علي الفارسي

كان شديد الفخر بِصُور (محط أنظار المتطلعين إلى محافظة الشرقية العمانية)Ø› فهي العَفيّة -صفة صاغها أهلها من العافية عامّيةً مطلقةً- أول مشارق الشمس العربية، المتخلقة بأخلاق البحر طيبا وذكاء. لم يبخل بدرجته الثانوية العالية على قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس- ولا بإخلاصه المستمر، حتى إذا ما تخرج فيه ولم يوظف به استعاض بمحاولة الماجستير فيه، وكيف وهو المبتلى بمحبة أحد تلامذة محمود محمد شاكر -رحمه الله، وطيب ثراه!- الذي حُرم محبتَه هو وتلميذه من كان يخوض فيهما بمحاضراته؛ فأفسد محاولته؛ فلجأ إلى قسم…

Read More

معاوية الرواحي

إذا جاز أن أوصف بالمصري العماني، فإنني أصفه بالعماني المصري! نعم؛ فقد نشأ في مصر على عين أبيه الدبلوماسي، يدرس مع المصريين في مدارسهم، ويتقدّمُهم، ثم يؤوب إلى عمان أوائل القرن الميلادي الحادي والعشرين، شاعرا شابا جسيما قسيما وسيما، متحدر الشَّعر على الجبين، مفتون الشِّعر بنزار قباني وأمل دنقل ومحمود درويش وأدونيس- فيغريه بكلية الطب تقدّمُه، ويحمله إليَّ بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية، شِعرُه! لم نكد نرتاح إلى لقاءات دورية حتى رحلتُ عن عمان فجأة -وإن لم تنقطع صلتي بها ولا به- لأُدعى بعدئذ إلى جامعة…

Read More

حميد الحجري

بعد زمان من تخرجه في جامعة السلطان قابوس لقيته بإحدى أسواق مدينة مسقط، فهش لي كثيرا وبش متذكرا “أيامنا الحلوة”! وكان أحد نجباء من تحملوا عام 1997ØŒ تجاربي التدريسية الأولى الغريبة العجيبة، صابرين محتسبين وراضين محتفين -جزاهم الله عني خيرا!- حتى لقد اتفقنا بعد زيارته الأولى لي في مكتبي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية، قادما من قسم اللغة العربية بكلية التربية، على لقاء دوري نناقش فيه دون حرجٍ ما نستشكل من مسائل اللغة العربية والمذاهب الإسلامية! يزورني منطويا على مزاجين معتلجين من القدامة والحداثة، متطلعا إلى…

Read More

مكية الكمزارية

لم أكد أحلّ عُمان أوائل زيارتي الرابعة عام 2012ØŒ حتى دعتني نائلة البلوشية تلميذتي العُمانية النجيبة، إلى برنامجها الإذاعي “حديث الروح”ØŒ فأجبتها حَفِيًّا ساعتين كاملتين، بأن أقص من أمري على المستمعين، ما يوقنهم بسهولة تحصيل ما حصَّلتُ، على كل محب مقبل مجتهد. ثم لم تكد تفتح باب المشاركة حتى جاءني من وراء بضعة عشر عاما، صوتٌ يذكرني -وإن لم أنس قط- فتاة حكيمة ودودًا لبيقةً مُتَمَلِّئة بتراث أهلها الثري الفريد، كانت في مساكن الطالبات تقضي بين المشرفات، وفي مكاتب الأستاذة تتأنق بعربية فصحى في لهجة خاصة! ولقد أسرَّ إليَّ قريبا…

Read More

خالد العبري وسعود الظفري

بعد “ترجمة رملية لأعراس الغبار لعبد الله البردوني: قراءة خاصة”ØŒ محاضرتي العامة التي حاضرت بها طلاب جامعة السلطان قابوس مساء أحد أيام عام ١٩٩٩ الجامعي، خرجت أطلب سيارة تحملني إلى بيتي بحي الخوض من مدينة مسقط العمانية، فاعترض طريقي بعض الطلاب وفيهم اثنان من أنجب تلامذتي، يأبون إلا أن يوصلوني. كانت عادة طلاب هذه الجامعة الكريمة -طيب الله ذكراها وذكراهم!- أن يتشاركوا جماعةً جماعةً بأقساط من مرتباتهم الجامعية في شراء سيارة خاصة، ثم بعدما ينتهون من دراستهم كلها يبيعونها غيرهم، أو يأخذها أحدهم ويوفّي شركاءه أنصبتهم! وفي السيارة على أثر…

Read More

محمد سعيد عامر الحجري

عام 2000 رغب وهو خريج الدراسات الإسلامية، في ماجستير اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس؛ فكُلف دراسة بعض المقررات التكميلية، لأجده أمامي في طلاب علم العروض، ومنذئذ لم تختلف جنودنا المجندة! يا ما أكثر ما ارتحت بارتياحه ونشطت بنشاطه وابتهجت بابتهاجه! ولم يكن لمثل هذه الألفة أن تنقطع بانقطاع المحاضرات: كيف أنسى مروره بي في مكتبي ليلا حيث أعكف وحدي على القراءة والكتابة إلى قريب من السحر، وتعجبه من صبري على هذه المخافة! أم كيف أنسى رحلته بي إلى صحراء قريته، حيث تزلجنا بسيارة أخيه أشد…

Read More

مريم صالح الذهب

لم أنتبه لكنايتها عن إثقالي بالتكاليف عليها هي وزملائها (خرِّيجي 2001)ØŒ حين قالت لي: دائما تشغلنا مقرراتك عن غيرها! وكنت أظنها أول الظن عبارة عن الفرح والهمة، ولاسيما أنني لم أجد منها غير الاجتهاد والإتقان! ثم كانت كالمتكلم بلسان القوم، تنشرح لما يَضِح فتشرق معالمُها، وتكتئب لما يَغمُض فتغرب؛ ثم تزورني في مكتبي، تتعقب هذا وتلهج بذاك! وربما سمعتني أسخر على الملأ من عربية بعض زملائها أنها إلى الهندية أقرب وبها أعلق، فنبهتني -وهي الشريفة النسب- على هندية أصول بعض العائلات العُمانية! ثم ضرب الدهر ضَرَبانَه، وإذا شاب كريم فاضل…

Read More

صائبة الدرعية

لا أدري كيف عثرَت عام 2004 على رقم هاتفي المصري، بعدما تركتُ عُمان أول مرة عام 2003ØŒ فأرسلَت إليّ من داخل احتفال وزارة التربية والتعليم السنوي تقول: الآن أُكرَّم بما علَّمتَني! ثم بعد زمان طويل يزور القاهرة في حاشية السلطان قابوس سلطان عُمان -رحمه الله، وطيب ثراه!- أخوها الضابط الكبير الآن، فيأبى إلا أن يزورني في بيتي من جزيرة الروضة ومعه صديق عمره، وإذا بها قد حمَّلته هدايا ثمينة جمعَتها لي من أرجاء الأرض، ثم يظل هذا ديدنها إلى الآن، لا تدع فرصة تتوصَّل إليَّ فيها -مهما كان مكاني، ومهما…

Read More