مواضع الفاء السببية

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الفاء (متى تستخدم وتكون الفاء السببية ومواضعها بشكل عام) و شكراً

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته!
قد علمت أن كلمات العربية أسماء وأفعال وحروف:
أما الأسماء والأفعال ففيها معانيها، وأما الحروف فمعانيها في غيرها، تظهر وتفهم في أثناء استعمالها لتعليق الأسماء والأفعال بعضها ببعض. وليس أجمع لمعاني الحروف من كتب الأدوات، وأهمها مغني اللبيب لابن هشام الأنصاري.
ومن هذه الحروف حروف العطف التي تستعمل لإشراك ما بعدها فيما يخص ما قبلها -وهي هذه العشرة: الواو، والفاء، وثم، وأو، وحتى، وأم، وإما مكسورة مكررة، وبل، ولكن، ولا- ولكنها بكثرة استعمالها تكتسب معاني متجددة، مع إشراكها ما بعدها فيما يخص ما قبلها.
وعلى هذا تتحرك فاء العطف في الكلام العربي؛ فتكتسب فيما تكتسب، معنى السببية، أي أن تدل على أن ما قبلها سبب ما بعدها، في عطف الجمل والصفات، كما في:
نام زيد فارتاح،
زيد نائم فمرتاح.
وهذه الفاء هي التي ينتصبُ الفعل المضارع بعدها بأن المضمرة، في مثل قول الحق -سبحانه وتعالى- :
{يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا} [النساء:73]
بحيث يكون المصدر المؤول من أن المضمرة وما بعدها، معطوفا بالفاء على مصدر مفهوم مما قبلها يكون هو سبب ما بعدها، كأن يكون:
يا ليت لي وجودا معهم ففوزًا بما فازوا به.
ولا تكونُ الفاءُ للسببيّةِ بعدَ المُضارع فتنصبه إلّا بشروطٍ؛ منها أن تكونَ مسبوقةً بأمرٍ أو نهيٍ أو استفهامٍ أو تحضيض أو تمنٍّ، نحو قوله -تعالى!-: {كُلوا من طيباتِ ما رزقْناكُم ولا تَطغوْا فيه فيَحلَّ عليكُم غَضبي}.
فإن لم تكُن الفاءُ للسببية، ودلَّتْ على عَطفٍ أو استئنافٍ- لم ينتصب بعدها الفعلُ المضارع، كقوله -تعالى!-: {لا يؤذنُ لهم فيعتذرونَ}.

Related posts

Leave a Comment