ذكرى

في ذكرى المولد النبوي من عام 1409=1988، غاب خطيب الإذاعة العسكرية بقيادة لواء المشاة الميكانيكيين العشرين والمئة حيث كانت جُنديّتي من الجيش الميداني الثاني، فدُعيت بدلا منه إلى كلمة الصباح، فانتهزتها فرصة، فحشدت من الأخلاق النبوية الشريفة ما وجدت من بعض قادتي عكسَه، ثم وقفت في مطبخ مشروبات القادة حيث يتحصّن جهاز الإذاعة والخطيب فلا يراهما غير عاملَي المطبخ! أعطيتُهما ظهري، ثم صرختُ بكلمتي! خرجتُ وفي مسرح نظري ذهول العاملَين وجمود طابور الصباح واستنكار أحد الضباط! مرّ بي قائدي المباشر وكان مؤدبا متقلِّبا، فقال لي: أريد أن ألكُم وجهَك! ثم صادفني القائدُ العامّ وكان سياسيا حكيما، فناداني ولم يزد على أن سألني عن الكلمة اللطيفة التي بلغه أنني ألقيتها صباحا؛ فلم أزد على أن ذكرت له أنها كانت في أخلاق صاحب الذكرى، عليه الصلاة والسلام! ثم التقينا مساءً أنا وصاحبي الفريد، فسألته، فقال لي: كنت أستمع متطلعا إلى السماء أكاد أطير!

Related posts

Leave a Comment