بين أدلة الإعجاز ودلائله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذه الأسئلة لم أجد لها جوابًا مقنعًا.. فهل تفيدني عنها وتدلني على المرجع.
بارك الله فيكم.
ونفع الله بعلمكم.
1-لماذا سمَّي عبد القاهر الجرجاني كتابه “دلائل الإعجاز” ولم يسمِّه أدلة الإعجاز؟
2-ما الفرق بين الأدلة والدلائل؟
3-وأيهم أوفق: الدلائل أم الأدلة؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله أخي السائل الكريم الفاضل، وأحيانا به!
من الدال واللام واللام خرج المصدر “دلالة”ØŒ أي تبيين وتوضيح، ولم يكن ينبغي له أن يجمع كثرةً على “دلائل” وقلةً على “دلالات”ØŒ لولا انتقاله من المصدرية إلى الاسمية- وخرج “دليل”ØŒ صيغة المبالغة في اسم الفاعل أي مرشد عظيم الإرشاد -حتى إنه لَيُتَّخذُ حُجة في مَقامه- التي تُجمَع على “أدلة”ØŒ مثل: حَبيب أحبة، ورغيف أرغفة.
ولا يخفى ما بين أدلة الإعجاز ودلائله من فرقٍ أظن أنه هو الذي حمل أبا بكر الجرجاني الأديب الشاعر العالم اللغوي الإمام، على تسمية كتابه “دلائل الإعجاز”ØŒ لا “أدلة الإعجاز”Ø› فقد درجنا على التعبير بأدلة الشيء عن الحجج والبراهين التي تدل عليه، وهو فصل معروف من باب الكلام عن الإعجاز- كما درجنا على التعبير بدلائل الشيء ودلالاته عن الفوائد التي يدلنا عليها ونستفيدها منه.
ولا ريب في أن من البلاغة العالية أن يتجاوز مقام الدلالة على الإعجاز إلى مقام الدلالة به، والاحتجاج له إلى الاحتجاج به، مثلما يتجاوز المؤمن المطمئن الإيمانِ، مقام السعي إلى الحق -سبحانه، وتعالى!- إلى مقام السعي به؛ فكان سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، “وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سبلنا” (العنكبوت: 69)
صدق الله العظيم؛
هو الأعلى الأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment