[highlight]لولا Ùواصل من ذاكرة بØار Ùينيقي لمØمد عبد الكريم الشØÙŠ ÙˆØوارية عمر Ù…Øروس الساخرة لتقدم الشيباني بقصيدته هذه ÙÙŠ مهرجان الشعر العماني الأول عام 1999
وقد تلمذ Ùيها بلا ريب Ù„Øجازي وتميز منه ÙاستØقا أن أضع بينهما هذا المقال الطري٠الذي اقتØمت به وبمثله على النقاد وما زلت ولا Øول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم[/highlight]
( نظرة نقدية ÙÙŠ علاقة قصيدة ” الراقص العجوز ” للشاعر العماني بدر الشيباتي ،الصادرة ضمن كتاب مهرجان الشعر العماني الأول ØŒ عن وزارة التراث القومي والثقاÙØ© العمانية سنة 1998 Ù… ØŒ بطبعة المطابع الذهبية بسلطنة عمان ،ص14 – بقصيدة ” مرثية لاعب سيرك ” للشاعر المصري Ø£Øمد عبد المعطي Øجازي ØŒ الصادرة ضمن مجموعته ” مرثية العمر الجميل ” بديوانه ØŒ عن دار العودة ببيروت ØŒ بطبعته الثالثة سنة 1982 Ù… ØŒ ص525 . ) .
إنها لسنة مستديرة تلك التي يطو٠بها طائ٠القدر على البشر ØŒ ÙÙŠØÙز الشاعر المصري Ø£Øمد Øجازي ØŒ إلى اتخاذ دائرة ” السيرك ” ØŒ ثم الشاعر العماني بدر الشيباني ØŒ إلى اتخاذ دائرة الميدان ØŒ مجال تعبير عنها وهي التي أوجزها الشاعر العراقي الشري٠الرضي قديما بقوله :
” تمضي علينا ثم تمضي نبا ” ØŒ
هكذا دواليك ØŒ لاتخرم منا ØرÙا Ø› Ùإن صاØب Øجازي ينزل إلى دائرة ” السيرك ” لاعبا بها ØŒ وصاØب الشيباني ينزل إلى دائرة ” الميدان ” راقصا بها ØŒ Ùتدور على كل منهما دائرته !
ولكل من الشاعرين وجهة هو موليها :
أما Øجازي Ùإنما تعلق بالمÙارقة التي تلبس لاعب ” السيرك ” كل ليلة ØŒ Øين يجتمع جمهور غÙير من الناس لا ينجو منه Ø£Øد أبدا من أخطاء أيسر الأعمال ØŒ إزاء رجل ÙˆØيد Ù†Øيل يجب أن يصطنع أخطر الأعمال وألا يخطئ ÙÙŠ أي منها :
“ÙÙŠ العالم المملوء أخطاء
مطالب ÙˆØدك ألا تخطئا
لأن جسمك النØيل
لو مرة أسرع أو أبطأ
هوى وغطى الأرض أشلاء ” .
ولا ريب ÙÙŠ أنه إنما يطالب بذلك ليندهش مشاهدوه الخطاؤون ØŒ لا لكيلا يهلك ØŒ غير أن الشاعر أراد أن يشدد من وطأة طائ٠القدر .
وأما الشيباني Ùإنما تعلق بالمعاناة التي تملأ أقطار Ù†Ùس راقص الميدان الذي بلغ من خبرته بعمله أن تشتاق إلى أقدامه الأرض ØŒ ويكبر له عن اكتماله البدر ØŒ ويبتهج به الكون كله – Øين يدل٠إلى ما تعود وخبر ØŒ Ùلا يكاد يدور دورته المشهورة المشهودة ØŒ Øتى ÙŠÙجأه عجز الشيخوخة :
“Øرك … قدما … أخرى … وتقدم
ثانية تبقى كي تكمل دورة Øزنك ÙÙŠ لوØØ© رقص
وجه الليل لها يستسلم
Øرك .. لاتبخس ØÙ‚ الأرض Øنانا
من راØØ© أقدامك يلثم
Øرك وتوزع أجزاء أجزاء ÙÙŠ ثانية
يكبر Ùيها بدر الكون
إذا أقدامك تمنØÙ‡ السقيا
ÙÙŠ رقصة مطر تسقي الكون ولا تسأم ” .
