أنى لابن أبي صقر أن يكتب مثل هذا الكلام،
لولا صØبة Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر -رØمه الله، وطيب ثراه!- والتلمذة له!
1
جرّبت٠مرة أن أتخيل اختلا٠الÙنانين والعلماء ÙÙŠ تقدير ظاهرة الشذوذ اللغوي، Ùبدا لي أنْ ليس أقرب عند العلماء من أن الشاذ (المنØرÙ) ما هو إلا بقية المطرد (المستقيم) التي بها معه تكتمل مادة اللغة، وأنهم إنما أقاموا قواعدهم على ما ائتل٠ثم نبهوا معه على ما اختلÙ. وبدا لي أن ليس أقرب عند الÙنانين من أن مكانة الشاذ ÙÙŠ مكانه من المطرد، خَالًا Ù…ÙØ«Ùيرًا ÙÙŠ خَدّ٠Øَسناءَ بَرْزَةÙ!
والآن أَتَأَمَّل٠اشتغال العلماء ÙÙŠ تقدير ظاهرة الشذوذ اللغوي بانقسام مادة اللغة بينهما واكتمالها بهما جميعا، واشتغال الÙنانين ÙÙŠ تقديرها بانقسام تأثير اللغة بينهما واكتماله بهما جميعا، وأَعْجَبÙ!
لقد اتَّØدتْ بين الÙنانين والعلماء المسألة، واختلÙت وجهتا النظر؛ Ùكان الرأيان؛ Ùكي٠يغني Ø£Øدهما عن الآخر عند من يتعلق بتمام الاستيعاب، أم كي٠يربأ بهما أن يجتمعا ÙÙŠ قلب Ù…Ùكر واØد!
[divider]
2
واضطÙرÙرت٠مرة إلى تجريد النظر العلمي ÙÙŠ تركيب الجملة العربية من النظر الÙني؛ Ùإذا كَوَائÙن٠جاÙØ© ميتة Ø£Ùكوّنها Øين Ø£Ùكوّنها مثلما يَتقيَّأ مَبْطÙون!
Ùأما تجريد النظر الÙني ÙÙŠ تركيب الجملة العربية من النظر العلمي، Ùغير بعيد عما اصطنعه بعض الشعراء من تَقْصÙيص ورقة Ø¥Øدى قصائده ÙÙŠ وعاء مناسب، ثم خَلْطها، ثم إخراج القÙصَاصات واØدةًواØدةً وكتابتها على ما تَخرÙج ÙÙŠ ورقة أخرى!
وليس أَشْبَه بمÙجرَّدَي٠النظرَيْن من ØÙمارَي٠العÙبَادÙيّ الأول؛ إذ قيل له: أَيّ٠ØÙمَارَيْكَ شَرٌّ؛ Ùَقَالَ: هَذَا، Ø«Ùمَّ هَذَا؛ Ùإنه إذا كان ÙÙŠ تجريد هذا النظر الÙني من العبث العابث ما لا يخلو من ادعاء Ø¥Øياء الموتى، ÙÙÙŠ تجريد ذلك النظر العلمي من المَسْخ الكئيب الكَريه ما لا يخلو من ارتكاب قتل الأØياء!
[divider]
3
ولا يتيسر إلا ÙÙŠ الزمان الطويل بعد الزمان الطويل، أن يكون المÙكر Ùنانا كبيرا وعالما كبيرا، Ùأما أن يكون Ùنانا كبيرا وعالما أو عالما كبيرا ÙˆÙنانا، ÙÙ…Ùما يَتيسَّر؛ ومن ثم ينبغي لطلاب الÙÙ† والعلم المتØققين بØقيقة تكاملهما إذا ما انتبهوا إلى Ø£Øد أولئك الكبار Ùنا وعلما، أن يَلْزَمÙوه -مهما كان زمانه ومكانه ومÙنْتَماه- Ùهو نعمة ينبغي أن تØمد وتشكر، ولا Øمد لها مثل معرÙتها، ولا شكر مثل منÙعتها.
ولا عذر لطلاب الÙÙ† والعلم المتØققين بØقيقة تكاملهما، ÙÙŠ الإعراض عن أيّ٠من أولئك المÙكرين الكبار Ùنا وعلما -وإن أعرض هو عنهم- بل يتعرضون له بكل سبيل،ويستعطÙونه بكل دليل.
