التوقيع برسم القلب

received_1045307722289165

منذ أكثر من عشرة أعوام تفضل عليّ مرة رئيس إحدى لجان مراقبة اختبارات التعليم المفتوح بجامعة القاهرة وكان من أساتذة كلية الطب، فجاءني إلى حيث أراقب المختبرين يأخذ توقيعي على أوراق اللجنة، فوقعت أمامه هذا التوقيع؛ فتبسم قائلا:
توقيع هذا أم رسم قلب!
فأعجبني تشبيهه -وإن اشتغل فيه عنه بمهنته!- فليس ألطف من أن أرسم للناس قلبي كلما طلبوا توقيعي، ولا أصدق، ولا أبلغ…
ثم استحدثت هذا الفصل بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس (ربيع ٢٠١٨)، إثبات هذا التوقيع على يسار أعلى كراسة محاضرات علم العروض المجهزة للطباعة رقميا، أسفل من عنوانها، وحكيت لتلامذتي ما كان من ذلك الأستاذ الطبيب؛ فأثر فيهم تأثيرا شديدا:
إذ كان منهم من ألصق بجواره صورة قلب، ومنهم من كتب كلمتي في الإعجاب بكلمة الأستاذ الطبيب هكذا: وهل هناك أجمل من أن يوقع الإنسان برسم قلبه، ومنهم من وازى التوقيع بتوقيعه، أو طابقه!
ألا رب عبارة وجيزة مشغولة بالحياة، يقولها الأستاذ؛ فتنفذ في قلب التلميذ ما لا تنفذ المحاضرات!

Related posts

Leave a Comment