نصر الخروصي

إن للغة العربية لجنودا من طلاب اللغة الإنجليزية، يتعلمونها أحسن تعلم ليخدموها أحسن خدمة! هكذا كان -وما زال- لا يدع عملا يشارك به طلاب اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس إلا عَمِلَه نشيطا حفيا. ولقد رُزق من أساتذة الترجمة من زاده باللغة العربية شغفا إلى إِرثه المجيد منها، حتى زارني بمكتبي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية -وما أكثر من كان يزورني فيه من قسمه!- فوجدته على حظوته بآلات التلَهي غير مشغول إلا بتحصيل آلات التعلم؛ فبذلتُ له نفسي، وما أسرع ما اتصل بيننا من معالم منهج…

Read More

عبد الله الكعبي

هو أحد من افتتنوا عن تخصصاتهم بجامعة السلطان قابوس: فكان منهم من تحول عن دراسة الطب إلى دراسة فنون اللغة العربية وعلومها، ومنهم من تحول إليها عن دراسة الهندسة، وكان هو أحد من تحولوا إليها عن دراسة العلوم؛ لله الحمد عليهم والشكر! ومثل كل عماني أصيل كان بريء الطبع سليم القلب صدوق الأدب دؤوب الطلب. تعلقت بي دراستُه مثل غيره من دفعته الفريدة (دفعة ٢٠٠١)ØŒ وخلصت تلمذته، وحسنت، ولم يتخرج حتى ألمَّ بنظم الشعر؛ فجعلته في شعراء محاضرتي “شعر الشباب: دم العقل ووجه الجنون”ØŒ فنشط حتى اجتمع له ما نشر…

Read More

يوسف البادي

عام 2012-2013 الجامعي كنت مقرِّر لجنة التوظيف بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، إذ اجتمعت لها في طلب وظيفة منسق القسم عشرات الملفات العمانية، وكنا على رأس العطلة الأسبوعية التي يحسن أن نخرج منها إلى أول الأسبوع بخطاب توظيفٍ ذي ثلاثة أسماء مرتبة الأفضلية، يمضيه سائر أعضاء اللجنة، إلى إدارة التوظيف العليا، ليسلك مسلك الإنجاز؛ فجعلت الملفات مشغلتي، تفتيشا وترجيحا، حتى اصطفيت ثلاثة كانوا أجمع من غيرهم للمواهب المطلوبة، ثم وجدته دون صاحبيه المشغول بالتعبير الكتابي؛ فقدمته عليهما في خطاب التوظيف، ثم مكنته من…

Read More

خميس قلم

إن جاز أن يكون تلميذٌ ركنا يأوي إليه أستاذه كان هو إياه، ولكنه مثلما كان الركن الشديد حينا كان الركن الخفيف: فأما خفته فلطافة مشاعره الطيبة التي استطاع وهو التلميذ أن يؤنس بها أستاذه، وأما شدته فطلاقة إنصافه الأصيل الذي استطاع به دائما أن يأخذ من أستاذه وأن يأخذ له! نعم؛ فمثلما كان يغضب أن يُسامى مقامُه حتى يوشك لولا نضاله أن يُقتحم، كان يغضب أن يُسام ميزانُه حتى يوشك لولا عِيانه أن يجور! طامح جريء، وعاشق بريء، وشاعر وضيء، ثلاث خصال كريمة، تحفزه، وتحفظه؛ فهو مشغول أبدا بأحبابه، معتذر…

Read More

جوخة الحارثية

خريف 1997ØŒ سألتها هي وزملاءها، أن يصوغوا لي من أحد الجذور اللغوية المُشكِلة، بعضَ الأبنية في بعض العبارات، على أن يضبطوها حرفا حرفا، فمالت برأسها عن الأسئلة إلى يسارها؛ فنفضتُ من توفيقها يدي، ثم جمعت أوراق الطلاب، لآتيهم بها من المحاضرة التالية، وأعرضها عليهم منوها بتوفيقها الكبير دونهم ودرجتها الكاملة! لقد كان ميلها ذاك إلى يسارها، إمعانا في الإتقان والإبداع، درجت عليه برغم نشأتها الرغيدة في عائلتها المجيدة، هي وذروةُ تفوقٍ لم تفارقها حتى حصلت على الدكتوراة الإنجليزية، ثم نالت قبل غيرها من العرب جائزة مان بوكر العالمية (جائزة أفضل…

Read More

زاهر الداودي

أحسب أن الحق -سبحانه، وتعالى!- لم يخلق أهدأ منه بالا، ولا أخفى صوتا! ولولا تحريكه شفتيه ما عرفت أحيانا أنه يتكلم، وإن كان قريبا! ولعله أعانه على ذلك زواجه صغيرا ثم انفراده في دفعته الجامعية بين الطالبات كبيرا! وإذا اجتمع للإنسان هدوء البال وخفاء الصوت لم يتركاه حتى يستنزلا له من سماء الربانية أسمى الأخلاق؛ فأنت معه في روضة من رياض الجنة، تلميذي النجيب الدكتور زاهر الداودي.

Read More

خالد الكندي

لم أستغرب همته النَّحوية العالية، في جمع الحديث إلى القديم، من مناهج البحث ومذاهب الرأي ونظريات الضبط وآليات التطبيق، ولكنني استطرفت كثيرا موهبته الفنية الروائية ونشاطه المجتمعي التعليمي؛ إذ أسفرت تلك الموهبة عن إبداع عماني أصيل، وهذا النشاط عن نقد توجيهي بناء. قلت له مرة أثني على ما حصَّله في مدة قصيرة من إنجاز كبير: صدق من قال: “العلمُ كِندي”ØŒ فقال مُتملِّحًا مُتحرِّجًا من ثنائي التحرجَ العمانيَّ المعروف: هو اليوم هندي، أخي الحبيب الدكتور خالد الكندي.

Read More

ابتسام الحجرية

لم أكن عام 1997ØŒ أعرف أنها في طلاب قسم اللغة العربية بجامعة السلطان قابوس، بمنزلة أمهم؛ تقعد من خلفهم تكاد لا تتكلم، وإن تكلمت أوجزت وكان لصوتها جَرس حكيم- وإلا لصدَّرتُها منذ المحاضرة الأولى لتكفيني ما استبدَّ ببعض تلميذاتي من معالم النفور العارض! ولكنني وكنت أتخذ للتوقيع العروضي وغيرِه عصًا مثل عصيّ قادة الفرق الموسيقية أسميها “ليلى”ØŒ ولا أدع عند تسميتها للطلاب إنشادهم: “كلٌّ يُغني على ليلاه متخذًا ليلى من الناس أو ليلى من الخشبِ”- بلغني أنها بعدما تخرجَت وعملَت معلمة، اتخذت عصًا مثل عصاي، وسمَّتها قيسا! ثم ضرب الدهرُ…

Read More