لما Ù†Ùقد على بَشار بن بÙرد٠مرةً بعض٠شعره قال: Ø¥Ùنَّ Ù„ÙÙŠÙŽ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْÙÙŽ قَصÙيدَةÙØŒ لَعَنَهَا اللهÙØŒ وَلَعَنَ قَائÙلَهَا، Ø¥Ùنْ لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ ÙÙÙŠ كلّ٠مÙنْهَا بَيْتٌ Ùَرْدٌ!
يدÙع عن شعره باثني عشر أل٠بيت Ùَرْد (متÙرد الجودة [لا يوازيه ÙÙŠ قصيدته بيت جيد غيره]ØŒ متÙرد الإنشاد [ÙŠÙÙرد من قصيدته ليÙروى ÙÙŠ المجالس ÙˆØده])ØŒ هو الذي كان قديما يسمى “بيت القصيدة”ØŒ وكأن ليس Ùيها سواه! ثم صار اسمه هذا Øديثا، من Ø£Øسن الكنايات عن Ø®Ùلاصة المراد!
لم يكن يميز “بيت القصيدة” هذا، إلا خَناذÙيذ٠الشعراء -وما أقلَّهم!- الذين جمعوا علم الشعر إلى Ùنه، مثلما Ùعل الÙرزدق الذي Ø£ÙنشÙدَ مرةً معلقةَ لَبيد بن ربيعة “عَÙَت٠الدّÙيَار٠مَØَلّÙهَا ÙÙŽÙ…ÙقَامÙهَا”ØŒ Ùلما بلغ الإنشاد٠قولَه:
وَجَلَا السّÙÙŠÙول٠عَن٠الطّÙÙ„Ùول٠كَأَنَّهَا زÙبÙرٌ تÙجÙدّ٠مÙتÙونَهَا أَقْلَامÙهَا
سَجَدَ؛ Ùأَنكرَ عليه مَنْ بالمجلس؛ Ùقال:
مَا Ù„ÙŽÙƒÙمْ! أَنْتÙمْ تَعْرÙÙÙونَ سَجَدَات٠الْقÙرْآنÙØŒ وَأَنَا أَعْرÙÙ٠سَجَدَات٠الشّÙعْرÙØŒ وَهَذَا مَوْضÙع٠سَجْدَةÙ!
وسجدات القرآن بضعة عشر موضعا من كتاب الØÙ‚ -سبØانه، وتعالى!- ÙÙŠ كل منها كلمة من السجود، ينبغي للقارئ إذا قرأها أن يسجد، عرÙها علماء٠القرآن، ونَبَّهوا على كلّ٠منها بخط من Ùوقها -وهكذا كانوا يخطّون من Ùوق، لا كما صرنا نخطّ من تØت! وقد أدركت Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر أستاذنا أستاذ الدنيا رØمه الله وطيب ثراه، لا يخط عند التنبيه إلا من Ùوق!- Ùتكون “سجدات الشعر” التي عرÙها الÙرزدق وسمى بعضها، هي تلك الأبيات الأÙراد ÙÙŠ قصائدها، التي تستØÙ‚ بجودتها أن ينبهر بها من عرÙها ويخضع لها!
وما أكثر ما تأملت٠قول لبيد -رضي الله عنه!- هذا الذي سجد له الÙرزدق -غÙر الله له!- ÙأَكْبَرْتÙÙ‡ إذ وجدته يهطل Ùيه المطر وتتدÙÙ‚ سيوله Øتى تعمَّ الطلولَ (جمع الطَّلل عند الكثرة، لا كالأطلال عند القلة)ØŒ عموم خير وبركة، لا عموم نس٠وخسÙØ› Ùلا تغادرها Øتى تكون قد كنستها ومسØتها ولمَّعتها، مثلما يمر النّÙساخ بأقلامهم على Øرو٠كلمات الكتب المنطمسة، Ùتعود كما كانت أولَ كتابتها!
وعلى أن معلقة لبيد Ø£Øبّ٠المعلقات كلها إليّ، جرى بيتها ذلك الÙرد، مجرى بيت امرئ القيس (كبيرهم الذي علمهم السØر)ØŒ بمعلقته الÙاخرة:
كَأَنَّ ثَبÙيرًا ÙÙÙŠ عَرَانÙين٠وَبْلÙه٠كَبÙير٠أÙنَاس٠ÙÙÙŠ بÙجَاد٠مÙزَمَّلÙ
الذي شبه Ùيه الجبل ÙÙŠ أول المطر عليه بشيخ قبيلة متزمل بكساء مخطط!
تلك أبيات القصائد التي كان شعراء العرب يتÙاخرون بها عند أنÙسهم ويتÙاضلون عند غيرهم، Øتى أظلَّنا زمانٌ تنازع Ùيه Ù…ÙتَثَقّÙÙÙونَا أطراÙًا Ù…ÙÙ† كلام٠بعض٠العجم ÙÙŠ كلام٠بعضÙØŒ ضَرَبوا بها الطَّبْلَ، وتناÙسوا طوالَ النص٠الأول من القرن الميلادي العشرين ÙÙŠ النعي بأبيات القصائد على شعراء العرب دلالتَها على تÙكك القصيدة العربية القديمة، ثم رجعوا إلى أنÙسهم، وعرÙوا أنهم هم الظالمون، ولكن بعد أن وقÙوا Ù…ÙÙ† كلام٠بعض٠العجم ÙÙŠ كلام٠بعض٠كذلك، على ضد ما وقÙوا عليه منه قبلئذ؛ ÙاستÙزوا خليÙØ© التليسي الØَبر الليبيّ الجليل إلى وضع كتابه “قصيدة البيت الواØد”ØŒ عام 1983ØŒ الذي راجع Ùيه كبار القصائد العربية، واستخلص منها Ø£Ùراد أبياتها؛ Ùأوردها ÙˆØدها، تنبيهًا على ظاهرة انØصار مقدار الشعر الØقيقي، التي يشترك Ùيها شعراء العالم جميعا، وأن ليس بÙدْعًا Ùيها ما كان من شعراء العرب، غير سÙاهة السÙهاء بهم وغÙلة الغاÙلين عنهم!
ثم بعد ثلاثين عاما (2010)ØŒ وضع علي Ø£Øمد سعيد أدونيس كتابه “ديوان البيت الواØد”ØŒ الذي أراد به إكمال “ديوان الشعر العربي”ØŒ الذي جمع مختاراته من قبل ÙÙŠ أربعة أجزاء، ليطلع متلقو الشعر من Ø£Øوال الشاعر العربي على Øال الوَمْض الإبداعي بعدما اطلعوا على Øال السّÙطوع، ولم يشر إلى كتاب التليسي، مع اشتمال كتابه على ما لم Ø£Øصه مما اشتمل عليه كتاب التليسي، من مثل قول امرئ القيس:
أَلَمْ تَرَيَانÙÙŠ ÙƒÙلَّمَا جÙئْت٠طَارÙقًا وَجَدْت٠بÙهَا Ø·Ùيبًا ÙˆÙŽØ¥Ùنْ لَمْ تَطَيَّبÙ
-وإن رواه التليسي:
أَلَمْ تَرَ أَنّÙÙŠ ÙƒÙلَّمَا جÙئْت٠زَائÙرًا وَجَدْت٠بÙهَا Ø·Ùيبًا ÙˆÙŽØ¥Ùنْ لَمْ تَطَيَّبÙ-
وَقَدْ طَوَّÙْت٠ÙÙÙŠ الْآÙَاق٠Øَتَّى رَضÙيت٠مÙÙ†ÙŽ الْغَنÙيمَة٠بÙالْإÙيَابÙ
تÙخَيّÙرÙÙ†ÙÙŠ الْجÙنّ٠أَشْعَارَهَا Ùَمَا Ø´Ùئْت٠مÙنْ Ø´ÙعْرÙÙ‡Ùنَّ اصْطَÙَيْتÙ
…ØŒ …ØŒ …!
ÙØ£ÙŽØْنَقَ عليه -وما أكثر المÙØنَقين عليه!- الدكتورَ Ù…Øمد الغزي الأستاذ التونسي المعار الآن إلى قسم اللغة العربية وآدابها من كلية العلوم والآداب بجامعة نزوى العÙمانية، Øتى كتب ÙÙŠ التشنيع عليه بالسرقة مقاله “أدونيس سارقا”: http://mogasaqr.com/?p=15572.
ولعل الغزي Ù…ØÙ‚ Ùيما أخذه على أدونيس، ولكن أهم من ذلك عندي أن كلا التليسي وأدونيس قد ألْبَسا على متلقّÙÙŠ هذا الأبيات الأواØد، ما كان منها واØدا ÙÙŠ أصله ليس معه غيره بما كان Ø£Øد أبيات قصيدة٠أÙÙْرÙدَ منها؛ Ùإنه إذا استقامت لأولهما تسميتهما (قصيدة البيت)ØŒ لم تستقم للآخر غير تسمية القدماء “بيت القصيدة”!