وخسف القمر، للدكتور السيد شعبان جادو

كتب تلميذ الرافعي من وحي قلمه: انكفأت على جراحي التى زاد سعار نزفها هذه الأيام، الأحبة يرحلون تباعا إلى وادى القمر، نظرته فوجدته موجوع القلب نازف الجرح، فلا خل له يصاحبه؛ إذ الزمان تغير وتبدل، التمست السماء فإذا هي في مشهد حزن لا تكف دموعه؛ ونحيب تتواصل عبراته وشجونه؛ أصعدت الصغار سطح البيت؛ ليروا كيف يخسف الله بالنجم المضيء فيحيله حمرة قانية، أو لعله صار مفؤدا مما عاين من ذوي أكباد غلاظ. بل هي لوعة الفقد ومرارة اليتم لعالم ضل بعد هدى وارتد بعد إيمان؛ فافترس الصغار واستبد بالأمر جبارون يسومون…

Read More

أحمد بخيت

إن فتًى أشعل قلبي حبُّهْ من صوته الأبيض يهمي صَوْبُهْ لله أنت كيف لي بما لكْ أنت كشفت لي به جمالكْ في اجتماع جماعة شعر كلية دار العلوم الأول عام ١٩٨٥ -وكنت في أوائل عامي الثالث- أنشدت قصيدة قَدامية ذَيَّلْتُها بقول عَبيد بن الأبرص: “وَعَبْلَةٍ كَمَهَاةِ الْجَوِّ نَاعِمَةٍ كَأَنَّ رِيقَتَهَا شِيبَتْ بِسَلْسَالِ قَدْ بِتُّ أُلْعِبُهَا وَهْنًا وَتُلْعِبُنِي ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَهِي مِنِّي عَلَى بَالِ“ØŒ ثم رجعت إلى مقعدي وقد ضج الحاضرون بطرافة الإنشاد تصفيقا، ليليني شاب أسمر حديث عهد بالكلية -وإن تبين لي فيما بعد أنه أسنُّ مني- استسمحنا أن ينشدنا…

Read More

رسالة

هَكَذَا أَنْتَ دَائِبًا تَحْمِلُ الْحُبَّ شِعَارًا وَسِرَّهُ أَشْعَارَاسَاطِعًا فِي حَدِيقَةِ الرُّوحِ أَحْلَامًا كِبَارًا تُثَوِّرُ الْأَطْيَارَاحَفِظَ اللهُ عَنْ يَسَارِكَ نَارًا لَمْ تَزِدْهَا الْأَيَّامُ إِلَّا اسْتِعَارَا

Read More

حارة كركش، للدكتور السيد شعبان جادو

في سيرة الحرافيش عصي نقعت في الزيت والخل حتى لا تكسر أو يسرح فيها السوس، وأجساد لفحتها شمس الظهيرة، وحمرة وجه كأنه الجمر، صلابة ما تراخت وعزيمة ما وهنت؛ رغم كل هذا معتلون بداء الخنوع، مثل كرة يتقاذفها الصغار، يسدون باب الحارة بأجسادهم، يعشقون ترابها، يحفظون كل شبر منها، لم يخذلوها يوم هجم المعتدون؛ “كركش” وصبيانه، ذلك حديث أتى أوانه، أوصاني جدي أن أكتب هذه السيرة، ربما تكون معادة مكررة، لكنه الحكي المقدر علينا، ندور مع الراوي، نثمل من حديثه،ثم نمضي إلى الكهف سنين عددا، وحين نقوم من نومنا يلعن…

Read More