خدمة النظرية

“مَا Ø­ÙŽÙƒÙŽÙ‘ جِلْدَكَ مِثْلُ ظُفْرِكْ فَتَوَلَّ أَنْتَ جَمِيعَ أَمْرِكْ”Ø› صدق سيدنا الشافعي، رضي الله عنه! وقد تيسرت لي المشاركة عام 2019ØŒ في “المصطلح في العربية: القضايا والآفاق”ØŒ مؤتمر قسم اللغة العربية وآدابها الدولي الرابع، بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس، فجعلتها بمقالي “مصطلحات النصية العروضية بين القدامة والحداثة”! نعم؛ وفيه ذكرت حركة البحث العلمي العروضي من مرحلة الجزئية إلى مرحلة الكلية، وأنه لم يخل في هذه من آثار تلك، لا تحليلا، ولا تركيبا، ولا تقويما! ولقد نبهت في أوائله على أن إطار البحث إما أن يضيق فيقيد الباحث…

Read More

تمام البنيان

صباح الأربعاء 14/11/2012ØŒ بقاعة الاجتماعات من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، حاضرت جمهور المشتغلين بعلوم العربية وآدابها، في “نظرية النصية العروضية”ØŒ واستحسنتُ لزميلي الذي سألني ما يقدِّمني به، أن يُصَنِّفَني في المشتغلين بتحليل التفكير النصي العروضي! أشرتُ إلى تَأَخُّر التَّنْظِيرِ عَنِ التَّطْبِيقِ، فذكرتُ أنني لما رأيت في كتاب تنظيريٍّ لأحد أئمتنا، أنه متأخر الزمان عن كتبه التطبيقية، على ما صرت أومن به من Ø£ÙŽÙ†ÙŽÙ‘ التَّنْظِيرَ تَفْكِيرٌ كُلِّيٌّ لَاحِقٌ، وَالتَّطْبِيقَ تَفْكِيرٌ جُزْئِيٌّ سَابِقٌ- خالفني ابنُه على الملأ إلى ضِدِّ ما رأيتُ، فكَفْكَفْتُ من عِزَّة الرأي، وراعيتُ مُسْتَوْدَعَ الأسرار -وإن…

Read More

هامات رفيعة

لم يحتج أحمد شوقي أمير الشعراء بعد أمسية تذاكر فيها هو وأصحابُه أهوالَ الحرب العالمية الأولى (1914=1918)ØŒ إلا أن يجلس ليلتئذ فقط إلى أوراقه ينظم قصيدته “مِنْ أَيِّ عَهْدٍ فِي الْقُرَى تَتَدَفَّقُ”ØŒ ذات الثلاثة والخمسين ومئة البيت، الكامليّة الوزن التام الصحيح العروض والضرب، القافيّة القافية المضمومة المجردة الموصولة بالواو، التي أَدَلَّ فيها على الحضارة الأوروبية، “بالعجب من غزارة النيل وعذوبته وخيراته الدائمة وتحدث عن عبادة المصريين القدماء له من 1 إلى 21ØŒ ثم تحدث عن ملوك مصر ومجد مصر من 22 إلى 35ØŒ ثم عن الآثار من 36 إلى 43ØŒ…

Read More

ورثة الشعر 

ما الذي حمل أبا العلاء المعري على تسمية كتابه في شعر أبي تمام “ذكرى حبيب”ØŒ وكتابه في شعر المتنبي “معجز أحمد”- وهو الذي سمى كتابه في شعر البحتري “عبث الوليد”- إلا أن يكون التورية عن منازلهم عنده، وهو وريث المتنبي، والمتنبي وريث أبي تمام، ولن يكون البحتري إلا صبيًّا حضر القِسمة! لا ريب في أنني إذا احتكمت إلى أعمال ناظم الكلام النصية الثلاثة [التحديد (الاختيار، والإبدال)ØŒ والترتيب (التقديم والتأخير)ØŒ والتهذيب (الحذف والإضافة)]ØŒ التي لم أفتأ أحتكم إليها في تقدير النصوص- أفضيت إلى مواطن الإرث، وقد فعلتُ! ذهبت أفتش شعر أبي…

