مكروب

كنت طفلا متمردا مكروبا، لا يمر بي سالمًا مُعافًى صيفٌ؛ فمرةً تفاجئني على دراجتي سيارة فتطعنني بطرف مقودها الأيسر ليتمزق لحم فخذي اليمنى، ومرةً أقفز من على باب نادينا المغلق فتعلق بشبكته رجلي فأسقط على يسراي لتنكسر نصفين، ومرة أُغري بعصاي كلاب الشارع الضالة حتى يثور بي أحدها فينهشني لتدور عليّ دوائر الحقن الإحدى والعشرين… نعم؛ حتى تواتر مني ذلك، وكانت أمي -عفا الله عنها في الصالحين!- تنتحب له انتحابا؛ فكانت صواحبها يُصبِّرنها وأنا أسمعهن: هوِّني عليهك؛ فمثل هذا الطفل المتمرد المكروب إذا كبر صار إلى ضد ما كان؛ فكنت أحب ذلك منهن رأفةً بأمي -عفا الله عنها في الصالحين!- وأنتظره، وما زلت!

Related posts

Leave a Comment