نباهة

بين ٢٣ و٢٧ من أكتوبر عام ١٩٩٩، كانت ندوة الأدب العماني الأولى بجامعة السلطان قابوس، التي شاركت فيها بمقالي “القافية الموحدة المقيدة وكلمتها في الشعر العماني”ØŒ وقد دُعي إليها الأستاذ جمال الغيطاني رئيس تحرير جريدة أخبار الأدب المصرية، فجاء بكاميرا مصورِ الجريدة. أحسب أنني ابتهجت بعرض مقالي متملحا ببعض ما أنعش الحاضرين -وكان مدير جلستي هو الدكتور علي مدكور عميد كلية التربية عندئذ، الذي سرني بتعليق طيب- ثم نزلت عن منصة المحاضرين إلى مقاعد الحاضرين، فلم يكد يطمئن بي مقعدي حتى نظرت عن يساري فإذا الأستاذ جمال الغيطاني يوجه إليَّ…

Read More

أغنية

أرسلت إليَّ إحدى الموسيقيّات مقطعا موسيقيا حزينا، تطلب مني أن أجد له شعرا يطابقه، ثم احترسَت بأن يكون في الرثاء وكأنها خافت أن يكون في الغزل! وكنتُ قد سبقتُ احتراسَها مؤثرا النظم على البحث، فقلت:حياتي فراغ كبير كئيبْ وقلبي جنازة حب عجيبْعرفتك بدرا ينير سمائي فغطاك ليل الفراق الغريبْفيا ليتنا ما ذكرنا هوانا فعاش ولم تدن منه الخطوبْوذكرتُ ما يستفيده الموسيقيون، كارها إباء محمود حسن إسماعيل -ولم يكن يجد كفاية نفقته- أن يأخذ أجرا عن “النهر الخالد”ØŒ التي أَجْدَتْ على محمد عبد الوهاب من المال والشهرة ما لم يُجْدِه عليه…

Read More

شهادة

يرجو الشهادة في سبيل الله كلُّ مسلم طمعا في مقام الشهيد الجليل، ويخشى عاقبة اختلاف السُّبل إليها في تقدير طوائف المسلمين. ولا أدري كيف يغفل عن سبيل واضحة تأتيه بالشهادة نفسها إلى حيث يقيم: أن يتخصص لتطوير الأسلحة أو الأدوية أو الطبائع أو الثقافات!

Read More

بحر

اضطُر الأستاذ إلى الغياب عن محاضرة مقرر اللغة العربية العامّ التي يحتشد فيها طلاب الجامعة على اختلاف تخصصاتهم، ورغب أن ينوب عنه أستاذه الكبير، وهنأهم بموافقته منشدا: “وَمَنْ قَصَدَ الْبَحْرَ اسْتَقَلَّ السَّوَاقِيَا” -لا يرى نفسه في بحر أستاذه غير ساقية تمتاح منه!- ثم لما سال بهم البحر اضطرب اضطرابا شديدا، وعيَّ بسَيْلِهِ، حتى جعل المحاضرة أسئلة كثيرة متشابهة، كان منها أن يختاروا مما بين هذين القوسين: “[تزخر×تذخر×تدخر×تزحر] المكتبة العربية بالكتب العمانية”ØŒ فاختارت فتاة منهم “تزخر”ØŒ فخطأها بـ”تذخر” -وهو المخطئ- فأبَت! ولم يَسْكُنِ اضطرابُه بعد المحاضرة، حتى لقي تلميذه، وقص عليه…

Read More

شتان

قديما كنتُ إذا أظلم الطريقُ وقد سبقني فيه أحدُ رجال الحيّ تبعتُه أستأنس به وأطمئن حتى أجتاز إلى حيث أريد. وحديثا صرتُ إذا أظلم الطريقُ وقد سبقتُ فيه أحدَ صغار الحي رجع سريعا من حيث جاء خشية أن ألتفت إليه فأختطفه!

Read More

تمويه

في أيام أخذ المارّين بالشهوة نسي الشابُّ المؤدب ما وعد أمه أن يُموِّه به إذا اضطر إلى الخروج؛ فلم يكد يتجاوز إلى الطريق حتى ركضَت وراءه إلى الشرفة صارخة على الملأ: نسيتَ علبة السجائر!

Read More

خطبة

قبيل الحج من عام 1430 (2009)، زارتني أم بَراء حيث أقيم في جوار رسول الله -صلى الله عليه، وسلم!- أستاذا مشاركا في جامعة طيبة، فكنتُ ربما ذهبت عنها إلى الجامعة، فآثرَت الحرم النبوي على البيت، وركبَت على قُرب المسافة حرصا على وقتها وجهدها، فمكثَت ما شاء الله، ثم بادرَتني إلى البيت. ومرة عدت فاسقبلَتني ضاحكة، فلما سألتُها قالت: طلبَني سائق الأجرة اليوم للزواج! ما شاء الله! زواج مبارك! رآها غير متنقبة؛ فظنها على أعرافهم غير متزوجة!

Read More