يا فرحي

رووا عن هشام بن السائب الكلبي (الأخباريّ النَّسّابة)، أنه قال:
“حَفِظْتُ مَا لَمْ يَحْفَظْ أَحَدٌ، وَنَسِيتُ مَا لَمْ يَنْسَ أَحَدٌ؛ حَفِظْتُ الْقُرْآنَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةٍ، وَقَبَضْتُ عَلَى لِحْيَتِي لِآخُذَ مِنْهَا مَا دُونَ الْقَبْضَةِ، فَأَخَذْتُ مَا فَوْقَ الْقَبْضَةِ”!
ودع عنك حفظه الآن الذي تكاد لا تعرفه، وانظر في نسيانه؛ فقد كنتَ شديد العجب ممن يعمل الشيء وينسى من فوره أنه عمله، عجبا شديدا ربما أفضى بك إلى تكذيبه، حتى وجدت من نفسك مثل ما وجد؛ فاشتد به فرحك!
أَلَا رجلا يعجب لفرحي هذا عجبًا أيَّ عجب، شديدا أو ضعيفا، وثقيلا أو خفيفا!
ألا رجلا يكذِّب أنني أضع الشيء وأنسى من فوري أنني وضعته، وأحمله وأنسى أنني حملته، وأسمعه وأنسى أنني سمعته، وأنطقه وأنسى أنني نطقته، …Ø› فقد أفضي بي إلى ما لا يحسُن إلا بمثل ذلك النسابة الأخباري الفذّ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم!

Related posts

Leave a Comment