تحرير القول في جواب الطلب

السلام عليكم.
ما حكم جزم جواب الطلب في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ارحموا من في الأرض يَرْحَمْكُمْ من في السماء)؟
والحديث قيل إنه ضعيف الإسناد.
بارك الله فيكم ونفع بكم.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لا مجال هنا للكلام في نقد سند الحديث، فأما المتن فلن نعدم من غيره ما يؤيده.
إن “ارحموا من في الأرض”ØŒ طلب، وإن ترتيب “يرحمكم من في السماء”ØŒ عليه، ينزل العبارة منزلة الجملة الشرطية، بل من النحويين من يقدر في الوسط شرطًا محذوفًا مفهومًا، تقديره:
“إن ترحموا من في الأرض”
جوابه “يرحمكم من في السماء”.
وسواء أنُزلت الجملة الأولى منزلة الشرط أم قُدرت بعدها جملة شرط مفهومة منها، يجب على هذا الترتيب جزم “يرحم”.
ولكن يجوز توجيه مثل هذه العبارة -متى قُصد هذا القصد- على أنها جملة واحدة:
فعل أمر، وفاعل متصل به، ومفعول به اسم موصول وصلة شبه جملة حرفي، وحال جملة “يرحمكم من في السماء”ØŒ حال من واو “ارحموا” الفاعل، على معنى: ارحموهم مرحومين، أي تُرحمون في أثناء رحمتكم غيركم.
وعلى هذا التوجيه الأخير يزول معنى الشرط، ويجب رفع “يرحم”ØŒ رفعه الأصيل.
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

شكرا لك على النشر

Related posts

Leave a Comment