ولو رأوا كي٠كان أبو عمرو بن العلاء يجلس عند قدمي بشار بن برد، يتØمَّل مَناكÙيرَه Øتى يتلقى مَآثÙيرَه- أو رأوني أجلس عند قدمي Ù…Øمود Ù…Øمد شاكر، أصطلي بنار سخطه Øتى أستضيء بنور رأيه- لَرَأَوْا مَرْأًى عجيبا!
[divider]
4
ولن ينشأ Ùينا طلاب ÙÙ† وعلم متØققون بØقيقة تكاملهما Øتى نؤمن Ù†ØÙ† به آباءً وأساتذةً وقادةً -وإن Ùاتَنا كثيرٌ Ù…Ùنْ عمله- ونَتَذَاكَرَه كما نتذاكر أصولنا الØيوية الثقاÙية؛ Ùينطبع ÙÙŠ ذَواكÙرنا الوراثية، ثم ينتقل إليهم الاستعداد له انتقالا طبيعيا.
إن الاستعداد هو أول التوÙيق، وإن أولى ما ينبغي أن ÙŠÙŽÙ„ÙÙŠÙŽÙ‡Ù ÙˆÙلاة٠أمور الطلاب آباءً وأساتذةً وقادةً، أن ينتبهوا إلى المستعدين منهم وينبهوهم ويرعوهم، Ùإذا ما وجدوا الطالب Ù…Ùرَكَّبَ النَّظَر ÙŠÙكر ÙÙŠ جواب المسألة بوجهين Øَقيقيّ٠وخَياليّÙØŒ اØتÙَوْا له بهما جميعا، ووقÙوه على ما بينهما من اختلا٠وائتلاÙØŒ ثم جعلوه Ù…Ùنْ هَمّÙÙ‡Ùمْ.
ولا بأس بجمع الطلاب المستعدين جميعا معا بما يمكن من المجامع وتعليمهم وتدريبهم وتشجيعهم والمناÙسة بينهم وتقديرهم، Øتى يتØوَّل استعدادÙهم قدرةً وقدرتÙهم مهارةً.
[divider]
5
ولن يتØوَّل استعداد٠طلاب الÙÙ† والعلم المتØققين بØقيقة تكاملهما قدرةً Øتى تمتلئ أوعية استيعابهم بمادة Ùنية وعلمية متكاملة كاÙية متنامية؛ Ùإن القدرة منزلةٌ Ùوق الاستعداد لا تنبغي إلا لمن استوعب تراثه الÙني والعلمي المتكامل Øتى صار هو Ù†Ùسَه التي بين جنبيه، Ùإذا نطق نطق بÙبَيانÙÙ‡ وإذا صمت صمت بÙجنانه ولم ÙŠÙعْجÙزْه شيءٌ إلا بمقدار Ù‚Ùعود استيعابه عن Øقه.
ولن تتØوَّل قدرتÙهم مهارةً Øتى يعالجوا شؤون الØياة ويÙجرّÙبوا Ø£Øوالها المختلÙØ©ØŒ Ùإن المهارة منزلة Ùوق القدرة لا تنبغي إلا لمن اقتØÙ… المآزق ثم اØتال Øتى نجا -وَمَنْ كَانَ ذَا ØÙيلَة٠تَØَوَّلَ- ÙتدÙÙ‘ÙŽÙ‚ سيل قدرته Øتى جر٠عوائق المآزق، ومكَّنه من رؤوس الظواهر الÙنية والعلمية المتكاملة، ولم ÙŠÙعْجÙزْه شيءٌ إلا بمقدار قعود تجريبه عن Øقه.
[divider]
6
هل Ø£ÙŽØْكَم٠مثلا ÙÙŠ تعليم نقد الأصوات اللغوية نقدا Ùنيا وعلميا معا، من الجمع بين الكلمات المتØدة إلا من كون بعض أصواتها مرققا ÙÙŠ بعضها ومÙخما ÙÙŠ بعضها أو مهموسا ÙÙŠ بعضها ومجهورا ÙÙŠ بعضها كما ÙÙŠ [“Ø·ÙŽØَا”ØŒ Ùˆ”دَØَا”] من القرآن الكريم، وبيان أن الكلمة واØدة، وأنْ ليس ثَمَّ غير٠أن بعض أصواتها تطورت صÙتÙÙ‡ لملاءمة المراد!
ثم هل Ø£ÙŽØْكَم٠مثلا ÙÙŠ تعليم نقد الصيغ اللغوية نقدا Ùنيا وعلميا معا كذلك، من الجمع بين مشتقات الجذر الواØد ومÙعاوَرَتÙها على الموضع الواØد من المركب اللغوي الصغير كما ÙÙŠ [“نَوَاكÙس”ØŒ Ùˆ”Ù†Ùكَّس”] من الشعر النÙيس، وبيان أنهما كلمتان مختلÙتا الدلالتين، وأنْ ليس ثَمَّ غير٠أن Ø¥Øداهما قد ادّÙعÙيَت لها دلالة الأخرى من غير أن تزول دلالتها!
ثمت هل Ø£ÙŽØْكَم٠مثلا ÙÙŠ تعليم نقد المÙرَكَّبات اللغوية الصغرى نقدا Ùنيا وعلميا معا كذلك، من الجمع بين الجمل الإنشائية والخبرية ومÙعاوَرَتÙها على الموضع الواØد من المركب اللغوي الكبير كما ÙÙŠ [“هَلْ رَأَيْتَ الذّÙئْبَ Ù‚ÙŽØ·”ØŒ Ùˆ”امْتَزَجَ لَبَنÙه٠الْقَلÙيل٠بÙمَاء٠كَثÙيرٔ] من الشعر النÙيس، وبيان أنهما جملتان مختلÙا الدلالتين، وأنْ ليس ثَمَّ غير٠أن Ø¥Øداهما قد ادّÙعÙيَتْ لها دلالة الأخرى كذلك من غير أن تزول دلالتها!
[divider]
7
أم هل Ø£ÙŽØْكَم٠مثلا ÙÙŠ تعليم نقد المÙرَكَّبات اللغوية الكبرى نقدا Ùنيا وعلميا معا كذلك، من جمع النصوص المتواردة والموازنة بينها كما ÙÙŠ:
1 [“يَا طَلْعَةً طَلَعَ الْØÙمَام٠عَلَيْهَا وَجَنَى لَهَا ثَمَرَ الرَّدَى بÙيَدَيْهَا
2 رَوَّيْت٠مÙنْ دَمÙهَا الثَّرَى (وَلَطَالَمَا رَوَّى الْهَوَى Ø´ÙŽÙَتَيَّ Ù…Ùنْ Ø´ÙŽÙَتَيْهَا)
3 قَدْ بَاتَ سَيْÙÙÙŠ ÙÙÙŠ مَجَال٠وÙشَاØÙهَا وَمَدَامÙعÙÙŠ تَجْرÙÙŠ عَلَى خَدَّيْهَا/
4 ÙÙŽÙˆÙŽØَقّ٠نَعْلَيْهَا/ (وَمَا ÙˆÙŽØ·Ùئَ الثَّرَى شَيْءٌ أَعَزّ٠عَلَيَّ Ù…Ùنْ نَعْلَيْهَا)
5 مَا كَانَ قَتْلÙيهَا Ù„ÙأَنّÙÙŠÙŽ لَمْ Ø£ÙŽÙƒÙنْ أَبْكÙÙŠ Ø¥Ùذَا سَقَطَ الْغÙبَار٠عَلَيْهَا/
6 Ù„ÙŽÙƒÙنْ ضَنÙنْت٠عَلَى الْعÙÙŠÙون٠بÙØÙسْنÙهَا/ ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙْت٠مÙنْ نَظَر٠الْØَسÙود٠إÙلَيْهَا/”ØŒ
1 “كَأَنّÙÙŠÙŽ أَخْلَع٠جÙلْدÙÙŠ
بَدَوْتÙ/
ÙÙŽØ£ÙŽØْسَسْت٠أَنَّ الْمَكَانَ ÙŠÙØَاصÙرÙÙ†ÙÙŠ
وَالزَّمَانَ ÙŠÙنَازÙعÙÙ†ÙÙŠ Ù†ÙŽÙْسَهÙ
لَا ÙŠÙŽÙ…Ùرّ٠بÙغَيْر٠بَقَايَايَ
ØÙينَ قَتَلْتÙÙƒÙ/
Ø¥ÙنّÙÙŠ تَØَجَّرْتÙ/
لَمْ يَعÙد٠الصَّبْر٠يÙØْيÙÙŠ مَوَاتÙÙŠ/
وَلَا عَرَÙÙŽ النّÙور٠كَيْÙÙŽ يَبÙلّ٠صَدَايَ/
Ùَلَيْسَ الزَّمَان٠زَمَانÙÙŠ/
وَقَدْ Ù„ÙŽÙَظَتْنÙÙŠ الْأَمَاكÙÙ†Ù ÙÙÙŠ Ù‡Ùوَّة٠يَتَصَايَØÙ ÙÙيهَا الْهÙÙ…Ùودْ/
2 ÙˆÙŽØÙينَ قَتَلْتÙÙƒÙ
أَشْعَلَ قَلْبÙÙŠ نَزÙÙŠÙ٠دَمÙكْ
3 كَمَا ÙŠÙشْعÙل٠الثَّوْرَةَالْمÙسْتَنÙيمَةَ رَعْد٠النَّشÙيدْ/
4 ÙÙŽØ£ÙŽØْرَقَنÙÙŠ بÙÙ‡ÙŽØ´ÙيمÙÙŠ وَنَارÙهْ/”].
من الشعر النÙيس، وهما قصيدتان Ø£ÙولÙعْت٠على الزمان Øتى أَمْس٠بإغراء تلامذتي بالموازنة بينهما، Ùانتبه نجباؤهم إلى Ø´ÙعْرÙيَّتÙهما ووØدة رسالة انتØاب شاعريهما Ùيهما على قتلهما Ø£Øب الناس إليهما -وإن كان الثاني أَظْهَرَ ندما على Ùعلته من الأول- وإلى قدامة القصيدة الأولى ÙˆØداثة الثانية، بعَموديَّة عَروض٠الأولى ÙˆØÙرّÙيَّة عَروض الثانية، واختلا٠أسلوبي تصويرهما الÙني، وغرابة بعض Ù…Ùردات الأولى كـ[“رَوَّى”ØŒ Ùˆ”مَجَال٠وÙشَاØÙهَا”ØŒ Ùˆ”ÙˆÙŽØَقّ٠نَعْلَيْهَا”ØŒ Ùˆ”ضَنÙنْتٔ]ØŒ وقرابة Ù…Ùردات الثانية Øتى [“Ù‡Ùوَّة”ØŒ Ùˆ”الْمÙسْتَنÙيمَة”]ØŒ ولم يخطر لهم أن تكون “صَدَايَ” بمعنى “عَطَشÙÙŠ”ØŒ لا “تَرْدÙيد صَوْتÙÙŠ”! ثم كان منهم مَنْ Ùَضَّل القصيدة الأولى -Øتى لقد ØÙظها ÙÙŠ موقÙه، وأَدَّاها من غير أن يَخْرÙÙ…ÙŽ منها ØرÙا- وكان منهم مَنْ Ùَضَّل الثانية، وإن لم يستطع Ø£Øدٌ أن ÙŠØÙظها!
[divider]
8
ولا غنى بمعلم الÙÙ† والعلم المتكاملين عن أن يعلق تلامذته من قول الشاعر الأول: “يَا طَلْعَةً طَلَعَ الْØÙمَام٠عَلَيْهَا” بسَخَرÙÙ‡ من خروج قتيلته قَبْلَئÙذ٠واثقةً بجمالها وبهائها، ومن قوله: “جَنَى لَهَا ثَمَرَ الرَّدَى بÙيَدَيْهَا” بدَعْواه جÙنايتَها على Ù†Ùسها وبهجتَها بمهلكها، ومن قوله: “رَوَّيْت٠مÙنْ دَمÙهَا الثَّرَى وَلَطَالَمَا رَوَّى الْهَوَى Ø´ÙŽÙَتَيَّ Ù…Ùنْ Ø´ÙŽÙَتَيْهَا” بتÙاخره بجمود مشاعره، ومن قوله: “قَدْ بَاتَ سَيْÙÙÙŠ ÙÙÙŠ مَجَال٠وÙشَاØÙهَا وَمَدَامÙعÙÙŠ تَجْرÙÙŠ عَلَى خَدَّيْهَا” باضطراب مشاعره ÙÙŠ موق٠المعرÙØ© بين Øَبْس٠السي٠عليها انتقاما وسَÙÙ’Ø٠الدموع عليها الْتÙدامًا، ومن قوله: “ÙÙŽÙˆÙŽØَقّ٠نَعْلَيْهَا وَمَا ÙˆÙŽØ·Ùئَ الثَّرَى شَيْءٌ أَعَزّ٠عَلَيَّ Ù…Ùنْ نَعْلَيْهَا” بØرجه الشديد من اطلاع أشيائها عليه ÙÙŠ موق٠القتل، ومن قوله: “مَا كَانَ قَتْلÙيهَا Ù„ÙأَنّÙÙŠÙŽ لَمْ Ø£ÙŽÙƒÙنْ أَبْكÙÙŠ Ø¥Ùذَا سَقَطَ الْغÙبَار٠عَلَيْهَا” بأنه قد سبق منه لها من الوَلَه٠بها الذي ربما لم تÙقَدّÙرْه قَدْرَه ما ينبغي أن ÙŠÙعذَر به، ومن قوله: “Ù„ÙŽÙƒÙنْضَنÙنْت٠عَلَى الْعÙÙŠÙون٠بÙØÙسْنÙهَا ÙˆÙŽØ£ÙŽÙ†ÙÙْت٠مÙنْ نَظَر٠الْØَسÙود٠إÙلَيْهَا” بأنه إذا صَرَÙÙŽ عنها قتلÙها عيونَ الناس ونظرَ الØسود Ùلن يصرÙÙ‡ عنها؛ Ùكأنما قَتَلَها ليشتمل عليها ÙÙŠ Ù†Ùسه!
ثم لا غنى بمعلم الÙÙ† والعلم المتكاملين كذلك عن أن يعلق تلامذته من قول الشاعر الثاني: “كَأَنّÙÙŠÙŽ أَخْلَع٠جÙلْدÙÙŠ” بزوال مَنَاعَته وانكشاÙÙ‡ للØوادث، ومن قوله: “ÙÙŽØ£ÙŽØْسَسْت٠أَنَّ الْمَكَانَ ÙŠÙØَاصÙرÙÙ†ÙÙŠ” بهجوم الØوادث Ù…Ùنْ Øيث Ø£ÙŽÙ…ÙÙ†ÙŽØŒ ومن قوله: “وَالزَّمَانَ ÙŠÙنَازÙعÙÙ†ÙÙŠ Ù†ÙŽÙْسَه٠لَا ÙŠÙŽÙ…Ùرّ٠بÙغَيْر٠بَقَايَايَ” بأن Ù†ÙŽÙْسَه تَسَاقَط٠أَنْÙÙسًا، ومن قوله: “Ø¥ÙنّÙÙŠ تَØَجَّرْتٔ بامْتÙساخه عَرَضًا لا جَوْهَرَ له، ومن قوله: “Ùَلَيْسَ الزَّمَان٠زَمَانÙÙŠ وَقَدْ Ù„ÙŽÙَظَتْنÙÙŠ الْأَمَاكÙÙ†Ù ÙÙÙŠ Ù‡Ùوَّة٠يَتَصَايَØÙ ÙÙيهَا الْهÙÙ…Ùودْ” باجتماع الزمان والمكان على ضَرْبَة ساخط٠واØد، ومن قوله: “أَشْعَلَ قَلْبÙÙŠ نَزÙÙŠÙ٠دَمÙكْ كَمَا ÙŠÙشْعÙل٠الثَّوْرَةَالْمÙسْتَنÙيمَةَ رَعْد٠النَّشÙيدْ” بشيء Ù…ÙÙ† دَخيلة قول الأول: “قَدْ بَاتَ سَيْÙÙÙŠ ÙÙÙŠ مَجَال ÙˆÙشَاØÙهَا وَمَدَامÙعÙÙŠ تَجْرÙÙŠ عَلَى خَدَّيْهَا”ØŒ وكأنما بَقÙيَتْ منه بقية تَشْهَد عليه- ومن قوله: “ÙÙŽØ£ÙŽØْرَقَنÙÙŠ بÙÙ‡ÙŽØ´ÙيمÙÙŠ وَنَارÙهْ” بهَلاك٠الشاهد٠هَلاكَ المَشْهودÙ!
[divider]
9
ثم ينبه تلامذته طلاب الÙÙ† والعلم المتØققين بØقيقة تكاملهما، على أن القصيدة الأولى تَتَخَرَّج٠ÙÙŠ علم عروض الشعر العمودي الذي ضبطه الخليل بن Ø£Øمد، بأنها ستة أبيات كَامليَّة الوزن واÙية صØÙŠØØ© العروض مقطوعة الضرب هائيّة القاÙية Ù…ÙتوØØ© Ù…ÙرْدَÙÙŽØ© بياء اللين موصوله بالألÙ- والقصيدة الثانية تَتَخَرَّج٠ÙÙŠ علم عروض الشعر الØر الذي ضبطته نازك الملائكة، بأنها أربعة أبيات Ù…ÙتقارÙبيَّة الوزن متعددة الأضرب والقواÙÙŠ.
ولا بأس بأن ÙŠÙŽÙ‚ÙÙÙŽÙ‡ÙÙ… على جَرَيان عروض العمودي على ÙˆÙŽÙْق٠موسيقى الغناء العربي القديم التي لم تكن غير دَوْرات متوالية متشابهة، كل دورة ÙÙŠ Ù…Ùثْل طول Ù†ÙŽÙَس المغني الشاعر، ÙˆÙÙŠ كل دورة بيتٌ من أبيات القصيدة- وجَرَيان عروض الØر على ÙˆÙŽÙْق موسيقى السّÙينÙونية الغربية الØديثة التي صارت تَيَّارًا جارÙا يتدÙÙ‚ إذا تدÙÙ‚ Ùلا يتوق٠مهما اضطرب إلا عند Ù…ÙنْقَطَعÙÙ‡ مرة واØدة لا شيء بعدها، والقصيدة كلها بمنزلة بيت واØد.
ومن ثم يتبين لهم استقامة القصيدة الأولى على عروض العمودي إلا من تضمين بيتها الرابع ÙÙŠ الخامس تضمينا Ø®ÙÙŠÙا يشده إليه قليلا ويعوق الاطمئنان على قاÙيته شيئًا، وعدم استقامة القصيدة الثانية على عروض الØر.
Ùأما أسلوب رَسْم أيّ٠من القصيدتين أَيْ كتابتها Ùلا أثر له ÙÙŠ أصل تخريجها ÙÙŠ علم العروض إلا أن ÙŠÙنَبّÙÙ‡ÙŽ متلقيها على خَواÙيها أو ÙŠÙلْهÙيَه٠عن ظواهرها، ولاسيما أن من شعرائنا المعاصرين مَنْ يرسم قصائده الجارية مجرى Ø¥Øدى قصيدتينا على Ù†ØÙˆ ما رÙسÙمَت الأخرى.
[divider]
10
وكذلك ينبههم على أن القصيدة الأولى تتخرج ÙÙŠ علم Ù†ØÙˆ النص على أنها نص من Ùصلين: أولهما جملتان ÙÙŠ ثلاثة الأبيات الأولى، والثاني خمس جمل ÙÙŠ ثلاثة الأبيات الآخرة، استؤن٠الثاني ÙÙŠ اعتذار المØب عن الأول ÙÙŠ تَشَÙّي المنتقم، وجÙعÙلَتْ عبارة “وَمَدَامÙعÙÙŠ تَجْرÙÙŠ عَلَى خَدَّيْها” ÙÙŠ عجز البيت الثالث، رÙباط ما بين الÙصلين- والقصيدة الثانية تتخرج ÙÙŠ علم Ù†ØÙˆ النص كذلك على أنها نص من Ùصلين: أولهما سبع جمل ÙÙŠ البيت الأول، والثاني جملتان ÙÙŠ ثلاثة الأبيات الآخرة، عÙØ·Ù٠الثاني ÙÙŠ صØوة الشهادة على الأول ÙÙŠ وطأة الخطب، وجÙعÙلَتْ عبارة “ØÙينَ قَتَلْتÙÙƒÙ” رÙباط ما بين الÙصلين.
ومÙنْ ألط٠ما ÙŠÙŽÙ‚ÙÙÙهم عليه بين القصيدتين على رغم تَقارÙب عَدَدَيْ كلماتهما الكÙتابيَّة، طول٠الجملة ÙÙŠ الأولى وقÙصَرÙها ÙÙŠ الآخرة على رغم ما ÙŠÙظَنّ٠من استقلال الطول بها ÙÙŠ قصائد الشعر الØر انْطلاقًا Ù…ÙÙ† Øدود الأبيات المÙتهدّÙمة، وتَرابÙØ· بعض جمل الأولى دون الآخرة بالاعتراض على رغم ما ÙŠÙظَنّ من استقلال التَّجاوÙر بها ÙÙŠ قصائد الشعر العمودي انْبÙهارًا بØدود الأبيات المتمكنة!
[divider]