توجيه “ما” الملتبسة بالشرطية

جاء في “البداية والنهاية” في الجزء العاشر منه في الصفحة السادسة والأربعين ضمن أحداث سنة سبع عشرة للهجرة جاء هذا البيت الذي قاله عمر لخالد بن الوليد رضي الله عنهما
صنعت فلم يصنع كصنعك صانع***وما يصنع الأقوام فالله صانع
بجزم (يصنع) بعد (ما) فعلى هذا تكون (ما) موصولية متضمنة معنى الشرط، وتكون الفاء الواقعة في الجواب سببية، لكن الذي يظهر أن المعنى يفسد بهذا لأن جملة “الله صانع” على هذا تكون مُسبّبة عن “ما يصنع الأقوام” فيكون المعنى: إنْ يصنع الأقوام شيئًا يصنعْه الله أي يصنع مثله أو يصنع عينه، في محتملهما، وليس هذا هو المعنى المراد بل المراد: مهما يصنع الأقوام من شيء فالله هو صانعه في الحقيقة، ويشهد لهذا المعنى ما ورد أن عمر كتب إلى الأمصار بعد عزله خالدًا أنه ما عزله عن سُخطة ولا خيانة ولكن الناس فُتنوا به فأراد أن يعلموا أن الله هو الصانع. فيكون الصواب إذن تجريد (ما) من معنى الشرطية ورفع (يصنعُ) بعدها.
أرجو منكم توجيه ذلك مع إفادتي بمعنى الفاء في هذه الحالة ما دامت ليست للسببية أو تفنيده مع التعليل.
جزاكم الله عن لغة القرآن والسنة خير الجزاء.

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
“يصنع” مرفوع، Ùˆ”ما” موصولة، والفاء فاء جواب الشرط، قد وقعت في خبر المبتدأ العام، على جهة تشبيهه بأداة الشرط الاسمية العامة، وهو أسلوب عربي فصيح قديم.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

جزاكم الله خيرا

Related posts

Leave a Comment