قال Ù…Øمود درويش (1941-2008):
“ÙÙÙŠ بَيْت٠نÙزَارْ قَبَّانÙÙŠ
بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر٠بَيْت٠الدّÙمَشْقÙيّ٠مÙنْ جَرَس٠الْبَاب٠Øَتَّى غÙطَاء٠السَّرÙير٠كَأَنَّ الْقَصÙيدَةَ سÙكْنَى وَهَنْدَسَةٌ Ù„Ùلْغَمَام٠بÙلَا مَكْتَب٠كَانَ يَكْتÙب٠يَكْتÙب٠Ùَوْقَ الْوÙسَادَة٠لَيْلًا وَتÙكْمÙل٠أَØْلَامÙÙ‡Ù Ø°Ùكْرَيَات٠الْيَمَام٠وَيَصْØÙÙˆ عَلَى Ù†ÙŽÙَس٠امْرَأَة٠مÙنْ Ù†ÙŽØ®Ùيل٠الْعÙرَاق٠تÙعÙدّ٠لَه٠الْÙÙلَّ ÙÙÙŠ الْمَزْهَرÙيَّة٠كَانَ Ø£ÙŽÙ†Ùيقًا كَرÙيش٠الطَّوَاوÙيس٠لَكÙنَّه٠لَمْ ÙŠÙŽÙƒÙنْ دÙونْ جÙوَانَ تَØÙطّ٠النّÙسَاء٠عَلَى قَلْبÙه٠خَدَمًا Ù„ÙلْمَعَانÙÙŠ وَيَذْهَبْنَ ÙÙÙŠ ÙƒÙŽÙ„Ùمَات٠الْأَغَانÙÙŠ وَيَمْشÙÙŠ ÙˆÙŽØÙيدًا Ø¥Ùذَا انْتَصَÙÙŽ اللَّيْل٠قَاطَعَه٠الْØÙلْم٠ÙÙÙŠ دَاخÙÙ„ÙÙŠ غÙرَÙÙŒ لَا ÙŠÙŽÙ…Ùرّ٠بÙهَا Ø£ÙŽØَدٌ Ù„ÙلتَّØÙيَّة٠مÙنْذ٠تَرَكْت٠دÙمَشْقَ تَدَÙÙ‘ÙŽÙ‚ÙŽ ÙÙÙŠ Ù„ÙغَتÙÙŠ بَرَدَى وَاتَّسَعْت٠أَنَا شَاعÙر٠الضَّوْء٠وَالْÙÙلّ٠لَا ظÙلَّ لَا ظÙلَّ ÙÙÙŠ Ù„ÙغَتÙÙŠ ÙƒÙلّ٠شَيْء٠يَدÙلّ٠عَلَى مَا Ù‡ÙÙˆÙŽ الْيَاسَمÙين٠أَنَا الْعَÙÙŽÙˆÙيّ٠الْبَهÙيّ٠أÙرَقّÙص٠خَيْلَ الْØَمَاسَة٠Ùَوْقَ سÙØ·ÙÙˆØ٠الْغÙنَاء٠وَتَكْسÙرÙÙ†ÙÙŠ غَيْمَةٌ صÙورَتÙÙŠ كَتَبَتْ سÙيرَتÙÙŠ ÙˆÙŽÙ†ÙŽÙَتْنÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْغÙرَÙ٠السَّاØÙÙ„Ùيَّة٠بَيْت٠الدّÙمَشْقÙيّ٠بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر٠أَرْض٠الْعÙبَارَة٠زَرْقَاء٠شَÙَّاÙÙŽØ©ÙŒ لَيْلÙه٠أَزْرَقٌ Ù…Ùثْلَ عَيْنَيْه٠آنÙيَة٠الزَّهْر٠زَرْقَاء٠وَالسَّتَائÙر٠زَرْقَاء٠سَجَّاد٠غÙرْÙَتÙه٠أَزْرَقٌ دَمْعÙÙ‡Ù ØÙينَ يَبْكÙÙŠ رَØÙيل٠ابْنÙÙ‡Ù ÙÙÙŠ الْمَمَرَّات٠أَزْرَق٠آثَار٠زَوْجَتÙÙ‡Ù ÙÙÙŠ الْخÙزَانَة٠زَرْقَاء٠لَمْ تَعÙد٠الْأَرْض٠ÙÙÙŠ Øَاجَة٠لÙسَمَاء٠ÙÙŽØ¥Ùنَّ Ù‚ÙŽÙ„Ùيلًا Ù…ÙÙ†ÙŽ الْبَØْر٠ÙÙÙŠ الشّÙعْر٠يَكْÙÙÙŠ Ù„ÙيَنْتَشÙرَ الْأَزْرَق٠الْأَبَدÙيّ٠عَلَى الْأَبْجَدÙيَّة٠قÙلْت٠لَه٠ØÙينَ Ù…Ùتْنَا مَعًا وَعَلَى ØÙدَة٠أَنْتَ ÙÙÙŠ Øَاجَة٠لÙهَوَاء٠دÙمَشْقَ Ùَقَالَ سَأَقْÙÙز٠بَعْدَ Ù‚ÙŽÙ„Ùيل٠لÙأَرْقÙدَ ÙÙÙŠ ØÙÙْرَة٠ÙÙÙŠ سَمَاء٠دÙمَشْقَ ÙÙŽÙ‚Ùلْت٠انْتَظÙرْ رَيْثَمَا أَتَعَاÙÙŽÙ‰ Ù„ÙØ£ÙŽØْمÙÙ„ÙŽ عَنْكَ الْكَلَامَ الْأَخÙيرَ انْتَظÙرْنÙÙŠ وَلَا تَذْهَب٠الْآنَ لَا تَمْتَØÙنّÙÙŠ وَلَا تَشْكÙل٠الْآسَ ÙˆÙŽØْدَكَ قَالَ انْتَظÙرْ أَنْتَ عÙشْ أَنْتَ بَعْدÙÙŠ ÙَلَابÙدَّ Ù…Ùنْ شَاعÙر٠يَنْتَظÙرْ Ùَانْتَظَرْت٠وَأَرْجَأْت٠مَوْتÙÙŠ”.
ما أنÙس هذا النص، وما ألطÙه، وما أخÙÙ‡!
أما Ù†Ùاسته Ùمن أنه لمØمود درويش ÙÙŠ نزار قباني وهما أشهر شعراء العرب المعاصرين الكبار، ولا يستغني طلاب الشعر عن الاطلاع على مساجلات الشعراء، ولاسيما إذا كانت من شعر بعضهم ÙÙŠ بعض؛ إذ يستمتعون عندئذ ويستÙيدون. وما زال على بالهم طوال مئتي العام والأل٠السابقة شعر أبي تمام ÙÙŠ علي بن الجهم، الذي اتخذوه شعار قرابة الأدب التي تعارض قرابة النسب.
وأما لطاÙØ© هذا النص Ùمن أنه مثال القصيدة المتØققة بØقيقة الشعر الØر الخارج من سعي الشاعر المعاصر على أثر بنية العمل الموسيقي السيمÙوني الطويل المركب المتلاØÙ… الذي ترتÙع Øركاته وتتموج غير منقطعة ثم تنخÙض أخيرا مرة واØدة، وإن Øرص درويش على توزيع نصه توزيعا يخÙÙŠ صنعته Ùيه، ولم أعبأ بما أظهر Øرصا على ما أبطن؛ Ùرسمته على ما يستØقه.
ربما كان هذا النص أكثر من غيره تمثيلا موسيقيا مباشرا؛ ÙÙيه أربع Øركات على عدد Øركات السيمÙونية التقليدي:
الØركة الأولى: “بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر٠بَيْت٠الدّÙمَشْقÙÙŠ (…) غÙرَÙÙŒ لَا ÙŠÙŽÙ…Ùرّ٠بÙهَا Ø£ÙŽØَدٌ Ù„ÙلتَّØÙيَّة”ØŒ
والØركة الثانية: “Ù…Ùنْذ٠تَرَكْت٠دÙمَشْقَ تَدَÙÙ‘ÙŽÙ‚ÙŽ ÙÙÙŠ Ù„ÙغَتÙÙŠ بَرَدَى (…) ÙˆÙŽÙ†ÙŽÙَتْنÙÙŠ Ø¥ÙÙ„ÙŽÙ‰ الْغÙرَÙ٠السَّاØÙÙ„Ùيَّة”ØŒ
والØركة الثالثة: “بَيْت٠الدّÙمَشْقÙيّ٠بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر (…) يَكْÙÙÙŠ Ù„ÙيَنْتَشÙرَ الْأَزْرَق٠الْأَبَدÙيّ٠عَلَى الْأَبْجَدÙيَّةٔ،
والØركة الرابعة: “Ù‚Ùلْت٠لَه٠ØÙينَ Ù…Ùتْنَا مَعًا وَعَلَى ØÙدَة (…) Ùَانْتَظَرْت٠وَأَرْجَأْت٠مَوْتÙÙŠ”.
تØرك بالØركة الأولى تعبير درويش عن بيت نزار الذي يعيش Ùيه، كي٠تكون مثلما يتكون بيت شعره الذي ينظمه. وتØرك بالØركة الثالثة تعبيره عن بيت الشعر الذي ينظمه، كي٠تكون مثلما يتكون بيته الذي يعيش Ùيه. وتØرك بالØركة الرابعة تعليقه على تعبير الØركة الثالثة، مثلما تØرك بالØركة الثانية تعليقه على تعبير الØركة الأولى.
ولقد Øرص ÙÙŠ الØركة الثانية على أن تطابق الأولى بالتعبير عن أسلوب نظم شعره؛ Ùتوقعت أن تكون الØركة الرابعة ÙÙŠ التعبير عن أسلوب سكنى بيته، Ùكانت كما توقعت، ولكن عن أسلوب سكنى بيت مثواه الأخير الذي جهزه هو Ù†Ùسه لنÙسه.
ولم يستطع درويش ألا يشارك نزارا ÙÙŠ الØركة الرابعة؛ إذ ربما كان ØاÙزه إلى نصه هذا من أصله أنه رأى Ùيه Ù†Ùسه، ولو لم ÙŠÙعل لخانها! ولكنه لم ينج من تناقض مشاعره الطبيعي؛ Ùاجتمع له ÙÙŠ هذه الØركة الرابعة Ù†Ùسها تعبيره عن رغبته ÙÙŠ مشاركة نزار ÙÙŠ سكنى بيت مثواه الأخير، وتعبيره عن رغبته ÙÙŠ Øمل رسالته بعده إلى الناس، ثم غلب الانتظار على الذهاب، وإن دل سكون آخر “يَنْتَظÙرْ” من غير جازم، على أنه انتظار المقهور، وإن زعم أنه هو الذي أرجأ موته!
وأما Ø®ÙØ© هذا النص Ùمن أنه من وزن بØر المتقارب الØر (ددن دن×…=Ùعولن×…)ØŒ لا يؤوده خرم تÙعيلته الأولى (بَيْتٌ=دن دن=عولن)ØŒ اعتمادا على نبر مقطعها الأول الباقي من وتدها المجموع (بَيْ=دن). ولكنه يؤوده نطق “ÙŠÙŽÙƒÙنْ دÙونْ جÙوَانَ”ØŒ من طرÙيه، إلا أن أقدر من أوله اختلاس المد قبل النون الساكنة -ولم أر أن Ø£Øر٠النص، ولو جاز لي لرسمته “ÙŠÙŽÙƒÙنْ دÙنْ”ØŒ لتستقيم التÙعيلة “ددن دن=Ùعولن”!- وقد عالجته له من آخره بÙØªØ Ø§Ù„Ù†ÙˆÙ† -ولم يشكل درويش من نصه شيئا- لكيلا يتعثر الإيقاع (جÙوَانَ=ددن د=Ùعول). وكذلك يؤوده نطق “ÙَلَابÙدَّ Ù…Ùنْ شَاعÙر٠يَنْتَظÙرْ Ùَانْتَظَرْتٔ من وسطه إذا ارتÙع الÙعل المضارع، وقد عالجته له بجزمه دون جازم انتÙاعا بسكون رائه وزنا ومعنى؛ Ùأما الانتÙاع بمعنى سكونها Ùقد سبق قريبا، وأما الانتÙاع بوزن هذا السكون Ùمن Øيث تستقيم به التÙعيلة “تَظÙرْ Ùَانْ=ددن دن=Ùعولن”.
ومن Ø®ÙØ© هذا النص اصطناعه هذه اللغة القريبة الخصيبة، التي تشبه لغة نزار كثيرا، Øتى لأظن أن عبارته المÙتاØية (بَيْت٠الدّÙمَشْقÙيّ٠بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر)ØŒ من كلام نزار Ù†Ùسه، سمعها منه، ÙˆØÙظها له، Øتى ردها عليه! ولكنه تصر٠ÙÙŠ ترتيب شطريها (بَيْتٌ Ù…ÙÙ†ÙŽ الشّÙعْر٠بَيْت٠الدّÙمَشْقÙÙŠ)ØŒ ليرى الخبر من منظار المبتدأ، كما رأى المبتدأ من منظار الخبر. وربما كان من تنسم النزارية كذلك إقØام ضمير الغائب ÙÙŠ قوله: “مَا Ù‡ÙÙˆÙŽ الْيَاسَمÙينٔ، ولا قوة له غير تمثيل هوى نزار الذي كانت منه الركاكة Ù†Ùسها على بال، يؤثرها على الجزالة عمدا؛ عسى أن تنتقم له بلينها من قسوتها!