بين المئذنة والمأذنة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السادة العلماء الأجلاء
فقد جاء في تاج العروس: “أَمَّا قوْلُهم: المَأْذَنَةُ فلُغَةٌ عامّيَّةٌ”. والوارد في المعاجم العربية “مِئْذَنَة” على وزن “مِفْعَلَة”ØŒ وقد أجاز مجمع اللغة العربية بالقاهرة وزن “مَفْعَلَة” للمكان؛ حيث جاء في قراراه: “تُصاغ “مَفْعَلَة” قياسًا من أسماء الأعيان الثلاثية الأصول للمكان الذي تكثر فيه هذه الأعيان، سواء أكانت من الحيوان أم من النبات أم من الجماد”. (مجموعة القرارات العلمية في خمسين عامًا، ص 58).
وسؤالي: هل يمكن قبول “مَأْذَنَة” بناء على قرار المجمع السابق؟ وإذا لم يمكن فهل من تخريج صرفي لغوي يجيز قبولها؟
والله يحفظكم ويرعاكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لما كان ذلك المكان هو الذي يقف عليه المؤذِّن ليؤذن فيُسمع، جُعل بمنزلة آلة الإسماع، فسُمي “مئذنة”. وتسميته في اللهجة المصرية “مَدْنة (مُطَوَّر مأذنة)”ØŒ عامية صريحة، مثل تسمية “المَخرطة”ØŒ وهي “المِخرطة” بلا ريب، تخفُّفا جرى عليه المصريون!
وقد صحَّح الدكتور أحمد مختار عمر -وهو مصري!- “المأذنة”ØŒ من باب اسم المكان، كـ”مأسدة”ØŒ للمكان الكثير الأسود، في كلام العرب الفصحاء.
ولا تمتنع “مأذنة” عندي مع ذلك، من أن تكون مصدرا ميميا زائد المبالغة بهاء التأنيث، أي إذنا شديدا شديدا، ووقوع المصادر في مواقع بناتها المشتقات على التأويل بها، عربي فصيح.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment