بين المجازين العقلي والمرسل

السلام عليكم ورحمة الله
وفّقكم الله فيما تقومون به من خدمةٍ للغتنا العربيّة وجعل ما تقومون به في ميزان حسناتكم.
أودُّ سؤالكم عن أمرٍ أتعبني حقيقةً، وكلَّما تدبّرتُ في الأمثلة كلَّما اختلط عليَّ الأمرُ، وهو الفرق بين المجاز المرسَل والعقليِّ.
فمثلًا قولُنا: القطيعُ يرْعَى الغيثَ.
فقد نَقول: إنّ الإسناد حقيقيٌّ والكلمةَ مجازيةٌ، فيكون المجازُ مرسلًا.
أو قد نقولُ: إنّ الإسنادَ مجازيٌّ والكلمةَ على حقيقَتها، فيكونُ المجازُ عقليًّا،
فما هو الضّابط الواضح الشّافي في التّفريق، وهل المجازان قد يلتقيان في جملةٍ يتجاذبان أطرافها؟
جزاكم الله خيرًا ونفعَ بكم، آمين.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
بين هذين المجازين جامعُ التجاوزِ وفارِقُ سبيلِه؛
فأما تجاوزُ العقليِّ فبإسناد الفعل الحقيقي أو ما أشبهه إلى غير فاعله الحقيقي مما يتعلق به،
وأما تجاوزُ المرسَلِ فبقصد معنى باللفظ غير معناه الحقيقي.
وقد اجتمعا في مثل “رَعَى الْقَطِيعُ الْغَيْثَ”Ø›
إذ الذي يرعى الغيث إنما هو صاحب القطيع لا القطيع، وهذا مجاز عقلي،
والذي يُرعى إنما هو الكلأ لا الغيث، وهذا مجاز مرسل،
قد اجتمعا، والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment