حياة العلاقات

[highlight]علقتها عرضا وعلقت رجلا غيري وعلق أخرى غيرها الرجل
فأية بصيرة
قاتل الله أبا بصير[/highlight]

 

حياة العلاقات
علاقة الكلم المجتمعة أهم من الكلم أنفسها

عمر ، علي ، خالد ، الشمس ، القمر ، الأرض ، كلم منفردات متواليات ، وهي كذلك معانٍ منفردات متواليات ، كل كلمة منفردة منها معنى منفرد ، متى خطرت خطر ، ومتى خطر خطرت ، وما خطور كل كلمة منها أو كل معنى إلا بمنزلة ضرب واحد في واحد أو قسمته عليه ، لا زيادة ثم معتبرة .
أما إذا كانت تلك الكلم ( المعاني) أنفسها ØŒ هكذا : عَليٌّ وَخالِدٌ حَوْلَ عُمَرَ وَالْقَمَرُ وَالْأَرْضُ حَوْلَ الشَّمْسِ – فهي كلام مركّب مترابط ØŒ وفكرتان متشابهتان مجتمعتان . تدل الأولى على علاقة جماعة من الناس ØŒ وتدل الأخرى على علاقة جماعة من الجماد . إنه إذا كانت العلاقة في الأولى علامة سعي الناس إلى الائتلاف وحرصهم عليه ØŒ كانت العلاقة في الأخرى علامة ائتلاف الجماد على سنة عليا ØŒ ثم كان التقاء العلامتين كلتيهما آية الخضوع العظمى لتقدير خالق واحد بديع عظيم ØŒ لم يملك لها ليفي شتراوس إلا أن يقول : ” حين ننظر إلى جميع المنجزات الفكرية للإنسان بقدر ما دونت عبر العالم كله ØŒ نجد أن القاسم المشترك بينها هو دائما إدخال نظام من نمط ما . وإذا كان هذا يمثل حاجة أساسية للنظام في العقل الإنساني ØŒ وما دام العقل الإنساني ØŒ بعد كل حساب ØŒ ليس سوى جزء من الكون، فإن الحاجة ربما كانت موجودة لأن ثمة نظاما ما في الكون ولأن الكون ليس في حالة من الفوضى “.
ونحن إذا تأملنا على التاريخ أعمال كبار المفكرين علماء وفنانين ، لم نجد قيمتها في ذخائرهم المحتشدة فيها من الكلم ( المعاني ) المنفردة ، بل فيما يختارونه لها ويختارونها له من علاقات تُظهرها وكأن لم تسمع من قبل.
ولأمر ما قال أبو نواس لمسلم بن الوليد الفاخر في قوله :
” رَأْي المُهَلَّبِ أَوْ بَأْس الأَيازيدِ “
بأنه لم يسبقه إلى جمع ( يزيد ) أحد – : ” مِنْ ها هنا وَهِمْتَ “.
وللأمر نفسه قال بايي أنكلان الكاتب الأسباني : ” يا لشقاء الشاعر الذي لم يجرؤ يوما على أن يجمع بين كلمتين لم تلتقيا من قبل على الإطلاق “.
علاقة الكَلِمِ ( المعاني ) المجتمعة ØŒ أهمُّ من الكلم ( المعاني ) المنفردات أنفسها Ø› ففضلاً عن أنها التي تقدم الفكرة ” دلالة علاقة الكلم ( المعاني ) المجتمعة ” ØŒ لا المعنى المنفرد ØŒ فتظهر الكلمة أحيانا وكأن لم تسمع من قبل – تَسْتَقِلُّ وحْدَها بتوليد ما لا يحصى من الأفكار.
وبالقياس تكون علاقةُ جُمَلِ الفِقْرَةِ المجتمعة ، أهمَّ من الجمل المنفردات ، وعلاقةُ فِقَرِ النَّصِّ المجتمعة ، أهمَّ من الفِقَرِ المنفردات ، وعلاقةُ نُصوصِ الكِتابِ المجتمعة ، أهمَّ من النصوص المنفردات ؛ فإن المتأمل يطيل النظر حتى تنكشف له رسالة الكتاب المستولية على نصوصه ؛ فتنكشف بانكشافها قضايا النصوص ، ثم أفكار الفقر ، ثم فُكَيـْرات الجمل؛ فتكون لمعاني الكلم عندئذ قيمة .

Related posts

Leave a Comment