قال عبد الله البردوني (1929-1999):
“Ù…Ùغَنّ٠تَØْتَ السَّكَاكÙينÙ
بÙعَيْنَيْه٠ØÙلْم٠الصَّبَايَا ÙˆÙŽÙÙÙŠ Øَنَايَاه٠مَقْبَرَةٌ Ù…ÙسْتَرÙÙŠØَهْ
Ù„Ùنَيْسَانَ يَشْدÙÙˆ ÙˆÙŽÙÙÙŠ صَدْرÙÙ‡Ù Ø´Ùتَاءٌ عَنÙÙŠÙÙŒ Ø·ÙÙŠÙورٌ جَرÙÙŠØَهْ
بÙلَادٌ تَهÙمّ٠بÙÙ…ÙيلَادÙهَا بÙلَادٌ تَمÙوت٠وَتَمْشÙÙŠ ذَبÙÙŠØَهْ
بÙلَادَان٠دَاخÙÙ„ÙŽÙ‡Ù Ù‡ÙŽØ°Ùه٠جَنÙينٌ ÙˆÙŽÙ‡ÙŽØ°ÙÙŠ عَجÙوزٌ طَرÙÙŠØَهْ
وَآت٠إÙÙ„ÙŽÙ‰ مَهْدÙه٠يَشْرَئÙبّ٠وَمَاض٠يَئÙنّ٠كَثَكْلَى كَسÙÙŠØَهْ
زَمَانَان٠دَاخÙلَه٠يَغْتَلÙÙŠ دÙجًى كَالْأَÙَاعÙÙŠ وَتَنْدَى صَبÙÙŠØَهْ
وَرَغْمَ صَرÙير٠السَّكَاكÙين٠ÙÙيه٠يÙغَنّÙÙŠ ÙŠÙغَنّÙÙŠ وَيَنْسَى النَّصÙÙŠØَهْ
Ùَتَخْضَرّ٠عَاÙÙيَة٠الْÙَنّ٠ÙÙيه٠وَأَوْجَاعÙÙ‡Ù ÙˆÙŽØْدَهÙنَّ الصَّØÙÙŠØَهْ
أَيَا شَمْعَةَ الْعÙمْر٠ذÙوبي ÙŠÙÙ„ÙØÙ‘Ù ÙَتَسْخÙÙˆ وَتÙومÙÙŠ أَأَبْدÙÙˆ Ø´ÙŽØÙÙŠØَهْ
ÙÙŽÙŠÙولَد٠ÙÙÙŠ قَلْبÙÙ‡Ù ÙƒÙلَّ يَوْم٠وَيَØْمÙÙ„Ù ÙÙÙŠ Ø´ÙŽÙَتَيْه٠ضَرÙÙŠØَهْ
ÙŠÙوَالÙÙŠ ÙَيَرْÙÙض٠نÙصْÙÙŽ الْوَلَاء٠وَيÙبْدÙÙŠ الْعَدَاوَات٠جَلْوَى صَرÙÙŠØَهْ
Ù„ÙŽÙ‡ وَجْهÙه٠الْÙَرْد٠لَا يَرْتَدÙÙŠ ÙˆÙجÙوهًا تÙغَطّÙÙŠ الْوÙجÙوهَ الْقَبÙÙŠØَهْ
ÙŠÙعَرّÙÙŠ ÙَضَائÙØÙŽ هَذَا الزَّمَان٠وَيَعْرَى ÙَيَبْدÙÙˆ كَأَنْقَى ÙَضÙÙŠØَهْ
تَرَى وَجْهَهَا الشَّمْس٠ÙÙيه٠كَمَا تَرَى وَجْهَهَا ÙÙÙŠ الْمَرَايَا الْمَلÙÙŠØَهْ”.
وعلى كثرة أمثلة المغنين تØت السكاكين للمتمثلين من كل مكان وزمان، أرى أن البردوني ÙÙŠ هذه القصيدة إنما Ø§Ù…ØªØ§Ø Ù…Ù† ينبوع Ù†Ùسه وتمثل بمثالها؛ Ùقد رزق Ø§Ù„Ø·Ù…ÙˆØ Ø¥Ù„Ù‰ التغير والتغيير، Øتى ابتلي بالسجن على ضرارته، Ùكابد من شأن قصيدته هذه ما رÙده Ùيها بدقائق المشاعر.
وسكاكين مثل هذا المغني مضاعÙØ©Ø› ÙطائÙØ© منها تجرØÙ‡ من داخله، وطائÙØ© تجرØÙ‡ من خارجه جميعا معا؛ إذ ÙƒÙŠÙ ÙŠØ·Ù…Ø Ø¥Ù„Ù‰ تغيير ما جمد من Øوله قبل تغيير ما جمد ÙÙŠ Ù†Ùسه؛ ÙˆÙاقد الشيء لا يعرÙÙ‡ Ùضلا عن أن يعطيه. وكلتا طائÙتي السكاكين Ùإنما Ø´Øذها عليه اعتراك الأقطاب المتناÙرة.
أما سكاكينه الداخلية Ùقد Ø´Øذها عليه ÙÙŠ Øاضره اعتراك ماضيه البلي الخنوع الجثوم ومستقبله القشيب الأبي النÙور. وأما سكاكينه الخارجية Ùقد Ø´Øذها عليه ÙÙŠ Øاضره Ù†Ùسه اعتراك أعدائه الخونة المناÙقين المÙسدين وأصدقائه الوطنيين المخلصين المصلØين. ولم يخل عمل Ø¥Øدى الطائÙتين من أثر عمل الأخرى؛ Ùما أشبه أعداءه بماضيه، وأصدقاءه بمستقبله، وما أعلق تغييره بتغيره! بل ربما انعكست ÙÙŠ مرآة كل منهما صورة الآخر؛ Ùإن له ÙÙŠ موالاة أصدقائه والانطلاق بمستقبله من الØياة، مثل الذي عليه ÙÙŠ موالاة أعدائه والاØتباس بماضيه من الموت!
وقد جعل Ù„Øديث كلتا الطائÙتين نص٠قصيدته هذه ذات الأربعة عشر بيتا (سبعة أبيات)ØŒ ÙˆÙÙŠ مطلع النص٠الثاني (آخر البيت الثامن)ØŒ جعل Ø¬Ø±ÙˆØ Ø£Ø¹Ø¯Ø§Ø¦Ù‡ الخونة المناÙقين المÙسدين، هي ÙˆØدها الصØÙŠØØ©- مثلما جعل Ø¬Ø±ÙˆØ Ù…Ø§Ø¶ÙŠÙ‡ البلي الخنوع الجثوم ÙÙŠ مطلع النص٠الأول (آخر البيت الأول)ØŒ مقبرة مستريØØ©ØŒ وكلتا الاستراØØ© والصØØ© -مهما اعتذر عنهما ببقاء العذاب واستمراره- Ùلتتان غير مقبولتين ÙÙŠ سياق السخط على هذه الجروØ!
وكذلك لا يعتذر عن هاتين الÙلتتين، بانبناء القصيدة من أصلها على التناقض، من Øيث عبر البردوني بها وهي العمودية العروض (المتقاربية الأوزان الواÙية الصØÙŠØØ© الأعاريض والضروب، الØائية القواÙÙŠ المÙتوØØ© المردÙØ© بياء المد الموصولة بالهاء الساكنة، التي التزم ÙÙŠ إردا٠قواÙيها من ياء المد ما لا يلزمه)ØŒ عن طموØÙ‡ إلى التغير والتغيير، وكان الأجدر به أن يعبر بقصيدة Øرة العروض، يأتل٠Ùيها المبنى والمعنى؛ Ùلا اعتذار بخطأ -إن كان- عن خطأ، وقد اشتهر ÙÙŠ Ùهم المعاصرين أن الشعرين العمودي والØر يتقاسمان Øالي التأثير المتكاملتين، بأن العمودي شعر إثارة، والØر شعر ثورة، غير البردوني؛ Ùقد أبى Øياته إلا أن يجمع على تأثير العمودي Øالي الإثارة والثورة المتكاملتين جميعا معا، بما استقام له ÙÙŠ Ùهم Ø§Ù„Ø¥ØµÙ„Ø§Ø Ø§Ù„Ø£ØµÙŠÙ„!