شيء من الفعلين الجامد والتام

السلام عليكم:
سؤالان إذا سمحتم:
السؤال الأول: المعروف أن الفعل الجامد هو الذي لا يأتي منه إلا صيغة واحدة مثل (ليس) فهي فعل ماض وليس له مضارع أو أمر أو غيره من المشتقات؟! لكن بعضهم يقول في الأفعال التي ليس له فاعل وهي (طالما وكثرما وقلما) يقول بعضهم بأنَّها أفعال جامدة! فما وجه جمود هذه الأفعال, وهل القول بجمودها صحيح أم خطأ؟
السؤال الثاني: من المعلوم أنَّ الفعل التام هو ما يكتفي بمرفوعه على القول الصحيح, لكن هل الفعلان (نعم وبئس) على هذا القول من الأفعال التامة؟ أم لها قسم آخر, فـ(نعم وبئس) فعلان يحتاجان إلى فاعلان ولكنهما لا يكتفيان به كما هو شأن الفعل التام, بل يحتاجان إلى مخصوص, فما قولكم؟
سؤال آخر: هل الفعل الناقص يطلق على أفعال المقاربة وظن وأخواتها أيضا؟

حيا الله السائل الكريم..
أما جواب سؤالك الأول فإن جمود طالما وبابه صحيح ولكنه ليس كجمود ليس وبابه؛ إذ جمود “طال” في “طالما” جمود تركيبي، إنما جاءه بعدما تركبت منه ومن “ما” كلمة واحدة (طالما)ØŒ صارت أداة من أدوات المعاني بمنزلة “ليس” نفسها.
أما “ليس” فعلى كثرة ما قيل فيها ومنه ما يقدر أنها كانت قديما “لا أيس”ØŒ وهو ما يجعلها هي نفسها بمنزلة “طالما”- يكتفي النحويون بالقول بجمودها الإفرادي الصيغي الصرفي، ولا سيما أنهم يجعلونها هي Ùˆ”نعم” بمنزلة واحدة، ولنعم في العربية فعل من باب فرح، معروف أخذت منه وسكنت عينها وصارت من أدوات المعاني.
وأما جواب سؤالك الثاني فإن المعروف باكتفائه بفاعله هو الفعل اللازم لا الفعل التام، Ùˆ”نعم وبئس” فعلان لازمان حقا، ولك فيهما أن تقول:
نعم الرجل زيد، أو بئس…ØŒ
ونعم رجلا زيد، أو بئس… .
والمخصوص بالمدح أو الذم (زيد)ØŒ في الوجه الأول خبر مبتدأ محذوف، أو مبتدأ خبر محذوف، Ùˆ”الرجل” فاعل “نعم أو بئس”- وفي الوجه الثاني فاعل “نعم أو بئس”ØŒ Ùˆ”رجلا” تمييز.
وعلى كلا الوجهين لم يتحول كلا الفعلين عن لزومه.
وأما جواب سؤالك الأخير فإن “ظن وأخواتها”ØŒ ليست من الأفعال الناقصة؛ إذ النقص المعروف في “كان وأخواتها”ØŒ هو ألا يكتفي الفعل بمرفوعه أو ألا يدل مع الزمن على حدث، Ùˆ”ظن وأخواتها”ØŒ غير محدودة بهذا الحد.
والله أعلى وأعلم!

Related posts

Leave a Comment