الإيجاز بين الاقتصار والاختصار

قال الزمخشري عن قوله تعالى: “ومَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإسْلامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنهُ وهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ”: “هُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخاسِرِينَ أي من الذين وقعوا في الخسران مطلقًا من غير تقييد للشياع”. فقال الطيبي شارحا كلامه:
“قوله: (مطلقًا من غير تقييد)ØŒ إما بجعل المتعدي منزلة اللازم، أي: هم من أهل الخسران من غير قصد إلى شيء دون شيء، وإما بأن يقصد به التعميم والامتناع عن أن يقصر على ما يذكر معه، وعليه كلام المصنف. ولكن الأول هو الظاهر؛ لأن المراد أن المعرض عن الإسلام فاقد النفع لإبطاله الفطرة السليمة والنفع الحقيقي الذي هو دين التوحيد. “انتهى.
هو يقول إن الزمخشري قصد بهذه الجملة أحد وجهين:
1- أن الفعل أي اسم الفاعل (خاسر) منزل منزلة اللازم.
2- أنه قصد به العموم والامتناع عن أن يقصر على ما يذكر معه.
هذا الوجه الثاني الذي ذكره الطيبي شارحًا المقصود بعبارة الزمخشري لم أفهمه وهذا هو سؤالي.
وشكرًا.

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
في مثل هذا المقام من الإيجاز يتوجه الكلام على الاقتصار مرة وعلى الاختصار مرة، ولا بأس بأن يتحمل في الاعتبار الوجهين كليهما معا، على جمع المعاني الكثيرة باللفظ القليل، خصيصة الكلام المعجز.
أما في الاقتصار فإنك لا تفكر فيما حذفت بل فيما أبقيت، وهذا هو الوجه الأول من وجهي شرح الطيبي، وكأن مادة الخسران مكتفية بحدوث نفسها، لا تتعدى إلى ما أصابته. وأما في الاختصار فإن تفكر فيما حذفت لا فيما أبقيت، وهذا هو الوجه الآخر من وجهي الطيبي، وكأن مادة الخسران قد أصابت كل شيء.
والله أعلى وأعلم،
 ÙˆØ§Ù„سلام!

Related posts

Leave a Comment