ما المصدر المتصيَّد؟

ما المصدر المتصيد ؟ مع ذكر أمثلة له .
وشكرا لكم

المصدر المتصيد هو المصدر المنتزع من الكلام غير المهيأ لإفادته، من أجل إقامة فهمه وإعرابه،
كما في قول الحق -سبحانه، وتعالى!-:
“لا تنازعوا فتفشلوا”ØŒ
وكما قولنا: لا تغب كثيرا فتكره!
فإن الفاء حرف عطف، ولن يستقيم معها فهم هذا الكلام ولا إعرابه، إلا على معنى:
لا يكن تنازع منكم ففشل عليكم،
ولا يكن غياب كثير منك فكره لك!
لتستوفي المعطوف والمعطوف عليه.
كلا [“فشل”ØŒ Ùˆ”كره”]ØŒ مصدر مؤول (مفهوم) من “أن” المضمرة بعد الفاء والفعل المضارع [“تفشلوا”ØŒ Ùˆ”تكره”]ØŒ المنصوب بها. وكلا [“تنازع”ØŒ “غياب”]ØŒ مصدر متصيد (منتزع) من “لا” الناهية والفعل المضارع المجزوم بها [“تنازعوا”ØŒ Ùˆ”تغب”].
ويُسمّى هذا المصدرُ أيضاً بالمصدر المُنتَزَع ، والمصدر المُتوهَّم.
ولا يخفى أن فهم المصدر المؤول معتمد على وجود أداة التأويل (الحرف المصدري) “أن” ذكرا أو تقديرا، ومثلها الأدوات: ما وكي ولو وأن المثقلة النون. أما انتزاع المصدر المتصيد فغير معتمد على شيء إلا حسن فهم التعبير الصحيح.
وينبغي التنبيه على أن “التصيد” أسلوب عام في إقامة فهم الكلام العربي الصحيح وإعرابه، غير منحصر في المصدر، وهو من عواقب جرأة الأديب المبين، التي ربما تابعه الناس عليها فاستقر أمرها كما سبق في تمثيل المصدر المتصيد، وربما تحرجوا كما في غير ذلك مما لا ينقضي منه عجب البلاغيين.

جزاكم الله كل خير وجعله في ميزان حسناتكم .

Related posts

Leave a Comment