من قديم يَضي٠العلماء٠الشعراءَ (ينزلون عليهم ضيوÙا)ØŒ منذ كان أبو عمرو بن العلاء أستاذ العلماء يَضي٠بشار بن برد أستاذ الشعراء إلى اليوم، يَتَغَنَّمون Ù‚Ùراهم -وإكرام الضي٠واجب- Ùيتخيَّرون لهم أطيب ما عندهم، “وَالْجÙود٠بÙالنَّÙْس٠أَقْصَى غَايَة٠الْجÙودٔ، كما قال مسلم بن الوليد، وما شعر٠الشاعر وما Ù†ÙسÙÙ‡! لَئÙÙ† لم يكونا معًا Ù„ÙŽÙŠÙŽÙƒÙونَنَّ أعجلÙهما إلى اطÙÙ‘Ø±Ø§Ø ØµØ§Øبه Ø£Ùكْلَةَ الذئب المترصّد!
وقد ضÙÙْت٠سÙليمان بن Ø£Øمد الشريقي؛ ÙضَيَّÙَني قصيدتَه “Ù‚Ùرَى” الÙائزة بجائزة “شاعر الخليل” الأولى، التي قدَّمها لي بالرسم الآتي:
“Ù‚Ùرَى..
- وكانَ ÙŠÙصغي..
-إلى ماذا؟
وكانَ يَرى..!
ويخلع٠الوقتَ Øتَّى يَعبÙرَ الأÙØ·Ùرَا
- وكانَ يَهرب٠من أسمائÙÙ‡ÙØŒ
ويدٌ تشدÙّه٠نØوَها؛
ÙاستوØÙŽØ´ÙŽ الصÙّورا
- وكانَ ÙŠÙومÙئ٠للثَّلج٠الذي انكمشتْ
Ø·ÙقوسÙÙ‡ ÙانطÙا ÙÙŠ رÙÙˆØÙه٠شَرَرا
- Ù…ÙÙ† وَشوشات٠الأنا تَنسَلÙÙ‘ عَتْمتÙÙ‡Ù
Ø´ÙÙŠÙةً تÙضØ٠الضوءَ الذي اعتذرَا
- وظلَّ يبØث٠عن مَعنًى..
وناÙذة٠منها ÙŠÙطلÙÙ‘ على Ø£ØلامÙه٠سÙرا
- تملَّكَـتْه٠ÙÙصول٠الرÙّيØÙ ÙانكÙأتْ
جÙهاتÙÙ‡Ù ÙÙŠ غَيَابَات٠المَدى قدرا
- ينزاØ٠عن ظلÙّهÙ..
تغشاه٠لØظتÙÙ‡..
ÙŠÙŽÙÙرÙÙ‘ منه٠إليه٠كلَّما عَثَرَا
- Øتَّى تلاشى ضبابا..
سقÙ٠عÙزلتÙÙ‡ له٠سماءٌ
على أبوابÙها انتظرَا
- هناكَ..
وانبلجَ الإنسان٠مÙÙ† دَمÙÙ‡
صØوا تَنهَّدَ ÙÙŠ صØرائÙه٠مَطرا
- ليÙوقÙدَ الماء٠من خَيماتÙÙ‡ Ù„Ùغةً
زرقاءَ يَبسÙØ·Ùها للعابرينَ Ù‚Ùرى..”.
قصيدة طَليّة، بسيطية الأبيات الواÙية المخبونة العروض والضرب، رائية القواÙÙŠ المÙتوØØ© المجردة الموصولة بالألÙØŒ عشرة أبيات Ù…Ùوزَّعات على ستة وعشرين طَبَقًا (سَطْرًا)ØŒ دالّات على مبلغ كرم ضياÙØ© صاØبها (Ù‚Ùرَاه)ØŒ بنÙاسة المكوÙّنات وشدة الاجتهاد ÙÙŠ الإعداد:
أول أبيات “قراه” هذه العشرة صورة من مكابدته إدراك الوقت العجول قبل أن يتÙلت منه، وثانيها صورة من مكابدته مداÙعة الظن المريب قبل أن ÙŠÙوئسه، وثالثها صورة من مكابدته اصطناع التغيير المرجو قبل أن يجمده البقاء على Øاله، ورابعها صورة من مكابدته سياسة أنانية النÙس الØَرون قبل أن ÙŠØتبس أثره، وخامسها صورة من مكابدته اصطياد الØلم الأبيّ قبل أن يختÙÙŠ خياله، وسادسها صورة من مكابدته استخÙا٠الإقدام القتّال قبل أن يجني عليه استثقاله، وسابعها صورة من مكابدته توثيق الانتماء الأصيل قبل أن تتخطÙÙ‡ السبل، وثامنها صورة من مكابدته انتزاع الØرية الكريمة قبل أن يأسره القهر، وتاسعها صورة من مكابدته تقدير الوصول الرÙيع قبل أن يضيع جهده، وعاشرها صورة من مكابدته تÙجير الإبداع المدهش قبل أن تنصر٠عنه الآمال المعقودة عليه.
تلك عشر مكابدات كاملة، Ø£Øسن بها مضيÙنا ضياÙتنا؛ ÙاستØÙ‚ تقديرنا، ومثله لا يجتهد ÙÙŠ الضياÙØ© ليقال كريم، بل ليصدق Ù†Ùسه، ومن صدق Ù†Ùسه نجا، وليس أصدق للنÙس من إطلاقها عن يقين وإخلاص وإتقان وثبات ورضا، Øرةً توزÙّع أقراءها (جمع Ù‚Ùرى)ØŒ على الناس جميعا، ضÙÙŠÙانًا وغير ضÙÙŠÙانÙØŒ Ù…Ùرارًا Ù…Ùرارًا، ما بَقÙيَتْ وبَقÙوا، رغبةً ÙÙŠ تنوير بصائرهم وتقويم مسالكم وإخصاب إنسانيتهم.