سؤال عن الواو الواردة في بعض المؤلفات في قولهم “وكتبه فلان”

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،
حياكم الله أهل المجمع الكرام خير تحيةٍ وبعدُ :
فقد انتبهتُ إلى شيءٍ في كثير من المؤلفات المصنفة حديثاً ، وغالبا مايكون هذا الشيء في التقريظ أو التمهيد للموضوع ، حيث يأتي الكاتب في نهاية المقدمة ويقول :
“وكتبه أبو عبدالله فلان بن فلان”Ø›
فما شأن هذه الواو ؟؟!
بارك الله فيكم
!

هذه الفتوى من أوائل ما استفتحت به لجنة مجمع مكة الشبكي، وفيها يظهر إيثار رأي الجماعة -حفظه الله، وأدامه!- فأما رأي هذا الفرد فأنها واو عطف للجملة بعدها على جملة مفهومة محذوفة قبلها بتقدير “قال ذلك”ØŒ والله أعلى وأعلم!

يقولُ السائلُ الكريمُ إنه انتبه إلى أسلوبٍ يكثرُ استعمالُه في كثير من المؤلفات المصنَّفة حديثاً، وغالبا ما يكون هذا الشيء في التقريظ أو التمهيد للموضوع؛ إذ يأتي الكاتب في نهاية المقدمة ويقول: وكتبه أبو عبدالله فلان بن فلان…Ø› فما شأن هذه الواو؟
أمّا الجوابُ عن سؤال السّائل، فنقول وبالله التوفيقُ والعَونُ: Ù„عل الذي لحَظَه وتساءلَ في شأنه أيصحُّ أم لا يصحُّ ØŒ يمكن أن يُختصرَ الجوابُ عنه في نقطتيْن اثنتيْن، وكلتاهُما في ما نرى -والله أعلمُ- واردة ومقبولة:
الأولى: أنّ الواوَ الواردَةَ في الأسلوبِ المُستعمَلِ واوُ استئنافٍ في غالب الظّنّ؛ فليسَت للقَسَم ولا للعطف وليسَت واو ربّ ولا غيرها من الواوات المتردّدة في النصوص المختلفة؛ لأنّ سياقَ الكلام لا يفيدُ هذه المَعاني، وإنّما يُفيد السياقُ أنّ الكاتبَ قد استأنفَ كلاماً أخيراً ختَمَ به بعد انقطاع، وحقَّ للكاتب أن يربطَ هذه الخاتمةَ بنص الكتابِ لأنها جزء من الكتابِ كلّه لا تنفصل عنه، والضّميرُ نفسُه [ضمير المفعوليّة في: كتَبَه] يُحيلُ إلى سابقٍ ويربطُ المتكلِّمَ بهـ
الثانيةُ : أنّه يَجوزُ الاستغناءُ عن الواو ويُقدَّرُ الرابطُ في الذّهن؛ فيكون الأسلوب هكذا :ـ
كَتَبَه أبو فلان …Ù€
وهذا -وإن كانَ موضعَ ربطٍ واستئنافٍ – ممّا يجوزُ حذف الرابط منه، لأن حذفَ ما يُعلمُ جائزٌ .

جزاكم الله خيرا

Related posts

Leave a Comment