وإنه لمما يضرم نار معاناة راقص الميدان العجوز ØŒ ظنه أن نهاية دورته التي تبدأ ÙØ±Ø Ø§Ù„Ø¢Ø®Ø±ÙŠÙ† ØŒ نهاية عمره ØŒ وعندئذ تعرض المÙارقة أليمة غير مقصودة .
وقريب من ذلك ما يصطنعه لاعب ” السيرك ” Ø› Ùله دائما وجهان : بديع Ø› Ùإنه متى تم له أدهش الآخرين ØŒ وشنيع Ø› Ùإنه متى تعثر به أهلكه ØŒ غير أنه تعود ذلك كل ليلة طوال عمره ØŒ Ùإن كان خطر له أول ليلة Ùقد غيبته عنه العادة ØŒØتى إنه Øين أدركته شناعة ما يصطنع ØŒ ودارت عليه دائرة ” السيرك ” ابتسم كما كان ÙŠÙعل ختام عمل كل ليلة :
” Øين تدور الدائره
يرتبك الضوء على الجسم المهيض المرتطم
على الذراع المتهدل الكسير والقدم
وتبتسم ” .
أوكأنه تذكر ليلة أول ما عمل ذلك ØŒ Øين Ùزع من أن يشتري بهلاكه دهشة الآخرين ØŒ على Øين تلصق بالأرض قدم راقص الميدان ØŒ وكأنها تشـعر بقرب Ùراقه ØŒ Ùينظر إلى قدمه ويعجب لها : على أي كانت وإلى أي صارت ! ثم يبدو له أن Ø¥Øجامه وإتمامه سواء Ø› Ùقد قضى طائ٠القدر بأن تدور الدائرة ØŒ ومن ثم تأتيه وإن لم يأتها ØŒ وتختمه وإن لم يختمها :
” بÙمْ … بم … بم … بÙمْ
أقدامك لا تتØرك
ثانية تبقى كي تكمل دورة Øزنك
ÙÙŠ لوØØ© رقص … لكنك لا تتقدم
وتظل تراقب ÙÙŠ صمت قدما
كانت مدن جنون لا تسأم
بم .. بم
تتقدم …
تتقدم Ù†Øوك دائرة الميدان لتسرق قدما
كانت دائرة الميدان بها تØلم ” .
بين مبتدأ المØاولة ومنتهاها يمعن لاعب ” السيرك ” ÙÙŠ المخاطرة ويراعي الناس ويتعمد إدهاشهم شديدا وينتظر تØاياهم ØŒ ويغÙÙ„ عن ØÙر الخطأ التي نثرها طائ٠القدر على أرجاء دائرة ” السيرك ” ØŒ وسترها بسجاد الزينة :
” وأنت ÙÙŠ منازل الموت تلج .. عابثا مجترئا
وأنت تÙلت الØبال للØبال
تركت ملجأ وما ادّركت بعد ملجأ
Ùيجمد الرعب على الوجوه لذة ØŒ وإشÙاقا ØŒ وإصغاء
Øتى تعود مستقرا هادئا
ترÙع ÙƒÙيك على رأس الملأ
ÙÙŠ أي ليلة ترى يقبع ذلك الخطأ ” .
ويجتهد راقص الميدان أن يتبع الخطوة الوئيدة عيرها لينهج لخلÙÙ‡ منهج الجسارة ØŒ غير غاÙÙ„ عن الØÙرة التي جهزها له طائ٠القدر عند آخر خطوة :
” بم … بم …
ينهار جليد صÙعته يد الريØ
لكي يبقيك بعيدا لا تقدم
Øرك
قد تمضي ثانية هي ÙÙŠ عمرك كل العمر
وقد تخطئ Ùيها … لكنك تكتب ÙÙŠ شاهد قبرك ( إني أتعلم ) ” .
كلاهما قد نجذته الخطوب Ø› Ùأما راقص الميدان Ùشيخ عرك الØياة طويلا ØŒ Ùعر٠مبتدأها ومنتهاها ØŒ وأما لاعب ” السيرك ” ÙØسبه أن يعالج الخطر والناس كل ليلة طوال عمره . يرتبك لاعب ” السيرك ” Ùيسقط ØŒ ويضيق راقص الميدان ÙÙŠØجم ØŒ ÙÙŠÙكر الشاعران Ùيما ألم بصاØبيهما عندئذ ØŒ Ùأما Øجازي Ùيرى أن صاØبه قد ملأت عينه صورة من ماضيه ØŒ أو تأمل ÙÙŠ صورته الØاضرة مزهوا بها ØŒ Ùشغل عن Øساب خطوه :
” إذ تعرض الذكرى
تغطي عريها المÙاجئا
ÙˆØيدة معتذره
أو يق٠الزهو على رأسك طيرا
شاربا ممتلئا ” .
