مقام الشرود

مَقَامُ الشُّرُودِ

لقد تيقنت من أنني لا أفكر إلا وحيدا فريدا!
إنني لا أفكر بين الناس،
بل أكلمهم من أمام عقلي فلا يمر كلامي بمِصْفاته!
ربما انتفعت بينهم بما فكرت فيه وحيدا فريدا؛
فإنه إذا وافقهم بلغ منهم مبلغا عظيما،
وإلا كان من هذيان المجانين!
وهذه عاقبة اعتزال الناس والزهد في مواصلتهم،
ومعاندتهم في قول بشار:
فَعِشْ وَاحِدًا أَوْ صِلْ أَخَاكَ فَإِنَّهُ مُقَارِفُ ذَنْبٍ مَرَّةً وَمُجَانِبُهْ
بأنْ قد خيَّرني فاخترت!
ومن لي الآن بما كان ينبغي أن أفرغ منه أصلا وفصلا قبل ربع قرن!
ولكن لا بأس!
لا بأس ولا يأس!

Related posts

Leave a Comment