صياغة التشبيه بين المتحرجين والمتفلتين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مساكم الله بالخيرات يا مشايخنا.
يعبر بعض الناس عن إعجابه بتلاوة قارئ ما بقوله:(هذه التلاوة إجرام منظم). فهل تحتمل اللغة هذا كما تحتمل (إن من البيان لسحرًا)؟
وجزاكم الله خيرًا.

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
أما العبارة النبوية الشريفة “إِنَّ مِنَ الْبَيَانِ لَسِحْرًا”ØŒ فقد قيلت في الكلام الذي يقدر على تحسين الشيء الواحد وتقبيحه، وفيها تشبيه له بالسحر الذي يقدر على تَخْيِيل الشيء على غير حقيقته.
وأما عبارة “هَذِهِ التِّلَاوَةُ إِجْرَامٌ مُنَظَّمٌ”ØŒ فقد قيلت -لا ريب- في الأداء الرائع المستمر على روعته، وفيها تشبيه له بالإجرام المحكم المستمر الذي يجترمه بعض العصاة الفجرة.
وإن اللغة لمن السعة والسخاء بحيث تتحملهما جميعًا معًا، على فرق ما بين مقام الْمُتَحَرِّجِينَ الذي تقوم فيه العبارة الأولى، ومقام الْمُتَفَلِّتِينَ الذي تقوم فيه العبارة الثانية!
ولقد بلغني أنه تيسر لأحد قراء سرادقات العزاء أن يبهر بتلاوته المُعزِّين حتى شغلهم عن أنفسهم؛ فلم يملك ساقيهم القهوة إلا أن يصيح فيه بعد إحدى وقفاته بما هو سَبٌّ صَريح، مبالغةً في الثناء عليه، ولله في خلقه شؤون، سبحانه، قسم على الإنسان وجوه البيان!
هذا، والله أعلى وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment