“الصِّيدُ” مدح لا ذم

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
قال الشاعرُ النصراني سعيد عقل في مطلع قصيدتِهِ المشهورة غنيتُ مكةَ:
غنيت مكة أهلهـا الصيـدا
و العيد يملؤ أضلعي عيـدا
فرحوا فلألأ تحت كل سمـا
بيت على بيت الهدى زيـدا
و على أسـم رب العالميـن
على بنيانهم كالشهب ممدودا
يا قارئ القرآن صلـي لـه
أهلي هناك و طيـب البيـدا
هل صحيحٌ أن الشاعر عنى شرًّا عندما نعت أهل مكةَ بالصِّيدِ؟
وهل يصحُ قول من قال إنه أراد الكلابَ؟

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لا سبيل إلى أن يكون “الصِّيد” هم الكلاب، لا أصلًا ولا سياقًا؛
فأما الأصل فالصِّيدُ جمع أَصْيَد، وهو المنصوب الرأس مرضًا أو ترفُّعًا وتَكَبُّرًا.
وأما السياق فمدح المكيين هنا لا يتحمل إلا أن يكونوا المترفعين عن الدنايا؛
وحسبك قول سيدتنا الخنساء -رضي الله عنها!-:
وَرُبَّ ثَغْرٍ مَهُولٍ خُضْتَ غَمْرَتَهُ بِالْمُقرَبَاتِ عَلَيْهَا الْفِتْيَةُ الصِّيدُ،
والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment