الخلا٠بين الشعراء والنØويين (علماء النØÙˆ) قديم مستمر : ÙŠÙخَطÙّئ٠النØويون أقوال الشعراء ØŒ ويÙسَÙÙّه٠الشعراء Ø£Øلام النØويين ØŒ والغاوون مذبذبون بين هؤلاء وهؤلاء!
ولا يعر٠الشوق إلا من يكابده !
وقد كابدت بØياتي طلب الشعر والنØÙˆ ØŒ وطلب علمي الشعر والنØÙˆ Ø› Ùلا Ø£Øكم هنا إلا بما عانيت ØŒ ÙÙŠ مسألة مطروØØ© دائما وكأن طرØها Ùرض ÙƒÙاية على مثقÙÙŠ كل زمان ومكان؛ وهل أشر٠مما نقوم جميعا Ùيه الآن من زمان ومكان !
ولقد خطرت لي ÙÙŠ هذه المسألة ØŒ Ø£Ùكار أربع ØŒ يمكنني بها أنا وأنتم أن نتجاذب أطراÙها Ø› عسى أن نركن من Ùهمها إلى ركن وثيق :
• الشÙّعْر٠وَالنَّØْو٠:
– Øقيقة٠وجود كل منهما ÙÙŠ الكلام ØŒ وما يجتمعان عليه ØŒ وما ÙŠÙترقان Ùيه .
• عÙلْم٠الشÙّعْر٠وَعÙلْم٠النَّØْو٠:
– منهج٠البØØ« عن Øقيقة كل منهما ØŒ المÙضي إلى نظريات ضابطة .
• الشّاعÙر٠وَالْÙَصيØÙ :
– Øقيقة٠وجود كل منهما ÙÙŠ المتكلمين ØŒ وما يجتمعان عليه ØŒ وما ÙŠÙترقان Ùيه .
• عالÙم٠الشÙّعْر٠وَعالÙم٠النَّØْو٠:
– Øقيقة٠وجود كل منهما ÙÙŠ الباØثين ØŒ وما يجتمعان عليه ØŒ وما ÙŠÙترقان Ùيه .
إننا إذا تأملنا كل Ùكرة من هذه الأÙكار ØÙ‚ تأملها ØŒ واتÙقنا ÙÙŠ نقدها على قول Ùصل – وضعنا علاقةَ بَيْن٠الشعراء والنØويين (علماء النØÙˆ) ØŒ ÙÙŠ موضعها الصØÙŠØ Ø› ÙعَرَÙÙŽ كلٌّ Øَدَّه ØŒ ÙÙŽÙˆÙŽÙ‚ÙŽÙÙŽ عÙنْدَه !
1
Øدثنا أبو تميم عبد الØميد بسيوني وكان مستشار جابر Ø§Ù„ØµØ¨Ø§Ø Ø£Ù…ÙŠØ± الكويت الأسبق ØŒ أنه شهد مجلس أستاذنا Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر ØŒ وقد أقبل Ù…Øمود Øسن إسماعيل – وكلهم معاصرون ماتوا ÙÙŠ أثناء هذا القرن الهجري الخامس عشر Ø› رØمهم الله جميعا رØمة واسعة ØŒ ولم ÙŠÙŽÙْتنّا بعدهم ØŒ ولم ÙŠØرمنا أجرهم ! – ينشد من شعره المجلسَ الجليل ØŒ ÙˆÙيه الØسّاني Øسن عبد الله – عÙا الله عنه ! – يَتَسَقَّط٠له ØŒ Øتى Ù„ÙŽÙ‚ÙŽØ·ÙŽ شيئا ØµØ§Ø Ø¨Ù‡ عليه Ø› Ùغضب Ù…Øمود Øسن إسماعيل .
قال أبو تميم : Ùلما كان المجلس التالي ØŒ بَدَرَ إسماعيل٠بقصيدته من الشعر الØر ” الوَهَج٠وَالدّيدان٠” ØŒ يقول :
” تَÙْعيلَتانْ
ثَلاث٠تَÙْعيلاتْ
وَسَبْع٠تَÙْعيلاتْ
ÙˆÙŽØ£ÙŽØْرÙÙÙŒ تÙعانÙق٠الْأَلْØانَ بÙالْأَØْضان٠وَالرّاØاتْ
تÙدَÙÙّق٠النّورَ عَلى ØÙŽÙائÙر٠الْأَمْواتْ
شَلّالَ موسيقا بÙلا قَواعÙد٠مَرْسومَة٠الرَّنّاتْ
مَعْصومَة٠الْإيقاع٠دونَ ØاسÙب٠مÙزَيَّÙ٠الْميقاتْ
يَعÙدÙّها Ù…Ùنْ قَبْل٠أَنْ تَجيءَ بÙالْأَسْباب٠وَالْأَوْتاد٠وَالشَّطْراتْ
تَشÙÙ‚ÙÙ‘ بابَ الرّوØ٠لا تَسْتَأْذÙن٠الْإÙصْغاءَ وَالْإÙنْصاتْ
وَلَيْسَ ÙÙŠ Ø¥ÙعْصارÙها سَبّابَةٌ تÙعَذÙّب٠الْهالاتْ
وَلا ÙÙضول٠الْمَوْت٠وَهْوَ يَسْأَل٠الْØَياةَ عَنْ تَوَهÙّج٠السّاØاتْ
وَلا ÙÙضول٠اللَّيْل٠وَهْوَ يَسْأَل٠الْÙَجْرَ Ù„Ùماذا تَنْسَخ٠الرÙÙ‘Ùاتْ
ضَجَّ الْبÙلى Ù…Ùنْ صَيْØَة٠الْإÙشْراق٠ÙÙŠ تَشَبÙّث٠الْمَواتْ
وَانْتَÙَضَتْ هَياكÙÙ„ÙŒ مَرْصوÙَة٠الطÙّقوس٠مÙنْ تَناسÙق٠الْأَشْتاتْ
ÙˆÙŽÙƒÙÙ„ÙÙ‘ ما Ùيها قَرابين٠تÙقَدÙّس٠الرÙّمامَ ÙÙŠ ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ Øَصاد٠ماتْ
مَصْلوبَة٠الْجÙمود٠وَالرÙّكود٠وَالْهÙمود٠وَالسÙّباتْ
عَلى مَطايا زَمَن٠مÙهَرَّأ٠الْأَكْÙاتْ
تَØَرَّكَتْ ÙÙŠ غَبَش٠الْكÙهوÙÙ’
جَنائÙزًا ÙÙŠ Ù„ÙŽØْدÙها تَطوÙÙ’
مَشْلولَةَ الْمَسير٠وَالْØÙراك٠وَالْوÙقوÙÙ’
كَأَنَّها Ù„ÙتÙرَّهات٠أَمْسÙها رÙÙÙˆÙÙ’
أَوْ أَنَّها Ù„ÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ نور٠شَعَّ ÙÙŠ زَمانÙها ØÙتوÙÙ’
تÙريد٠شَلَّ الْوَهَج٠الْعَصوÙÙ’
بÙأَعْيÙن٠ضÙياؤÙها مَكْÙÙˆÙÙ’
وَأَلْسÙÙ†Ù Ù†ÙداؤÙها مَعْقوÙÙ’
تَهاتَرَتْ مَخْدورَةً Ù…Ùنْ سَمْتَة٠الْعÙكوÙÙ’
وَراعَها تَمَزÙّق٠السÙّجوÙÙ’
وَخَيْبَة٠التَّكْرار٠وَالدÙّوار٠ÙÙŠ الْقيعانْ
Ùَأَنْشَبَتْ Ù‡Ùذاءَها ÙÙŠ الْقَشÙÙ‘ وَالْعيدانْ
وَالْØَبÙÙ‘ عَنْ عَمائÙها Ù…ÙغَلَّÙÙŒ نَشْوانْ
وَوَعْيÙها Ù…Ùنْ غَشْيَة٠غَÙْلانْ
وَطَرْÙÙها Ù…Ùنْ عَشْيَة٠ظَمْآنْ
Ù„ÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ ما لَمْ يَبْقَ Ùيه٠قَبَسٌ Ù„ÙØ®Ùطْوَة٠الْإÙنْسانْ
سÙبْØانَ رَبÙÙ‘ النّور٠مÙنْ تَØَرÙّك٠الْأَكْÙانْ
سÙبْØانَه٠سÙبْØانْ
مَنْ أَيْقَظَ الدّيدانْ
أَنْغام٠هذا الطَّيْر٠ما لَقَّنَها بÙسْتانْ
وَلا Øَداها ØارÙسٌ يَقْظانْ
وَلا بÙغَيْر٠ما تَجيش٠نارÙها تَØَرَّكَتْ بَنانْ
Ù…Ùنْ ذاتÙها ÙˆÙŽÙˆÙŽØْيÙها رَØيقÙها الصَّدْيانْ
الرّاÙÙض٠الْإيماءَ Ù„Ùلْوَراء٠يَمْتَصÙÙ‘ Ø®Ùطا الرÙّكْبانْ
الرّاÙÙض٠الْقÙياسَ ÙÙŠ الصَّدى ÙˆÙŽÙÙŠ الْمَدى ÙˆÙŽÙÙŠ اللÙّسانْ
ÙˆÙŽÙÙŠ هَوى التَّنْغيم٠وَالتَّÙْخيم٠وَالتَّرْنيم٠وَالْإÙرْنانْ
تَدَÙَّقَتْ لا تَعْرÙÙ٠التَّطْريزَ ÙÙŠ تَوَهÙّج٠الْأَلْØانْ
وَلا Ø®Ùداعَ السَّمْع٠ÙÙŠ تَبَرÙّج٠الْØÙروÙÙ Ù„Ùلْآذانْ
وَلا Ù„Ùخَطْو٠اللَّØْن٠قَبْلَ سَكْبÙÙ‡Ù Ù…Ùنْ نايÙها ميزانْ
أَسْكَرَها خالÙÙ‚Ùها قَبْلَ انْبÙثاق٠اللَّØْن٠بÙالْأَوْزانْ
تَØَرَّرَتْ Ùَما بÙها Ù„Ùلْقالَب٠الْمَصْبوب٠قَبْلَ كَأْسÙها Ø¥Ùذْعانْ
زَخارÙÙÙŒ مَطارÙÙÙŒ مَتاØÙÙÙŒ Ù„ÙÙ‚Ùشْرَة٠الْأَكْوانْ
قَواقÙعٌ بَراقÙعٌ بَدائÙعٌ زَيّاÙَة٠الْأَلْوانْ
جَلَّ عَزيÙ٠النّاي٠أَنْ يَقودَه٠إÙنْسانْ
وَجَلَّ روØ٠الْÙÙŽÙ†ÙÙ‘ عَنْ تَناسÙخ٠الْأَبْدانْ
ÙَالشÙّعْر٠شَيْءٌ Ùَوْقَ ما يَصْطَرÙع٠الْجيلانْ
روØÙŒ تَرÙجÙÙ‘ الرّوØÙŽ كَالْإÙعْصار٠ÙÙŠ الْبÙسْتانْ
بÙزَÙÙّها ÙˆÙŽØَرْÙÙها وَنورÙها الْمÙمَوْسَق٠النَّشْوانْ
وَخَمْرÙها الْمَعْصورَة٠الرَّØيق٠مÙنْ تَهادÙل٠الْأَزْمانْ
Ù„ÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ جيل٠كَأْسÙÙ‡ لا تَÙْرÙضÙوا الدÙّنانْ
Ù…ÙŽÙ„ÙŽÙ‘ النَّدامى ØَوْلَكÙمْ عÙبادَةَ الْأَكْÙانْ
ÙَجَدÙّدوا أَرْواØÙŽÙƒÙمْ لا تَظْلÙÙ…Ùوا الْميزانْ
ÙَالشÙّعْر٠لَØْنٌ Ù…Ùنْ يَد٠الرَّØْمنْ
سÙبْØانَه٠سÙبْØانْ
Ù…ÙلْهÙÙŠ النÙّسور٠عَنْ Ø®Ùطَا الدّيدانْ ” . (ديوانه)
ومن تأمل هذه التعبيرات ØÙ‚ تأملها : ” ØاسÙب٠مÙزَيَّÙ٠الْميقاتْ ” ØŒ ” سَبّابَةٌ تÙعَذÙّب٠الْهالاتْ ” ØŒ ” ÙÙضول٠الْمَوْت٠” ØŒ ” ÙÙضول٠اللَّيْل٠” ØŒ ” تَشَبÙّث٠الْمَواتْ ” ØŒ ” تَناسÙق٠الْأَشْتاتْ ” ØŒ ” تَØَرÙّك٠الْأَكْÙانْ ” ØŒ ” تَناسÙخ٠الْأَبْدانْ ” ØŒ ” عÙبادَةَ الْأَكْÙانْ ” ØŒ ” Ø®Ùطا الدّيدانْ ” – رأى كي٠عَرّاه٠للملأ ØŒ ثم سَلَØÙŽ عليه ! بل كي٠زَلْزَلَه ØŒ وأَضَلَّه عن Ù†Ùسه ØŒ ثم تركه ÙÙŠ بَيْداء ! Ùأَيَّة٠مَذَمَّة٠لم يَصÙبَّها عليه ! وأَيَّة٠مَØْمَدَة٠لم يَسْلÙبْها منه !
ÙتÙرى كي٠اختلÙا اختلاÙا شديدا وكان ينبغي أن يأتلÙا ØŒ Øتى إذا أخطأ إسماعيل خَطَأً انْتَهَزَه الØَسّانيÙÙ‘ Ù†Ùهْزَةً باردةً ØŸ وماذا كان ذلك الخطأ ولا مَصْلَØÙŽØ©ÙŽ ÙÙŠ التَّشْنيع٠به ØŒ Øتى أَكْمَدَه عليه هذا الكَمَدَ ØŒ واستعداه هذه العَداوة ØŸ
قال المظÙر العلوي المتوÙÙ‰ سنة 656 الهجرية : ” يَنْبَغي Ù„ÙلشّاعÙر٠أَلّا ÙŠÙعادÙÙŠÙŽ أَهْلَ الْعÙلْم٠، وَلا يَتَّخÙØ°ÙŽÙ‡Ùمْ Ø®Ùصومًا Ø› ÙÙŽØ¥ÙنَّهÙمْ قادÙرونَ عَلى أَنْ يَجْعَلوا Ø¥ÙØْسانَه Ø¥Ùساءَةً ØŒ وَبَلاغَتَه عيًّا ØŒ ÙˆÙŽÙَصاØَتَه Øَصَرًا ØŒ ÙˆÙŽÙŠÙØيلوا مَعْناه٠، وَيَنْتَقÙضوا ما بَناه٠! Ùَكَمْ Ù…Ùنْ أَديب٠أَسْقَطَ أَهْل٠الْعÙلْم٠ØÙكْمَ أَدَبÙÙ‡ ØŒ وَأَخْمَلوا Ù…Ùنْ Ø°ÙكْرÙÙ‡ ما تَنَبَّلَ بÙÙ‡ ! وَلَوْ عَدَدْناهÙمْ Ù„ÙŽØ£ÙŽÙْرَدْنا Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ ÙƒÙتابًا ! ÙˆÙŽÙ„Ùلّه٠عَمّارٌ الْكَلْبيÙÙ‘ Øَيْث٠يَقولً:
ماذا لَقيت٠مÙÙ†ÙŽ الْمÙسْتَعْرÙبينَ ÙˆÙŽÙ…Ùنْ Ù‚Ùياس٠نَØْوÙÙ‡ÙÙ… هذَا الَّذÙÙŠ ابْتَدَعوا
Ø¥Ùنْ Ù‚Ùلْت٠قاÙÙيَةً بÙكْرًا يَكون٠بها بَيْتٌ Ø®ÙلاÙÙŽ الَّذي قاسوه٠أَوْ ذَرَعوا
قالوا Ù„ÙŽØَنْتَ وَهذا لَيْسَ Ù…ÙنتَصÙبًا وَذاكَ خَÙْضٌ وَهذا لَيْسَ يَرْتَÙÙع
ÙˆÙŽØَرَّضوا بَيْنَ عَبْد٠اللّه٠مÙنْ ØÙÙ…Ùق٠وَبَيْنَ زَيْد٠Ùَطالَ الضَّرْب٠وَالْوَجَعÙ
كَمْ بيْنَ قَوْم٠قَد٠اØْتالوا Ù„ÙمَنْطقÙÙ‡Ùمْ وَبَيْنَ قَوْم٠عَلى Ø¥ÙعْرابÙÙ‡Ùمْ Ø·ÙبÙعوا
ما ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ قَوْلÙÙŠÙŽ مَشْروØًا Ù„ÙŽÙƒÙمْ ÙÙŽØ®Ùذوا ما تَعْرÙÙونَ وَما لَمْ تَعْرÙÙوا Ùَدَعوا
Ù„ÙØ£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ أَرْضÙÙŠÙŽ أَرْضٌ لا تÙشَبÙÙ‘ بÙها نار٠الْمَجوس٠وَلا تÙبْنى بÙهَا الْبÙيَع
وَلَعَلَّ أَهْلَ الْعÙلْم٠يَأْتونَ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْمَعانÙÙŠ الْمÙسْتَØيلَة٠وَالْأَلْÙاظ٠الْمÙخْتلَّة٠، ÙÙŽÙŠÙÙ‚ÙŽÙˆÙّمونَ أَوَدَها بÙعÙÙ„ÙŽÙ„ÙÙ‡Ùمْ ØŒ ÙˆÙŽÙŠÙصْلÙØونَ ÙاسÙدَها بÙمَعْرÙÙَتÙÙ‡Ùمْ Ø› وَمَنْ هذÙÙ‡ سَبيلÙÙ‡ Ùَما ÙŠÙŽØْسÙن٠أَنْ ÙŠÙغْضَبَ وَلا ÙŠÙقْشَبَ Ø› ÙَرÙبَّ داهÙيَة٠وَقَعَ عَلى مَنْ Ù‡ÙÙˆÙŽ أَدْهى Ù…Ùنْه٠” . (نضرة الإغريض)
ولو قد Øضر المظÙر العلوي مجلس أستاذنا ذاك ØŒ لعر٠كي٠يَقْدÙر٠الشعراء من النَّØْويّين (علماء النØÙˆ) على أكثر من ذلك ØŒ ولَعَطَÙÙŽÙ‡Ùمْ عليهم بإغرائهم بخÙدْمَتÙÙ‡Ùمْ لهم كما Ùعل أخيرًا ببعض كلامه ØŒ لا بتَهْديدÙهم وهم المÙمْتَلÙئون بأنÙسهم ØŒ بأن يَهْتÙÙƒÙŽ النَّØْويّونَ أستارَهم ظÙلْمًا وعÙدْوانًا ويَÙْضَØوا أسرارَهم بَغْيًا وبÙهْتانًا ! ثم العجب٠له يستشهد بشعر عمار٠ينعى Ùيه على النَّØْويّينَ (علماء النØÙˆ) تَعْنيتَهم له ØŒ من غير استكانة لهم ولا إقرار بسلطانهم ! أم تÙراه ÙŠÙخَوÙÙ‘Ù٠الشعراء بالكَمَد٠الذي وَجَدَه عَمّارٌ ØŒ من Øيث كان السعيدَ منهم من ÙˆÙعÙظَ بأخي صَنْعَتÙÙ‡ – Øتى ÙŠÙقْرّوا ويَسْتَكينوا !
لقد كان ينبغي للمظÙر العلوي ØŒ أن يشتغل بجوامع ما بين طائÙتي الشعراء والنَّØْويّينَ (علماء النØÙˆ) تَرْغيبًا ومÙؤالَÙَةً وإÙصْلاØًا ØŒ أكثرَ من٠اشتغاله بÙوارق ما بينهما تَرْهيبًا ومÙخالَÙَةً وإÙÙْسادًا !
2
مَثَل٠اللغة المعينة مَثَل٠بنيان الإنسان المعين ØŒ ومَثَل٠شÙعْر٠اللغة المعينة مَثَل٠بنيان إنسان٠وÙÙ„Ùدَ من ذلك البنيان السابق ØŒ ومَثَل٠نَØْو٠اللغة المعينة مَثَل٠جÙهاز٠مÙعَيَّن٠ÙÙŠ البنيان السابق٠الوالد Ù…ÙسْتَمÙرÙÙ‘ إلى البنيان اللاØق٠المولود .
ومَنْ تَأَمَّلَ بÙنيانَ الشعر وَجَدَ بÙنيانَ اللغة : جÙهازَ أَصْواتÙها وَمَقاطÙعÙها الصَّوْتية ومعانيها ØŒ وجÙهازَ صÙيَغÙها الصَّرْÙية ومعانيها ØŒ وجÙهازَ Ù…Ùرداتها المÙعْجَميّة ومعانيها ØŒ وجÙهازَ تَراكيبها النَّØْويَّة ومعانيها – ورأى كي٠تمتزج ÙÙŠ الجهاز الواØد مبانيه ومعانيه ØŒ ÙˆÙÙŠ البنيان الواØد أجهزتÙÙ‡ كلÙّها – امتزاجَ Ø§Ù„Ø£Ø´Ø¨Ø§Ø ÙˆØ§Ù„Ø£Ø±ÙˆØ§Ø ØŒ Ù„ÙتÙؤَدÙّي رسالةً واØدة لا تÙؤَدّى إلا بذلك امْتÙزاجًا ÙامْتÙزاجًا ØŒ مثلما ÙŠÙؤَدّي عَمَلَه الإنسان٠نÙسÙÙ‡ صاØب٠هذه اللغة Ø› وكÙÙ„ÙÙ‘ عَمَل٠مÙÙˆÙŽÙَّق٠يعمله الإنسان – واللغة عَمَلÙÙ‡ الÙÙŽØ°ÙÙ‘ – ÙÙيه طَبيعَتÙÙ‡ البÙنْيانيَّة Ø› ” لَعَنَ اللّه٠مَنْ هَدَمَ بÙنْيانَه ” !
وإذا جمعنا تÙراثَ لغة ما ØŒ استطعنا أن نميز الشعر منه ØŒ لأنه جزء Ù…Øدد – ولم نستطع أن نميز النØÙˆ ØŒ لأنه عنصر Ù…ÙتَأَصÙّلٌ ÙÙŠ Ù…ÙرَكÙّب هذا التراث كله Ø› ومن ثم يعمل النØÙˆÙ ÙÙŠ بÙنْيان الشعر وغيره من البÙنْيانات اللغوية المولودة ØŒ ويَتَكَوَّن٠بÙنْيان٠الشعر من جهاز النØÙˆ وغيره من الأجهزة اللغوية المستمرة Ø› Ùبين الشعر والنØÙˆ عÙمومٌ وخÙصوصٌ Ù…Ùطْلَقان٠!
3
وكذلك نستطيع أن نميز بالعموم والخصوص المطلقين ØŒ الشاعرَ والÙَصيØÙŽ بعضَهما من بعض Ø› Ùأولهما المشتغل بإنتاج الشعر ØŒ والآخر المشتغل بإنتاج النØÙˆ ØŒ والشاعر٠يجب أن يكون ÙَصيØًا ØŒ أي أن يستعمل جهاز النØÙˆ من اللغة التي يقول Ùيها شعره ØŒ والÙَصيØ٠يجوز أن يكون شاعرًا ØŒ وأن يكون غير شاعر ØŒ ولكن يجب أن يكون أيَّهما ØŒ ليقول من اللغة ما يستعمل Ùيه جهاز Ù†Øوها .
وإنما يكون الشاعر٠والÙَصيØÙ – ويَبْرَعان ØŒ ويَÙْرَعان – بمَلَكَة٠Ùَنّيَّة٠يستوعب بها كل منهما تÙراثَه على منهج من مناهج Ø§Ù„Ø§Ø±ØªÙŠØ§Ø Ø§Ù„Ø¥ÙŠØائي ØŒ سَعْيًا إلى مَيْل٠وÙجْداني من Ù…Ùيول التَّرْجيØات الذَّوْقيّة – ويجري مجراه اتÙّباعًا ÙابْتÙداعًا Ø› ÙتتØول مَلَكَتÙÙ‡ الÙنّيَّة٠من مرØلة الاستعداد ØŒ إلى مرØلة القدرة ØŒ Øتى مرØلة المهارة ØŒ أي من مرØلة٠يÙتْقÙÙ†Ù Ùيها عمله واعيا أنه يتقن أو ÙŠØاول الإتقان ØŒ Øتى مرØلة٠يتقن Ùيها عمله غاÙلا عن أنه يتقن أو ÙŠØاول الإتقان !
كلام٠الØÙ‚ – سبØانه ØŒ وتعالى ! – ورسولÙÙ‡ – صلى الله عليه ØŒ وسلم ! – وصØابتÙÙ‡ – رضي الله عنهم ! – ثم كلام٠سØبان٠وائل٠وقÙسÙÙ‘ بن ساعدة وأكثمَ بن صيÙÙŠÙÙ‘ وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠الشاÙعي والجاØظ وعبد الØميد وابن المقÙع والأصÙهاني والتوØيدي وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠الطبري وعبد القاهر الجرجاني والمعري وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠ابن خلدون وابن تيمية وابن القيم والقاضي الÙاضل والصÙدي وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠الجبرتي والسبكي وابن عبد الوهاب وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠المنÙلوطي والعقاد والمازني وسيد قطب والراÙعي ومØمود شاكر ÙˆØمد الجاسر والطنطاوي والبهبيتي وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠المسعودي ويØيى Øقي وعبد الØليم عبد الله ونجيب Ù…ØÙوظ ويوس٠إدريس ÙˆÙتØÙŠ غانم ومصطÙÙ‰ Ù…Øمود وزكريا تامر وعبد الرØمن مني٠وعلي أبو المكارم وغيرÙهم !
وكلام٠شعراء المعلقات والمÙضليات والأصمعيات والØماسات والجمهرات وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠شعراء٠رسول الله – صلى الله عليه ØŒ وسلم ! – وشعراء٠صØابتÙÙ‡ ØŒ ثم كلام٠جرير والÙرزدق والأخطل والكميت وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠أبي العتاهية ÙˆØµØ§Ù„Ø Ø¨Ù† عبد القدوس وبشار وأبي نواس وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠ديك الجن وعلي بن الجهم وأبي تمام والبØتري والعَكَوَّك وابن الرومي والمتنبي وأبي Ùراس والمعري وغيرÙهم ØŒ ثم كلام٠التطيلي وابن Ø®Ùاجة وابن سهل وغيرهم، ثم كلام٠ابن Øمديسَ والبهاء زهير وابن سناء الملك وغيرÙهم ØŒ ثم كلام ابن غنام وابن عثيمين والساعاتي وغيرÙهم ØŒ ثم كلام البهلاني وأØمد شوقي ÙˆØاÙظ إبراهيم والزبيري وغيرÙهم ØŒ ثم كلام الشابي وإبراهيم ناجي وعلي طه ومØمود إسماعيل ومØمود شاكر ÙˆØمزة Ø´Øاتة والنجÙÙŠ والجواهري وغيرهم ØŒ ثم كلام عمر أبو ريشة والسياب ونازك وأمل دنقل ومØمود درويش ومØمد الÙيتوري ÙˆØسن قرشي ومهران السيد وعبد اللطي٠عبد الØليم وغيرÙهم .
مادة بعضها من بعض ØŒ وبعضها يدل على بعض مشهورًا ومغمورًا ØŒ لا يرضى إلا أن ÙŠÙØْشَر معه – ينبغي لكلÙÙ‘ من طالÙبَي٠الشعر والÙَصاØَة٠العَرَبيَّيْن٠، أن يبØØ« عنها ØŒ ويستوعبها ØŒ ويتØقق بها ØŒ ويلهج بذكرها Ø› Ùيلتبس بها ظاهرا وباطنا ØŒ Øتى يقَلÙّدها عÙوًا ØŒ أو يتَناساها قصدا ! Ùإن قلدها انضا٠إلى مذهب أصØابها ØŒ وإن تناساها انطلق إلى مَذْهَب٠ينÙرد به Øتى ينضا٠إليه Ùيه غيرÙÙ‡ !
4
ونستطيع أن نميز بالعموم والخصوص المطلقين كذلك ØŒ عالمَ الشعر والنØويَّ (عالمَ النØÙˆ) بعضهما من بعض Ø› Ùأولهما المشتغل بالبØØ« عن Øقيقة وجود الشعر ضَبْطًا لنظرياته ØŒ والآخر المشتغل بالبØØ« عن Øقيقة وجود النØÙˆ ضَبْطًا لنظرياته ØŒ وعالم الشعر لا يستغني عن علم النØÙˆ ØŒ والنØويÙÙ‘ (عالم النØÙˆ) لا يكتمل إلا بعلم الشعر .
وإنما يكون عالم٠الشعر والنØويÙÙ‘ (عالم النØÙˆ) – ويَبْرَعان ØŒ ويَÙْرَعان – بمَلَكَة٠عÙلْميَّة٠يستوعب بها كل منهما تراثَه العلميَّ على منهج من مناهج التأمل الظاهرية أو الباطنية ØŒ سَعْيًا إلى نظرية ضابطة من نظريات ترتيب المقدمات والنتائج – ويجري مجراه كذلك اتÙّباعًا ÙابْتÙداعًا Ø› ÙتتØول مَلَكَتÙÙ‡ العÙلْميَّة٠كذلك من مرØلة الاستعداد ØŒ إلى مرØلة القدرة ØŒ Øتى مرØلة المهارة .
كتب٠البيان والتبيين والØيوان والأغاني وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠الصناعتين والوساطة وأسرار البلاغة ودلائل الإعجاز ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Øماسة ÙˆØ´Ø±Ø Ø¯ÙŠÙˆØ§Ù† المتنبي وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠العمدة والموازنة وعيار الشعر والمثل السائر ومنهاج البلغاء وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠الديوان ÙˆÙÙŠ الميزان الجديد ورسالة ÙÙŠ الطريق إلى ثقاÙتنا ونمط صعب ونمط مخي٠وأباطيل وأسمار والنقد الأدبي الØديث وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠قراءة الشعر والصورة ÙÙŠ الشعر العربي والرمز والرمزية ÙÙŠ الشعر المعاصر وواقع القصيدة العربية ÙˆØركة الشعر الØديث ÙÙŠ سورية وعن بناء القصيدة العربية الØديثة ÙˆØªØ´Ø±ÙŠØ Ø§Ù„Ù†Øµ وغيرÙها !
وكتب٠الكتاب والمقتضب ومعاني القرآن والأصول ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ù‚ØµØ§Ø¦Ø¯ السبع الطوال الجاهليات ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ùضليات وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠الخصائص وسر صناعة الإعراب والمقرب والبØر المØيط وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠الأمالي ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ù…Ùصل ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„ÙƒØ§Ùية وخزانة الأدب ونتائج الÙكر وغيرÙها ØŒ ثم ÙƒØªØ¨Ù Ø§Ù„Ø§Ù‚ØªØ±Ø§Ø ÙˆÙ‡Ù…Ø¹ الهوامع والألÙية ÙˆØ´Ø±Ø Ø§Ù„Ø£Ø´Ù…ÙˆÙ†ÙŠ ÙˆØاشية الصبان ÙˆØاشية الشهاب ÙˆØ´Ø±Ø Ø¨Ø§Ù†Øª سعاد والمغني وغيرÙها ØŒ ثم كتب٠النØÙˆ الواÙÙŠ واللغة العربية معناها ومبناها والبيان ÙÙŠ روائع القرآن وخصائص الأسلوب ÙÙŠ الشوقيات وبناء الجملة العربية والنØÙˆ والدلالة والجملة ÙÙŠ الشعر العربي ومدخل إلى دراسة الجملة العربية ونظام الجملة ÙÙŠ شعر المعلقات وغيرÙها!
مادة بعضها من بعض كذلك ØŒ وبعضها يدل على بعض مشهورًا ومغمورًا ØŒ لا يرضى إلا أن ÙŠÙØْشَر معه – ينبغي لكلÙÙ‘ من طالÙبَيْ علم الشعر وعلم النØÙˆ العربيين ØŒ أن يبØØ« عنها ØŒ ويستوعبها ØŒ ويتØقق بها ØŒ ويلهج بذكرها Ø› Ùيلتبس بها ظاهرا وباطنا ØŒ Øتى يقَلÙّدها عÙوًا ØŒ أو يتَناساها قصدا ! Ùإن قلدها انضا٠إلى مذهب أصØابها ØŒ وإن تناساها انطلق إلى مَذْهَب٠ينÙرد به Øتى ينضا٠إليه Ùيه غيرÙÙ‡ !
5
بهؤلاء جميعا وأمثالهم على مسيرة التاريخ الثقاÙÙŠ ØŒ تكون Ùنون٠اللغة وعلومÙها دائما ØŒ وتØيا Øياة طيبة ØŒ ثم على آثارهم يسعى غيرÙهم من أصØاب اللغة ØŒ Ø¥Ùكْبارًا لهم ØŒ ووÙثوقًا بهم ØŒ ولا يقبلون Ùيهم لَوْمَةَ لائÙÙ…Ù !
وأنى لهم أن ÙŠÙخْطÙئوا مَرامÙÙŠÙŽÙ‡Ùم٠اللغوية بأعمالهم على أيÙÙ‘ وجه كان الخطأ ØŒ ÙÙŠÙليموا وهم الموهوبون المÙÙˆÙŽÙَّقون إلى تثقي٠مواهبهم ØŒ المشتغلون دائما بأعمالهم ØŒ المÙتَطَوÙّرون من Øال إلى Ø£Øسن منها !
ولكننا نتكلم من ذلك ÙÙŠ مسألة خطأ الشاعر والÙØµÙŠØ Ø› Ùخطأ٠عالم الشعر ربما ينبني على خطأ الشاعر Ù†Ùسه ØŒ وخطأ٠النØوي (عالم النØÙˆ) ربما ينبني على خطأ الشاعر والÙØµÙŠØ ÙƒÙ„ÙŠÙ‡Ù…Ø§ ! بل نستطيع أن نكتÙÙŠ من هذا بالكلام ÙÙŠ خطأ الشاعر Ø› ÙالÙصيØÙ Ù†Ùسه ربما يكون هو الشاعر Ù†Ùسه ØŒ كما شرØت Ùيما سبق !
6
لقد رأى بعض العلماء المعاصرين أن الشاعر يخطئ Ø£Øيانا مَرْماه اللغوي ØŒ وأن خطأه Øَدَثٌ واقعي ØŒ يدل على غÙلة تÙكيرية بأثر اضطراب أو شرود أو جهل . وأبى ذلك غيرÙهم من المعاصرين ØŒ بأنَّ خطأه وَجْهٌ Ù…Ùهْمَلٌ من الصواب ØŒ يَدÙÙ„ÙÙ‘ على خَطْرَة٠Ùكرية طارئة لم تتمكن من العادات الجماعية بعد !
وليس المذهبان بجديدين Ø› Ùلقد كان عبد الله بن أبي إسØاق المتوÙÙ‰ سنة 117هـ – وهو وابنه زيد هما المذكوران ÙÙŠ شعر عمّار السابق ذكره – وتلميذÙÙ‡ عيسى بن عمر المتوÙÙ‰ سنة 149هـ ØŒ وأبو عمرو بن العلاء المتوÙÙ‰ سنة 154هـ ØŒ وتلميذÙÙ‡ يونس بن Øبيب المتوÙÙ‰ سنة 182هـ – كلÙّهم من أئمة النØويين (علماء النØÙˆ) ØŒ وكان الأَوَّلان٠أَمْيَلَ إلى تخطئة الشاعر إذا خال٠القاعدة ØŒ وكان الآخÙران أَمْيَلَ إلى تصويبه واعتماد ما خالÙهما Ùيه والقياس عليه . ولقد دَرَجَ البصريون مَدْرَجَ الأَوَّلَيْن٠، ودَرَجَ الكوÙيون مَدْرَجَ الآخÙرَيْن٠؛ ” ÙˆÙŽÙ„ÙÙƒÙÙ„ÙÙ‘ ÙˆÙجْهَةٌ Ù‡ÙÙˆÙŽ Ù…Ùوَلّيها ” !
قال القاضي الجرجاني المتوÙÙ‰ سنة 392هـ : ” دونَكَ هذÙه٠الدَّواوينَ الْجاهÙليَّةَ وَالْإÙسْلاميَّةَ Ø› ÙَانْظÙرْ : هَلْ تَجÙد٠Ùيها قَصيدَةً تَسْلَم٠مÙنْ بَيْت٠أَوْ أَكْثَرَ لا ÙŠÙمْكÙÙ†Ù Ù„ÙعائÙب٠الْقَدْØÙ Ùيه٠، Ø¥Ùمّا ÙÙŠ Ù„ÙŽÙْظÙÙ‡ وَنَظْمÙÙ‡ ØŒ أَوْ تَرْتيبÙÙ‡ وَتَقْسيمÙÙ‡ ØŒ أَوْ مَعْناه٠، أَوْ Ø¥ÙعْرابÙÙ‡ ØŸ وَلَوْلا Ø£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ أَهْلَ الْجاهÙليَّة٠جÙدّوا بÙالتَّقَدÙّم٠، وَاعْتَقَدَ النّاس٠ÙيهÙمْ أَنَّهÙم٠الْقÙدْوَة٠وَالْأَعْلام٠وَالْØÙجَّة٠– لَوَجَدْتَ كَثيرًا Ù…Ùنْ أَشْعارÙÙ‡Ùمْ مَعيبَةً Ù…Ùسْتَرْذَلَةً ØŒ وَمَرْدودَةً مَنْÙيَّةً ! لكÙÙ†ÙŽÙ‘ هذَا الظَّنَّ الْجَميلَ وَالÙاعْتÙقادَ الْØَسَنَ ØŒ سَتَرَ عَلَيْهÙمْ ØŒ ÙˆÙŽÙ†ÙŽÙÙŽÙ‰ الظÙّنَّةَ عَنْهÙمْ Ø› Ùَذَهَبَت٠الْخَواطÙر٠ÙÙÙŠ الذَّبÙÙ‘ عَنْهÙمْ ÙƒÙÙ„ÙŽÙ‘ مَذْهَب٠، وَقامَتْ ÙÙŠ الÙاØْتÙجاج٠لَهÙمْ ÙƒÙÙ„ÙŽÙ‘ مَقام٠! وَما أَراكَ – أَدامَ اللّه٠تَوْÙيقَكَ ! – Ø¥Ùذا سَمÙعْتَ قَوْلَ امْرÙئ٠الْقَيْس٠:
يا راكÙبًا بَلÙّغَ Ø¥Ùخْوانَنا مَنْ كانَ Ù…Ùنْ ÙƒÙندَةَ أَوْ وائÙÙ„
Ùَنَصَبَ بَلÙّغْ – وَقَوْلَه :
Ùَالْيَوْمَ أَشْرَبْ غَيْرَ Ù…ÙسْتَØÙ‚Ùب٠إثْمًا Ù…ÙÙ†ÙŽ اللّه٠وَلا واغÙÙ„
Ùَسَكَّنَ أَشْرَب٠– وَقَوْلَه :
لَها مَتْنَتان٠خَظاتا كَما أَكَبَّ عَلى ساعÙدَيْه٠النَّمÙرْ
Ùَأَسْقَطَ النّونَ Ù…Ùنْ خَظاتان٠لÙغَيْر٠إÙضاÙَة٠ظاهÙرَة٠– وَقَوْلَ لَبيد٠:
تَرّاك٠أَمْكÙنَة٠إÙذا لَمْ أَرْضَها أَوْ يَرْتَبÙطْ بَعْضَ النÙÙ‘Ùوس٠ØÙمامÙها
Ùَسَكَّنَ يَرْتَبÙØ·ÙŽ وَلا عَمَلَ Ùيه٠لÙلَمْ – وَقَوْلَ طَرَÙÙŽØ©ÙŽ :
قَدْ رÙÙÙعَ الÙÙŽØ®ÙÙ‘ Ùَماذا تَØْذَري
ÙÙŽØÙŽØ°ÙŽÙÙŽ النّونَ – وَقَوْلَ الْأَسَديÙÙ‘ :
ÙƒÙنّا Ù†ÙرَقÙّعْها وَقَدْ Ù…ÙزÙّقت وَاتَّسَعَ الْخَرْق٠عَلَى الرّاقÙع
Ùَسَكَّنَ Ù†ÙرَقÙّعÙها – وَقَوْلَ الْآخَر٠:
تَأْبى Ù‚Ùضاعَة٠أَنْ تَعْرÙÙÙ’ Ù„ÙŽÙƒÙمْ نَسَبًا وَابْنا Ù†Ùزار٠وَأَنْتÙمْ بَيْضَة٠الْبَلَد
Ùَسَكَّنَ تَعْرÙÙÙŽ – وَقَوْلَ الْآخَر٠:
يا عَجَبًا وَالدَّهْر٠جَمٌّ عَجَبÙهْ
Ù…Ùنْ عَنَزيÙÙ‘ سَبَّني لَمْ أَضْرÙبÙهْ
ÙَرَÙَعَ أَضْرÙبْه٠– وَقَوْلَ الْÙَرَزْدَق٠:
وَعَضÙÙ‘ زَمان٠يَا ابْنَ مَرْوانَ لَمْ يَدَعْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمال٠إÙلّا Ù…ÙسْØَتًا أَوْ Ù…ÙجَلَّÙ
Ùَضَمَّ Ù…ÙجَلَّÙًا (…) Ø«ÙÙ…ÙŽÙ‘ تَصَÙÙŽÙ‘Øْتَ مَعَ ذلÙÙƒÙŽ ما تَكَلَّÙَه٠النَّØْويّونَ Ù„ÙŽÙ‡Ùمْ Ù…ÙÙ†ÙŽ الÙاØْتÙجاج٠إÙذا أَمْكَنَ ØŒ تارَةً بÙطَلَب٠التَّخْÙÙŠÙ٠عÙنْدَ تَوالÙÙŠ الْØَرَكات٠، وَمَرَّةً بÙالْإÙتْباع٠وَالْمÙجاوَرَة٠؛ وَما شاكَلَ ذلÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمَعاذير٠الْمÙتَمَØَّلَة٠، وَتَغْيير٠الرÙّوايَة٠إÙذا ضاقَت٠الْØÙجَّة٠؛ وَتَبَيَّنْتَ ما راموه ÙÙŠ ذلÙÙƒÙŽ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمَرامÙÙŠ الْبَعيدَة٠، وَارْتَكبوا Ù„ÙأَجْلÙÙ‡ Ù…ÙÙ†ÙŽ الْمَراكÙب٠الصَّعْبَة٠، الَّتي يَشْهَد٠الْقَلْب٠أَنَّ الْمÙØَرÙّكَ لَها وَالْباعÙØ«ÙŽ عَلَيْها ØŒ Ø´Ùدَّة٠إÙعْظام٠الْمÙتَقَدÙّم٠، وَالْكَلَÙ٠بÙÙ†Ùصْرَة٠ما سَبَقَ Ø¥Ùلَيْه٠الÙاعْتÙقاد٠وَأَلÙÙَتْه٠النَّÙْس٠(…) شَكَكْتَ ÙÙŠ Ø£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ Ù†ÙŽÙْعَ هذَا الْØÙكْم٠عامٌّ ØŒ وَجَدْواه٠شامÙÙ„ÙŒ ØŒ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ الْمÙتَقَدÙّمَ يَضْرÙب٠Ùيه٠بÙسَهْم٠الْمÙتَأَخÙّر٠، وَالْجاهÙليَّ يَأْخÙØ°Ù Ù…Ùنْه٠ما يَأْخÙذ٠الْإÙسْلاميÙÙ‘ ØŒ وَأَنَّه قَوْلٌ لا Øَظَّ Ù„ÙŽÙ‡ ÙÙÙŠ الْعَصَبيَّة٠، وَلا نَسَبَ بَيْنَه وَبَيْنَ التَّØامÙÙ„Ù ” .
(الوساطة)
لقد أراد القاضي الوساطة بين المتنبي وخصومه ØŒ Ùاقتص آثار الشعراء Ù…ÙخْطÙئينَ ØŒ Øتى ÙŠÙبَرÙّئَ المتنبيَ بعÙموم البَلْوى ØŒ ثم ÙŠÙŽØْكÙÙ…ÙŽ بضرورة الاعتماد ÙÙŠ تقدير الشاعر المÙخْطÙئ٠، على الغالب عليه Ø› Ùإن غلب عليه الصواب٠وَجَبَ تَصْنيÙÙÙ‡ ÙÙŠ طائÙØ© المÙصيبين ØŒ وإن غلب عليه الخطأ٠وجب تَصْنيÙÙÙ‡ ÙÙŠ طائÙØ© المÙخْطئين ØŒ Ùأما عÙصْمَتÙÙ‡ Ùَرَأْيٌ ÙائÙÙ„ÙŒ لا يراه لنÙسÙÙ‡ الشاعر٠نَÙْسÙÙ‡ إلا أن يكون مَهْووسًا ØŒ وهو الإنصاÙÙ !
7
ولكنْ Ùات القاضيَ الجرجانيَّ أنه ينبغي ألا يرى لنÙسه العصمةَ كذلك النØويÙÙ‘ (عالم النØÙˆ) Ù†ÙسÙÙ‡ – وأنا أَرÙدÙÙ‘ عَجÙزَ كلامي هنا على صَدْرÙÙ‡ – Ùربما خَÙÙÙŠÙŽ عليه مراد٠الشاعر اضطرابًا أو Ø´Ùرودًا أو جَهْلا كذلك Ø› Ùاستعجل التخطيء كما استعجل الشيخ القاضي Ù†ÙسÙÙ‡ تخطيء بعض٠ما أورد على الشعراء !
قال ابن رشيق القيرواني المتوÙÙ‰ سنة 463هـ : ” Øَكى الصّاØÙب٠بْن٠عَبّاد٠ÙÙŠ صَدْر٠رÙسالَة٠صَنَعَها عَلى أَبي الطَّيÙّب٠، قالَ : Øَدَّثني Ù…ÙØَمَّد٠بْن٠يوسÙÙÙŽ الْØَمّاديÙÙ‘ ØŒ قالَ : Øَضَرْت٠بÙمَجْلÙس٠عÙبَيْد٠اللّه٠بْن٠عَبْد٠اللّه٠بْن٠طاهÙر٠، وَقَدْ Øَضَرَه الْبÙØْتÙريÙÙ‘ ØŒ Ùَقالَ : يا أَبا عÙبادَةَ ØŒ Ø£ÙŽÙ…ÙسْلÙÙ…ÙŒ أَشْعَر٠أَمْ أَبو Ù†Ùواس٠؟ Ùَقالَ : بَلْ أَبو Ù†Ùواس٠، Ù„Ùأَنَّه يَتَصَرَّÙÙ ÙÙŠ ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ طَريق٠، وَيَبْرَع٠ÙÙŠ ÙƒÙÙ„ÙÙ‘ مَذْهَب٠: Ø¥Ùنْ شاءَ جَدَّ ØŒ ÙˆÙŽØ¥Ùنْ شاءَ هَزَلَ ØŒ ÙˆÙŽÙ…ÙسْلÙÙ…ÙŒ يَلْزَم٠طَريقًا واØÙدًا لا يَتَعَدّاه٠، وَيَتَØَقَّق٠بÙمَذْهَب٠لا يَتَخَطّاه٠. Ùَقالَ Ù„ÙŽÙ‡ عÙبَيْد٠اللّه٠: Ø¥ÙÙ†ÙŽÙ‘ Ø£ÙŽØْمَدَ بْنَ ÙŠÙŽØْيى ثَعْلَبًا لا ÙŠÙواÙÙÙ‚ÙÙƒÙŽ عَلى هذا . Ùَقالَ : Ø£ÙŽÙŠÙّها الْأَمير٠، لَيْسَ هذا Ù…Ùنْ عÙلْم٠ثَعْلَب٠وَأَضْرابÙÙ‡ Ù…Ùمَّنْ ÙŠÙŽØÙ’Ùَظ٠الشÙّعْرَ وَلا يَقولÙÙ‡ Ø› ÙÙŽØ¥Ùنَّما يَعْرÙÙ٠الشÙّعْرَ مَنْ دÙÙÙعَ Ø¥Ùلى مَضايÙÙ‚ÙÙ‡ . Ùَقالَ : وَرÙيَتْ بÙÙƒÙŽ زÙنادي ØŒ يا أَبا عÙبادَةَ ! Ø¥ÙÙ†ÙŽÙ‘ ØÙكْمَكَ ÙÙŠ عَمَّيْكَ أَبي Ù†Ùواس٠وَمÙسْلÙÙ…Ù ØŒ واÙÙŽÙ‚ÙŽ ØÙكْمَ أَبي Ù†Ùواس٠ÙÙŠ عَمَّيْه٠جَرير٠وَالْÙَرَزْدَق٠؛ ÙÙŽØ¥Ùنَّه سÙئÙÙ„ÙŽ عَنْهÙما ØŒ ÙÙŽÙَضَّلَ جَريرًا ØŒ Ùَقيلَ Ù„ÙŽÙ‡ : Ø¥ÙÙ†ÙŽÙ‘ أَبا عÙبَيْدَةَ لا ÙŠÙواÙÙÙ‚ÙÙƒÙŽ عَلى هذا ØŒ Ùَقالَ : لَيْسَ هذا Ù…Ùنْ عÙلْم٠أَبي عÙبَيْدَةَ Ø› ÙÙŽØ¥Ùنَّما يَعْرÙÙÙÙ‡ مَنْ دÙÙÙعَ Ø¥Ùلى مَضايÙق٠الشÙّعْر٠” . ( العمدة )
وهذه عادة٠الشعراء التي ÙŠÙداÙعون بها عادةَ النØويين (علماء النØÙˆ) تلك ØŒ ويÙؤَرÙّث٠نارَها طلابÙهما الغاوونَ المÙذَبْذَبون بينهما كليهما جميعا معا ØŒ Øتى إذا سَكَتَ عن كل منهما الغضب٠خالصةً نيَّتÙÙ‡ للØÙ‚ ØŒ وبَرÙئَ من التَّسَرÙّع صاÙيةً Ù†ÙسÙÙ‡ من الغÙرور – قال ÙÙŠ الآخر٠غيرَ ما قال Ø› Ùقال Ùيه الآخر٠غيرَ ما قال Ø› Ùاجتمع الشمل ÙÙŠ خدمة اللغة Ùَنًّا وعÙلْمًا : يعتمد الشاعر٠من النØوي (عالم النØÙˆ) ØŒ على أَرْض٠قَويَّة٠راسÙخَة٠، ÙÙŠÙؤَصÙّل٠بنيانَ ÙÙŽÙ†Ùّه ØŒ ويتعلق النØويÙÙ‘ (عالم٠النØÙˆ) من الشاعر ØŒ بÙسَماء٠قَويَّة٠سامÙÙ‚ÙŽØ©Ù ØŒ ÙÙŠÙÙَرÙّع٠بنيانَ عÙلْمÙÙ‡ !