استعمال “نوعا ما”ØŒ في كلام المعاصرين

يشيع في كلام المعاصرين قولهم مثلًا: بيتنا واسع نوعًا ما.
فما التوجيه الإعرابي لكلمة (نوعًا)؟

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
إن “نوعًا” مفعول مطلق منصوب بـ”واسع”ØŒ وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة، Ùˆ”ما” نعته المبني على السكون في محل نصب، هذا أحسن ما تتحمله العبارة عندنا من الإعراب.
ولكن “النوع” في العربية الضرب من الشيء؛ ومن ثم ربما تعجل مـتأمل العبارة؛ فظن أن المراد أنه “وَاسِعٌ سَعَةً مّا”ØŒ والمراد أنه “وَاسِعٌ قَلِيلًا ما”ØŒ ولن يتغير بينهما الإعراب على ما صرنا إليه في ضبط باب المفعول المطلق.
ولهذا توقف في العبارة أكثر متأمليها فاستغربوها واستضعفوها واستبعدوها، وقبلها آخرون بوُرودها نصًّا في بعض معاجم الأساليب الحديثة (الأساسي والمنجد) قياسًا على قول الرسول -صلى الله عليه، وسلم!-: “أَحْبِبْ حَبِيبَكَ هَوْنًا ما” -وهو قياس أبعد من أن يقال فيه قياس مع الفارق- ولكنهم فضَّلوا عليها أن يقال: “واسِعٌ قَلِيلًا”ØŒ خاليةً من “ما” -ولا غنى عنها بمن أراد إغماض المراد- وأفضل منها عندي أن يقال: “وَاسِعٌ شَيْئًا مّا”!
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment