فتح همزة “إنّ” بعد “حيث”

السلام عليكم .. أيها السادة
هل يجوز فتح همزة إنّ بعد حيث .. دون اعتبارات نحوية . وما نقطة الالتقاء عند الكسائي والخضري في هذه القضية ..
(( قيل: لا يجوز، وهو المشهور؛ لأن حيث لا تضاف إلا إلى الجمل Ùˆ(إن) المكسورة وما بعدها جملة، وأما (أن) فهي وما بعدها بقوة الاسم المفرد. وقيل: يجوز، وهنا مذهبان، الأول مذهب الكسائي، وهو يجيزه مطلقاً؛ لأن الأصل في المضاف أن يكون اسماً، والمذهب الثاني رأيت الخضري يتبناه – ولا أعلم أكان غيره كذلك أم لا – وخلاصته أن (أن المفتوحة) تكون بتأويل فاعل لفعل محذوف تقديره (ثبت)ØŒ وعليه تكون حيث مضافة إلى جملة لا إلى مفرد.
أقول: مذهب الخضري جميل ويؤخذ به، لولا عدم وجود شاهد عليه فيما أعلم، وعليه فالأولى اتباع ما هو كالمجمع عليه، أعني: عدم جواز الفتح )) .

وعليكم السَّلامُ ورحمةُ اللهِ وبركاتُه!
أُحِبُّ أولاً أنْ أُورِدَ بعضَ ما يُستشهَدُ به على إضافة “حيثُ” إلى المفرد، فمنه:
أما ترى حيث سهيلٍ طالعا *** نجمًا يُضِيءُ كالشّهاب ساطِعا
بجر “سُهيلٍ”.
ومنه:
ونطعنهم حيث الكُلى بعد ضربهم *** ببيض المواضي حيثُ ليِّ العمائم
بجَرِّ “ليِّ”ØŒ ومثله “الكُلى”ØŒ ولكن جَرّه مُقدَّر.
وبذلك يَستشهِدُ مَنْ جَوَّزَ إضافتَه إلى المُفرَد.
وثانيًا: لا يجوزُ فتحُ همزةِ “أنَّ” في مَوضِع المُضاف إلى “حيثُ”ØŒ دون اعتباراتٍ نحوية، حتى إنَّ القولَ بفاعلية المصدر المُؤَوَّل منها ومِمَّا بعدَها لِفعلٍ مَحذُوف، بحيثُ تكونُ الجملةُ الفعليةُ هي المضاف إليه، ربَّما كانَ أحفلَ مِن غيرِه بالاعتباراتِ النحوية!
وثالثًا: الرأيُ الحكيمُ هنا: تمييزُ “حيثُ” المضاف إلى المُفرَد من المضافِ إلى الجُملَة، بحيثُ يكونُ المضافُ إلى الجملةِ ظرفًا بمعني في المكان، والمُضافُ إلى المُفردِ اسمًا غير ظرف، بمعنى مكان، وهو مُستفَاد مِمَّا رُوِيَ عن ابن جنّي في “التمام”ØŒ من أنَّ Ù…ÙŽÙ† أضافَه إلى مُفرَدٍ أَعرَبَه.
وعلى ذلك يكون “حيث”ØŒ في الشاهدِ الأوَّلِ مفعولاً به، وفي الثاني بدلاً من الضمير (هم).
واللهُ أعلَى وأعلَم!

Related posts

Leave a Comment