الكلمة

أول ما جالست محمود محمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا -رحمه الله، وطيب ثراه!- كنت أرتبك ارتباكا شديدا، ولاسيما في حضرة ضيفانه الكبار الطارئين، وأعيا بأمري كله! تغدينا مرة غداء من لا يخشى الجوع، ثم جاءنا الشاي، فتحرجت أن يديره على مثلهم غيري، فأسرعتُ إلى إبريقه أفرغه في أكوابه، وأسكِّرها، غافلا عن أن ملعقة التسكير غير ملعقة التذويب -ولم يكن في قومي مثل هذا الأدب- وبادرني عَرَقي؛ فجذبت من مناديل العلبة المهيأة، فخرج لي أكثر مما أريد، فجعلت أدخل ما زاد ولا يَدخل، فأغريتُ ابن أخيه الخطيب الأديب الأريب الأستاذ عبد…

إقرأ المزيد

غنى

“الكُمَاةُ جمع الكَمِيّ، وهو من قولهم: كَمَى شَهادتَه، إذا كَتَمَها، لأن الشجاع يستغني بالفَعال عن الدَّعوى والمقال؛ فكأنه يستر أمره وشأنه لوقت الحاجة، ولأنه إذا سكتَ دلَّ على صِفاته بلاؤه”، أبو علي المرزوقي (421=1030). (5) المشاهدات

إقرأ المزيد

على قلق

الناس نيام، فإذا ماتوا انتبهوا، إلا طائفة معدودة محدودة -جعلني الله وإياك منها!- تظل طوال حياتها الدنيا على قلق، كأن تحتها ريحا عاصفا لا تقر ولا تستقر! كان منها أبو حفص الفاروق -رضي الله عنه!- الذي نقش على خاتم حكمه “كفى بالموت واعظا يا عمر”، وصاحبه الذي حفر لنفسه في بيته قبرا يرقد فيه كل يوم قليلا لكيلا ينسى مآله فيهمل حاله، والربيع بن خثيم الذي كان يكافح النوم لكيلا يقبض على غير ذكر، وفيه قلت هذه القصيدة وأهديتها أشبه أصحابنا به (الأستاذ الدكتور زكريا سعيد) -رحمه الله، وطيب ثراه!-:…

إقرأ المزيد