وأما الشيباني Ùيرى أن صاØبه قد أعجزه قيد السن ( صورته الØاضرة ) ØŒ أو سطعت له شمس Ùتوته ( صورته الماضية ) ØŒ ÙØ£Øجم عن خطوه :
” تتكبل أقدامك لا تقوى
ثمت Øيات تلبس أقدامك دائرة القيد “
” ترسم ك٠الشمس أمامك خطا
تلمØها Ùيه عناقيدا تلمسها الريØ
لتخط٠بصر الأشياء بدون تكلم
تمتد برقصتها ÙÙŠ عمقك … تسقيك جنونا
يجعل عقلك مأخوذا كالطÙÙ„ إذا ÙŠØلم ” .
وهما قريب من قريب ØŒ ولا عجب Ø› Ùمن قديم قال الأخطل : ” Ù†ØÙ† معاشر الشعراء أسرق من الصاغة ” ØŒ ÙˆÙÙŠ Øديث٠قال Ù…Øمود درويش : ” أنا مدينة الشعراء ” ØŒ ÙˆÙÙŠ كلÙÙ‘ إشارة إلى امتزاج المتأخر من الشعراء بالمتقدم ØŒ ودبيب المتقدم بالمتأخر ØŒ امتزاج المعادن بالسبيكة ØŒ ودبيب الدماء بخلايا الجسم ØŒ وأطر٠ما ÙÙŠ هذه المسلة أن الشاعر لا يعيها ØŒ ولو قد وعاها لأÙسد عمله ØŒ ولأمر ما Ù†ØµØ Ù…ØªØ¹Ù„Ù… الشعر قديما بأن يذهب Ùينسى ما ØÙظ !
ولقد كان Ùيما سبق ØŒ كثير من علامات أصالة رسالة الشيباني ØŒ على رغم تأخرها عن رسالة Øجازي ونظرها إليها .
وإن من علامات أصالة وسائل الشيباني إلى أداء تلك الرسالة ØŒ اختياره بØر المتدارك : ” Ùاعلْ Ùاعلْ ÙعÙلن ÙعÙلن ” ØŒ الذي يناسب إيقاع طبول الميدان وإيقاع خطو الراقص جميعا معا ØŒ ÙÙŠ Øين اختار Øجازي بØر الرجز ØŒ وهو وزن شعبي غلب على الشعر الØر آنئذ ØŒ على أنه مناسب كذلك للعب اللاعب : “مستÙعلن مستعلن متÙعلن متعلن ” ØŒ على أية هيئة كانت Øركته .
ثم إن الشيباني قسم قصيدته إلى خمسة مقاطع على ÙˆÙÙ‚ Øرو٠كلمة ” ميدان ” الخمسة ØŒ ثم بدأها غالبا “ببم بم ” التي تمثل صوت الطبول . ومن الطري٠جدا أن يتضمن مقطع الأل٠انÙØ³Ø§Ø Ø£Ù…Ø¯ ما بين خطوتي الراقص العجوز Ùانقطاعه ØŒ ثم أن يتضمن مقطع النون Ù†ÙˆØ§Ø Ø§Ù„Ù†Ù‡Ø§ÙŠØ© !
أما Øجازي Ùقد قسم قصيدته أولا بعبارة السؤال عن زمان الخطأ :
” ÙÙŠ أي ليلة ترى يقبع ذلك الخطأ “
– إلى عدة مقاطع ØŒ ثم ترك العبارة Ùاختلطت الأبيات وتداخلت المقاطع .
ثم إن تعلق الشيباني ÙÙŠ رسالته بمعاناة راقص الميدان ØŒ Ø£Ùضى به إلى اصطناع صراع الراقص للجماد المشخص الذي ÙŠØ·Ø±Ø Ø¹Ù„ÙŠÙ‡ من خوالج Ù†Ùسه ØŒ كالأرض ÙˆØ§Ù„Ø±ÙŠØ ØŒ ÙÙŠ Øين أن تعلق Øجازي ÙÙŠ رسالته بالمÙارقة التي تØيط بلاعب ” السيرك ” ØŒ Ø£Ùضى به إلى اصطناع صراع اللاعب للناس ØŒ Ùأما تربص الخطأ به Ùلا مدخل له إلى الصراع لأنه لم يكن يعبأ به.