الهايكو

حين كان الفلاحون اليابانيون يلتقون بعد الفراغ من أعمالهم الشاقة التي استفرغوا فيها يوما أو أسبوعا من مادة القرن الخامس عشر الميلادي، كانوا يلعبون هذه اللعبة الأدبية: أن يؤلف أحدهم بيت شعر رفيع الأسلوب من سبعة عشر مقطعا لغويا، يقسمها على ثلاثة أقسام: خمسة فسبعة فخمسة، مُتَخَابِثًا فيها بجمع ما ينبغي أَلَّا يجتمع أو تفريق ما ينبغي أَنْ يجتمع، متحريًا أن يشير ببعض تلك المقاطع إلى أجواء الفصل الطبيعي الذي يعيشونه عندئذ سماءً وأرضًا وهواءً- ثم يليه غيره، إلى أن تتراكم عشرات الأبيات، فيصطفوا مما ألّفوه مئة بيت فقط، يسمونها…

Read More

تشريح التغريدات

قال الدكتور عبد السلام حامد، الأستاذ بجامعتي القاهرة وقطر:
“نمطٌ من الكتابة البحثية طريف، وقلم تراثي واعٍ منفتح مكين يواكب حداثة في حداثة: لغة التغريدات عبر شبكات التواصل!
لقد ذكّرني بعضُ ما ورد في كلامك بأسلوبيات شيخنا العلامة الدكتور سعد مصلوح. وحرصك على الكتابة في هذا الموضوع غير المُشتغَل به، ذكّرني بتنبيه ديفيد كرستال (في كتابه “مختصر تاريخ اللغة) إلى أهمية البحث في تلك المسألة نفسها من خلال مُدوّناتها!
بارك الله فيك أبا براء”.

Read More

التغريدة

اليوم (الأربعاء 28/11/1449= 31/7/2019)ØŒ حاولت أن أنشر هذه القصيدة على فضاء الكتابة الذي يتيحه برنامج التواصل الاجتماعي المعروف “تويتر”: سَمِعَتْ بِمَكْرِ خَوَاطِرِي خَطَرَاتِي فَدَعَتْ كَوَاذِبَهَا إِلَى عَثَرَاتِي مَا أَضْيَقَ الرُّؤْيَا الْفَسِيحَةَ وَالْقُوَى الْغَضْبَى الصَّرِيحَةَ وَالْجَوَى الْمُتَعَاتِي جَرَّتْ عَلَيَّ مَدَاخِلًا بِمَآزِقٍ وَمَخَارِجًا بِمَزَالِقٍ فَلَتَاتِي وَإِذَا الشُّمُوسُ تَرَحَّلَتْ ظَهَرَتْ عَلَى أُفُقِ الْمُنَى الظُّلُمَاتُ بِالظُّلُمَاتِ شَمْسُ الْهَوَى وَلَهَا أَجِيجٌ بَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَوَقُّدِ النَّزَعَاتِ  شَمْسُ الْعُلَا وَلَهَا دَلَالٌ قَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَسَلُّطِ النَّجَدَاتِ شَمْسُ النُّهَى وَلَهَا نُفُوذٌ ظَاهِرٌ غَرَبَتْ بِأَصْلِ تَطَلُّعِ الْبَدَوَاتِ إِنْ لَمْ يَكُنْ غَضَبٌ عَلَيَّ فَحَامِدٌ أَوْ لَا فَيَا خُسْرِي وَيَا…

Read More

تشريح عروض اللافتة

لما لم يكتمل لأحمد مطر الشاعر العراقي الساخر الثائر، نشر “لافتاته”Ø› ففاتني ما أوثر من الاستقصاء في تأسيس البحث عن حقيقة الظاهرة المحددة المظاهر بحثا علميا- رأيت أن أقتصر على الجزء الأول منها (لافتات 1)ØŒ الذي حفل بأول عنايته واستمرار نهجه واشتداد وطأته، حتى نُفي من الكويت!

Read More

اللافتة

أواسط ثمانينيات القرن الميلادي العشرين وكنت قد انتظمت في بعض الجمعيات الأدبية، حملَنا الأدبُ إلى شاطئ أحد فروع النهر الخالد، حيث قعدنا نتناشد القصائد، فإذا أحدُنا ينشد: “بِالتَّمَادِي يُصْبِحُ اللِّصُّ بِأُورُبَّا مُدِيرًا لِلنَّوَادِي وَبِأَمْرِيكَا رَئِيسًا لِلْعِصَابَاتِ وَأَوْكَارِ الْفَسَادِ وَبِأَوْطَانِي الَّتي مِنْ شَرْعِهَا قَطْعُ الْأَيَادِي يُصْبِحُ اللِّصُّ رَئِيسًا لِلْبِلَادِ”Ø› وإذا الأنشودة إحدى اللافتات المهرَّبة خِلسةً، وإذا صاحبها أحمد مطر الشاعر العراقي الساخر الثائر، الممنوع تداول شعره في بعض البلدان العربية!

Read More

ثم تشريح التوقيعات

أشبه التوقيعات بما ذكره الدكتور محمد عز الدين المناصرة في تعريف التوقيعة، قوله: “أنت أمير أنا أمير فمن ترى يقود هذا الفيلق الكبير”Ø› فهو أقصر ما وقَّع (ست تفعيلات حُرَّة من الرجز، في عشر كلمات، على ثلاثة أسطر)ØŒ ثم هو جمرة من داخل تمرة (اشتغال القادة المزعومين بأنفسهم على رغم احتشاد الجُند المتجردين للغاية الجليلة)ØŒ ورمز من داخل مرآة مقعرة إلى مستقبل فاضح (الفشل وذهاب الريح). وعلى رغم أن هذه التوقيعة: “رحل الأحباب بقيت هنا وحدي صرت يتيما كالنخلة في الصحراء”ØŒ عشر تفعيلات حُرَّة من المتدارك، في عشر كلمات، على…

Read More

تشريح التوقيعات

للدكتور محمد عز الدين المناصرة تسعون توقيعة في سبعة نصوص: – أما نصه الأول “توقيعات” -وفيه عشر توقيعات- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، إلا توقيعته الأخيرة التي كانت من النثر، بخمس وخمسين كلمة، على ستة وثمانين سطرا. – وأما نصه الثاني “توقيعات مرئية” –وفيه توقيعتان اثنتان- فقد كان من الشعر الحر، مُتدارَكيّ الوزن متعدّد القوافي، بثلاث وأربعين ومئة كلمة، على اثنين وثلاثين سطرا. – وأما نصه الثالث “توقيعات” –وفيه عشرون توقيعة- فقد كان من الشعر الحر، متعدّد الأوزان والقوافي، بست وأربعين وأربعمئة كلمة، على ثمانية ومئة…

Read More

التوقيعة

التوقيعة اسم مرة التوقيع الذي هو إيقاع شيء على شيء من أشياء دون شيء، وهذا من عجائب العربية؛ فعلى رغم دلالة صيغة التفعيل على تكثير الفعل، تدل على المراوحة بين الفعل وعدم الفعل، فكأن التكثير قد شمل مع الفعل عدم الفعل؛ فإذا هما كلاهما كأنهما فعلان، لا فعل وعدم فعل! من ذلك توقيع المطر أي إصابته بعض الأرض دون بعض، ومنه توقيع الدَّبَر (الحفاء) أي إصابته بعض الجلد دون بعض؛ فأما هذا فمنه أُخذ توقيع الكتاب أي إجابته بعبارة بليغة نافذة، تضاف إليه من آخره بلون غير لونه، وأما ذاك…

Read More