ستي

في قُرانا المصرية وغيرها نُنادي الجَدّ: يا سِيدِي، بل نحذف ياء المتكلم: يا سِيد! وننادي الجَدّة: يا سِتِّي، ولا يخفى أنها محرفة عن “سيدتي”ØŒ بدلالة نداء الجَد. ومع ذلك يخطر أولًا لصاحب “القاموس المحيط” توجيهُ كلمة “سِت (امرأة)”ØŒ بأنها عدد، وأنها إنما دلت على المرأة من حيث تملك على الرجل ست جهاته: شرقه وغربه وشماله وجنوبه وفوقه وتحته!

Read More

حنين

أمس ذكرتني إحدى بناتي كيف كنت في الشتاء ألبس العباءة العربية وأحيطها بها معي! وأول من أمس ذكرتني أختها كيف كنت أحتفل آخر الأسبوع بافتراش الأرض وقد انتثرت بين أيدينا أنواع الحلوى! سبحان الله! لو كنت أعلم أن لذلك هذا الأثر الكبير الخالد لبقيت معهم في العباءة على الأرض!

Read More

غاية

في مسجد صلاح الدين بحي المنيل من القاهرة الباهرة ثمانينيات القرن الميلادي العشرين، كنت أسمع خطيبه الثائر الجليل الدكتور عبد الرشيد صقر -رحمه الله، وطيب ثراه!- يذكر طلب العلم، ويتبرأ ممن لا يجتهد في القراءة حتى تحمر عيناه؛ فكنت أجتهد ولا تحمر عيناي، حتى أفضيت إلى هذا الزمان الذي نشطت فيه لقراءة الكتب الإلكترونية نشاطا كبيرا واحمرت عيناي، فمن لي بشيخنا أسُرّه ببلوغ الغاية!

Read More

نقمة

منذ عشرين عاما تقريبا مررت من أمام مستشفى الطلبة بميدان الجيزة إلى ما خلف كلية الزراعة قاصدا كلية دار العلوم من ممر ضيق يتجه اتجاها واحدا ولا يتسع لأكثر من سيارة واحدة، ولم أكد أقترب من عقدته حتى واجهتني سيارة نقل ركاب (ميكروباص)، تريد عكس الاتجاه، ولم تملك إلا أن تتقهقر لسيارتي الضخمة (الشبح)، ثواني معدودات عادت بعدها إلى مرادها، ولكنني لمحت في المرآة تَبّاع السائق على سلم سيارته المسرعة يلوّح ناقما على ذلك المتكبر الذي عاق سبيله تقدمه!

Read More

كنايتان

كلما خرجت من مكتبي رتبت ما ينبغي لي عمله بحيث يكون ذهابي واحدا وإيابي، وتذكرت كنايتين لم تكن أمي -رحمها الله، وطيب ثراها!- تفتأ تعيدهما علي:– “ما لك كأنك تعد الخطا”!– “ما لك كأنك تمشي على قشر بيض”!أما الكناية الثانية عن بطئي فقد حملتني على تعود الإسراع، وأما الكناية الأولى عن استثقالي فقد حملتني على تعود تقدير المسافة قبل تهيئة الخطوة!

Read More

غلاظة

اصطحبا إلى أستاذهما المريض في المستشفى الفرنسي بالقاهرة يعودانه، فلما استقر بهما عنده المجلس قال له أحدهما: ما لهذه الأيام! قريبا مرض أستاذنا فلان، ومات أستاذنا فلان، واليوم تمرضون! كأنها موكَّلة بأخذنا! فقال: نعم؛ أولا بأول! ثم لم يكادا يتجاوزان غرفة المستشفى حتى بحث صاحبه عن جهة خالية، ثم انفجر ضحكا!

Read More

إيه

قرأت قول يحيى بن عبد العظيم (679=1281ØŒ أحد شعراء الدولتين الأيوبية والمملوكية) -وكان قد ترك الجِزارة للشعر ثم رجع إليها-:“كيف لا أشكُر الجِزارةَ ما عشتُ حِفاظًا وأرفضُ الآداباوبها أضحتِ الكِلابُ تُرجّيني وبالشعر كنتُ أرجو الكِلابا”!وليته لم يفعل!فتذكرت بالعكس قول شعبان عبد الرحيم المغني الشعبي المصري -وكان قبل امتهان الغِناء كَوّاءً-:“المَغنى لو ما صلح حالههسيبه وارجع للمكوىآه المكوىاييييييييييييه”!وليته فعل!

Read More

مؤتمر

صباح الاثنين (11/3/2019)ØŒ عرضتُ بحثي “مصطلحات النصية العروضية بين القدامة والحداثة”ØŒ في الجلسة الأولى من مؤتمر قسم اللغة العربية وآدابها، بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، من جامعة السلطان قابوس “المصطلح في العربية: القضايا والآفاق”ØŒ فاختارتني دون غيري باحثةٌ تونسية نابهة، لتستنكر عليّ غموضَ بحثي، فكفكفتُ من استنكارها قائلا: لقد كنت أريد توضيح كذا بكذا وكذا بكذا وكذا بكذا، ولكنني لما رأيتُكِ من على المنصة -وكانت حسناء متبرجة- نسيتُ كل شيء! فضجَّت حشود الحاضرين ضحكا وتصفيقا، وأمنتُ الباحثةَ طَوال المؤتمر!

Read More