تحريرات أسلوبية شعرية

تحيةً طيبةً
قال الأخوان رحباني في موشحهما المسمى “صاحب الليل” الذي غناه ملحم بركات
ياحبّذا الأيام ضاحكةٌ والوعد موفورٌ لمن وَعِدُوا …
والعمر خيّال وقصتنا قيثارةٌ يعدوا بها ولدُ …
بحثت في المعجم الوجيز عن القيثارة فوجدتها آلة طرب كالعود لها ستة أوتار، وأظن الأخوين رحباني أرادا لعبة قديمة لا أعرف اسمها تتكون من عصا وإطار يدفعها الولد وهو يجري، فهل هناك وجه لاستخدام كلمة قيثارة في هذا الموضع؟
وذكر الأخوان في موشحهما نفسه
واسم هيفاء يا زمانَ الولوعِ وارتحالاتٌ يا بغير رجوعِ …
شهد الله ما ذكرتك إلا سبقتني (على) الكلام دموعي …
هل استخدام حرف الجر (على) في هذا الموضع صحيح؟ وماذا لو وضعا (إلى) بدلًا منها؟

حيا الله السائل الكريم، وأحيانا به!
لا أعرف “القيثارة” بمعنى اللعبة الأطفالية الذي ذكرته، ولكن إذا كان العمر خيّالًا -والخَيّال صاحب الخيل الذي يسوسها ويقوم على شؤونها- جاز أن تكون هذه الركوبة (القيثارة) بمنزلة الحصان الذي يسوسه العمر، وعليه يركب العاشق الصغير من مهده إلى لحده (يعيش قصته).
ولا يمتنع أن تكون القيثارة بالمعنى المعروف (الآلة الموسيقية)، يغني بها العاشق نفسه قصته تلك راكضًا فيها من مهده إلى لحده على حصان من الزمان جهزه له عمره المقدور!
أما استعمال “على” في قوله: “سبقتني على الكلام دموعي”ØŒ فصحيح فصيح؛ إذ معناه: غلبتني عليه؛ فمنعتني منه، حتى عجزت عنه، وتدفقت هي دونه!
أما إذا استبدلنا بـ”على” “إلى”ØŒ فسنعني أن دموعه استقلت عنه ونافسته فيها كلما ذكرها حتى سبقته إلى الكلام عنها بكلمات من لغتها الهامية!
ولكل وجه فضيلته، غير أن مراد الشاعر متعلق بما اختار.
والله أعلى، وأعلم،
والسلام!

Related posts

Leave a Comment