جمع فَعْلاء بين فُعْل وفَعْلاوات

السلام عليكم،
أنا في طور إعداد درس في الألوان لغير الناطقين بالعربية. قرأت الكثير من القواعد المتعلقة بهذا الموضوع لكني لم أتمكن من استيعاب الجزئية الخاصة بجمع الألوان.
فكل من حمراوات وسوداوات وخضروات وصفروات وغيرها من الكلمات موجودة في اللغة العربية لكن القاعدة تقول بأنه لا يصح جمع ما كان من الأسماء على وزن “فَعْلاء” مؤنث “أفعل” جمعًا مؤنثًا سالمًا، وإنما تُجمع جمع تكسير.
سؤالي:
– من أين أتت هذه الكلمات؟ وقي أي إطار تُستعمل؟
– متى تُجمع الألوان على صيغة “فُعْل”ØŸ ومتى تُجمع على صيغة “فعلاوات” مع بعض الأمثلة لو أمكن.
ملاحظة: أنا لست من المتخصصين في هذا المجال، أنا أحاول فقط المساعدة في نشر اللغة العربية عبر تصميم دروس بسيطة لغير الناطقين بها.
جزاكم الله خيرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لعل الموازنة في جمع “خَضْراء” بين “خُضْر” Ùˆ”خَضْراوات”ØŒ أن توضح لك الأمر تمامًا؛ فلا ريب في أنك تجمع “خَضْراء” على “خَضْراوات” إذا أردت الدلالة على بعض النباتات، وعلى “خُضْر” إذا أردت الدلالة على لون بعض الأجسام، حتى إنك ربما قلت: هذه خَضْراوات غير خُضْر، أي نباتات غير كاملة الخُضْرة. وسر التمييز بين الجمعين كما ترى، إنما هو دفع التباس الأسماء والألوان، بجمع “خَضْراء” اسمًا على “خَضْراوات”ØŒ ولونًا على “خُضْر”.
وفي المسألة مع ذلك حرصٌ نبيل على تلاؤم جمعي المؤنث والمذكر؛ فإن هذا الجاري في الجمع بالألف والتاء، جارٍ في الجمع بالواو والنون أو الياء والنون، بجمع “أَخْضَر” اسمًا على “أَخْضَرون، وأَخْضَرِين”ØŒ ولونًا على “خُضْر”. ذلك رأي البصريين الذين أصَّلوا الأصول ونافحوا عنها وفرَّعوا الفروع وهذَّبوا منها، فأما الكوفيون الحفاظ فلم يعدموا من كلام العرب في حفظهم الواسع، ما يوسِّعون به من ضيق رأي البصريين، وهو ما اعتمده مجمع اللغة العربية القاهري؛ فساوى في ذلك بين الأسماء والألوان.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment