دلالة الصفة المشبهة على الثبات

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
قال ابن مالك: إن الصفة المشبهة لا تكون إلا بمعنى الحال.
وقال ابن خروف في شرح الجمل في باب الصفة المشبهة: الصفة المشبهة تكون للماضي والحال والاستقبال.
ونقل أبو حيان عن ابن طاهر أنها تكون للأزمنة الثلاثة، وأجاز أن تقول: مررت برجلٍ حاضرٍ الابنَ غدًا، فتكون بمعنى المستقبل.
ثم قال أبو حيان: وأكثر النحاة لا يشترطون أن تكون بمعنى الحال.
سؤالي:
أ- الذي أعلمه أنَّ الصفة المشبهة تدل على الماضي المستمر دون انقطاع، أي إذا قلت: محمد حسن وجهه، كان المعنى: محمد حسن وجهه في الماضي والآن ومستمر في المستقبل أيضًا، فهل ما فهمته صحيح؟
وهل هذا معنى قول ابن طاهر وابن خروف، أي تكون الصفة مستمرة من الماضي إلى المستقبل دون انقطاع؟
ب- ماذا يقصد بكون الصفة المشبهة للحال، هل يقصدون أن الحسن في مثالنا لم يكن في الماضي، ولا يكون في المستقبل؟ أرجو توضيح ذلك.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لابد في جواب سؤالك هذا من تذكر فرق ما بين الثبات والاستمرار؛ لأن الصفة المشبهة صفة ثبات لا استمرار، لأن بتحقيق معنى الاستمرار حاجة إلى محاولة ومعالجة، وهما ممتنعان على الصفة المشبهة؛ ولهذا احترس ابن مالك بوجوب صياغة الصفة المشبهة من فعل الحال -ومراده الحضور- أي وجوب الانتباه إلى ألا تكون مصوغة من فعل الماضي أو المستقبل؛ لتعلق صياغتها من فعل الماضي بمحاولة تحقيق المعنى ومعالجته حتى يصل إلى الحاضر، وتعلق صياغتها من فعل المستقبل بمحاولة السعي بتحقيقه ومعالجته إلى المستقبل، ولا محاولة في الصفة المشبهة ولا معالجة، بل فطرة ثابتة وسجية راسخة وحال حاضرة.
وذلك كله من ابن مالك فضل تدقيق؛ إذ الصفة المشبهة ربما كانت مع ذلك حالًا مستمرة غير ثابتة، كـ”مريض” مثلًا التي نطلقها على من عُرف توقيت مرضه. نعم؛ ولكنه لو حضرنا الآن لربما رد علينا ذلك بأننا نجعلها عندئذ بمنزلة الثابتة.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment