الساكن والمتحرك بين علماء العروض والصرف والأصوات

أود معرفة أوجه التشابه والاختلاف بين تعامل كل من العروضيين والصرفيين وعلماء الأصوات مع قضية الساكن والمتحرك، مثلاً: عند العروضيين تستوي الحركات الثلاثة الفتحة والضمة والكسرة في تعاملهم مع الأوزان، بينما علماء الصرف أي تغيير في الحركة يصاحبه تغيير في البنية…
أرجو منكم إفادتي في الموضوع وجزاكم الله خيرًا.

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
أوصيك أن تراجع مقالي هذا:
http://mogasaqr.com/?p=1729
وفيه:
يُطلق مصطلح (الساكن) و(المتحرك)، في علمي العروض والصرف، على (الحرف)؛ فكل من اللام والألف والواو والياء في أواسط هذه الكلمات: (عِلْم، باب، قَوْل، دور، بَيْن، عيد)، حرف ساكن، وكل من اللام والواو والياء في أواسط هذه الكلمات: (طَلَع، أَوَد، قِيَم، حَلُم، عَلِم، حَوِر، أَيِس)، حرف متحرك.
وقد قام على أساس طبيعة الساكن والمتحرك وطريقة تواليهما أحدهما أو كليهما، حديث علماء العروض والصرف جميعًا، في الوزن وغيره من مسائل هذين العلمين، حتى صارت ضرورةً معرفةُ هذا الأساس، قال ابن عبد ربه: “اعلم أن أول ما ينبغي لصاحب العروض أن يبتدئ به، معرفة الساكن والمتحرك؛ فإن الكلام كله لا يعدو أن يكون ساكنًا أو متحركًا”ØŒ وليس صاحب الصرف بمَنْأًى، وتَفَقُّد كُتُبِه دليل لا يُرَدُّ.
وبتقدم البحث في علم الأصوات وأدوات القياس، مَيَّزَ الباحثون المحدثون طائفتين من (الأصوات)، واضحتي المعالم، لم يطابقا طائفتي المتحركات والسواكن، السابقَ بيانُهما تمامًا:
طائفة ما يقبل من الأصوات موقع بِداءَة المقطع، ويصح قمة له.
طائفة ما لا يقبل موقع بِداءَة المقطع، ويصح قمة له.
ثم رجعوا إلى (المتحرك)، فشقوه نصفين، ليجعلوا نصفه الأول من الطائفة الأولى، ونصفه الآخر من الطائفة الأخرى، وإلى (الساكن)، ليخرجوا مما أودعه القدماء فيه، ألف المد وواوه وياءه؛ فيجعلوها من الطائفة الأخرى لديهم، وواو اللين وياءه، ليجعلوهما نمطًا مركبًا من أصوات الطائفة الأخرى نفسها، غير أن بِداءَته تنتمي إلى الطائفة الأولى؛ ومن ثم احتاج هؤلاء الباحثون المحدثون إلى أن يستبدلوا بالساكن والمتحرك، مصطلحين مقبولين؛ فكان منهم من أطلق على صوت الطائفة الأولى مصطلح (الصامت)، وعلى صوت الطائفة الأخرى مصطلح (الصائت)، وكان منهم من قال بـ(الصامت) و(المصوِّت)، ولكن كان منهم من أخذ من القدماء وعدل؛ فقال بـ(الساكن) لصوت الطائفة الأولى، و(الحركة) لصوت الطائفة الأخرى، وكل منهم مَعْنيٌّ بالجانب الوظيفي من الأصوات، لا النُّطقي ولا الفيزيقيّ، وهو ما أراه بقية من تَأَثُّرِ منهج القدماء.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment