خبير ذكي أم مبدع عبقري

لم أرد قبل أن أنظم هذه السَّمْرؤوتة:
“أذكيا تراه أم لَوذَعيا عبقريا يظل يفري فَرِيّا
من بني الشَّيْصبان أَيْهَمُ لا يركب إلا المجهول يَهوي هُوِيّا
لقِحت أمه ببذرة جنيٍّ فأضحى يطوي المآلات طيا”ØŒ
إلا أن أتكلم في فرق ما بين الذكي والعبقري؛ فقد وجدته ملتبسا على الناس حتى علمائهم، إذا ذكروا خبيرا قالوا: عبقري، وإذا ذكروا مبدعا قالوا: ذكي، وهما مختلفان بحيث لا يشترط في المبدع العبقري أن يكون خبيرا ذكيا، ولا في الخبير الذكي أن يكون مبدعا عبقريا، لا بل يكفي أن يشتمل كل منهما على طرف مما عند صاحبه.
نعم؛ فما الخبرة والذكاء إلا استيعاب التجارب السابقة واستحضارها عند الحاجة، وما الإبداع والعبقرية إلا استشراف طرق الحصول واستحداث طرائق الوصول.
ولكن لم تكد عبارتي عن ذلك تقول: “أذكيا تراه”ØŒ حتى تراقصت تقول: “أم لوذعيا عبقريا…”ØŒ ثم انساقت تحطِب في هوى المبدع العبقري، وكأن ليس في الأحياء غيرُه، وألا حاجة بالعمران مع المبدعين العباقرة إلى الخبراء الأذكياء، ثم لم تجد حدا تقف عنده إلا أن تتسمى أَرْطُغْرُل (اسم البطل التركي الخرافي، الذي ملأ مسلسل سيرته الدنيا الآن وشغل الناس)ØŒ وهو موقف فني خالص، يُعذر فيه صاحبه بعماه، ولا ريب في أنه “ليس على الأعمى حرج”Ø› صدق الله العظيم!

Related posts

Leave a Comment