفي المدخل يحتشد أبناء البواب دائما وفيهم رضيع لم أره يحبو إلا الآن، وإذا حبوه إلى المسجد، ولكنه لم يكد يتجاوز إليه حتى أدركه أبوه الذي افتقده فعجل إليه ليحمله على مرأى الحلاق ومسمعه قائلا: هو كأبيه يعرف طريق المسجد!

Read More

سرقة

سألني الآن ابني الأصغر: ما الذي تأخذ منه فيزداد؟ قلت: العلم، قال: والحُفرة! قلت: “العلم يزكو على الإنفاق”ØŒ رضي الله عن قائلها باب مدينة العلم أبي الحسن أمير المؤمنين، وكرم وجهه! وأعجبني الكلام؛ فسألته: فيم يجتمع العلم والحفرة؟ قال: في ازديادهما بالأخذ منهما، قلت: قد عرفنا هذا آنفا! إلامَ تصل بحَفر الحُفرة؟ قال: إلى كنوز الأرض، قلت: وكذلك ببذل العلم تتأمل ما لم تتأمل فتحقق ما لم تحقق وتعلم ما لم تعلم. قال: ونستفيد من تراب الحفرة، قلت: نعم؛ يُتَّخذ لبِنات يُبتنى بها، وكذاك يستفيد من العلم المبذول كل متعلم……

Read More

معايرة

لله عندي ثلاث بنات وابنان اثنان، تغضب إحداهن على أحدهما؛ فتقول: الواحدة من بناتك بمئة رجل؛ فأقول لها: نعم -لله الحمد والشكر!- والواحد من ابنيَّ بمئة امرأة؛ فتحار قليلا؛ إذ تضرب مئة المرأة من نصيبهما في مئة الرجل من نصيبهنَّ، ليكون الواحد منهما بعشرة آلاف رجل، ولا ترتاح للعبارة!

Read More

بين قلنسوتين

من أجل إحدى صلوات الجمعة، دخلت المسجد النبوي بين عامي 1429 و1431 الهجريين، أسعى إلى الروضة الشريفة أو ما يمكنني أن أنتقل منه إليها قبل أن تزدحم. عكست قلنسوتي الرياضية لكيلا تعوق سجودي، وحييت المسجد، ثم أعدتها وجلست. التفت إليّ جار أفغاني مُتقلنِس قلنسوتهم التي أغبطهم عليها دائما ولاسيما في البرد، فضرب بأنامله لسان قلنسوتي وكأنه لسان جندي أمريكي يغيظه في وطنه، فعكستُها مرة أخرى وكأنني أقطع له لسان الأمريكي، وارتحنا جميعا!

Read More

مكلط

ذكر الذهبي في “ميزان الاعتدال”ØŒ أن أبا بكر البندنيجي محمد بن حمد بن خلف (المتوفى عام 530 الهجري)ØŒ تَحَنبَلَ، ثم تَحَنَّفَ، ثم تَشَفَّع؛ فلُقِّب “حَنْفَشًا”! فذكرت أن عَيْلَمًا (مكتبنا العامر بجزيرة الروضة من مصر العتيقة، حوالي عام 1438 الهجري)ØŒ اقتحمه عليَّ الأطفالُ، ولاعبتهم -فكان ملعبا- وجعنا فيه فأكلنا ما تيسر -فكان مطعما- فاستحق بذلك كله جميعا معا، أن يُلقب “مَكْلَطًا”ØŒ على وزن “مَسْمَط”!

Read More

مولانا الفقيه المفتي جولدتسيهر المستعرب المجري اليهودي

زعموا أنه بلغ بجولدتسيهر (1340=1921)، المستعرب المجري اليهودي، تفقُّهُه أنه كان يفتي المسلمين -إي والله!- وأنه أفتاهم مرة أن من يُضطر إلى القتل دفاعا عن نفسه قاتلٌ، ولا ريب أنه لا يقصد وصفه بالقتل وقد قَتل -فهو جليّ- بل يريد أنه مجرم مستحق العقاب، فتوى كانت وما زالت نافعة جدا للبغاة المعتدين المتجبرين!

Read More

محبتنا

في مكتبي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس، أواخر عام 2018 الجامعي، سمعَتني الدكتورة لينغ لي وانغ تلميذتي الصينية النجيبة، أجيب مهاتفة ابنتي الدكتورة ريم من الصين، وعرفَت أنها مقبلة على الزواج، وظنت خطيبها غير مسلم، فقالت وقد تهلل وجهها: ما أروع هذه الأريحية! قلت: بل هو مسلم، ولا يجوز أن يكون غير مسلم! قالت: ولماذا، ألا يكفي أن يتحابّا؟ قلت لها: إن محبة كل شيء عندنا متفرعة من محبة ربنا!

Read More