Read More

الغائب الحاضر

تضمين أبيات القصيدة (تعليق بعض أبياتها ببعض تعليقا نحويا)ØŒ أحد مظاهر تلاحمها تلاحم أعضاء الجسم الواحد، الذي تواصى به الشعراء والعلماء؛ فأما الرواة فكانوا منه على حذر؛ إذ تستعصي عليهم رواية البيت الواحد -وهو الأغلب عليها في مقامات الاستشهاد والاحتجاج- إذا كان مضمَّنا. ولما لم يكن بالعلماء عن حَمَلة الشعر غنى، عابوا من أجلهم التضمين، ولكنهم أورثونا أقوالا مختلفة جديرة بالتأمل، تجمع في تقدير التضمين بين التحسين والتقبيح، وكأنهم راعوا في تقديره مصلحة الرواة ومصلحة الشعراء جميعا معا!  لقد تواتر العلماء في عيب التضمين على انتزاع بيتين للنابغة الذبياني، من…

Read More

أهل الحل والعقد 

من أجل “تَجْلِيَةِ وجوهٍ من قدرة اللغة العربية على توليد أطوارها بعضها من بعض، تَوْليدًا صَحيحًا نافِعًا ناجِحًا- ووجوهٍ من تلاقي الأعمال الفنية العربية السالفة والخالفة على ما يقتضيه استيعابُ حركة الثقافة العربية الإسلامية”ØŒ عالجتُ في “مقام السرقة”ØŒ علاقة بعض الشعر ببعض، ولكنني بقيت من كفاية ما صنعت على قلق، من حيث لم أبرح دارة الشعر، حتى اهتديت إلى معالجة علاقة بعض الشعر ببعض النثر!  لقد درج معلمو البيان على إغراء تلامذتهم بحل المنظوم (نثر الشعر)ØŒ وعقد المنثور (نظم النثر)ØŒ فطرَّقوا ليَ الطريق إلى غايتي -أحسن الله إليهم!- ولكنني بقيت…

Read More

مقام السرقة 

نصح خلف الأحمر لأبي نواس حين استدلَّه على سبيل الشعر، أن يحفظ من تراثه ثم أن ينسى ما حفظه؛ فإنه بعدئذ يجد الشعر. ولا أظن أنه أراد بنسيانه ما حفظه أن يفقد أثره من وعيه الباطن وكأنه لم يكن؛ كيف وقد نصحه من قبل أن يحفظ منه ما استطاع، وكلما ازداد محفوظه ازدادت مقدرته! ولكنه أراد أن يجعله خلفه لا أمامه؛ فعندئذ يرى رأي نفسه لا رأي غيره، فيقول شعر نفسه لا شعر غيره. ولعل اتخاذ النَّصِّيِّين المعاصرين ذلك عقيدة ثابتة فيما يرونه معايير النصية التي لا تقوم للنص قائمة…

Read More

مقام الدهش 

ما أكثر ما وصفنا بالعبقرية الإنسان الشديد الذكاء وهي منه براء؛ فما العبقرية إلا الإبداع، أي بلوغ الغاية من غير مسالكها المطروقة، وما الذكاء إلا تحكيم الخبرة، أي استحضار التجارب والاستفادة منها، وفي قليل من الذكاء كفايةُ العبقريِّ! هذا أصل راسخ ثابت، تتفرع منه أعمال الإنسان كلها، ومنها الشعر: أما ذكاء الشاعر في عمله فاستحضاره ما ادخره منه وجَرْيُه مجراه، وأما إبداعه في عمله (عبقريته) فسياسته ما حضره مما ادخره وجَرْيُه غيرَ مجراه! ولا ريب في أن كبار الشعراء أحوج إلى جرأة الإبداع منهم إلى شدة الذكاء، وعندئذ يقوم متلقو…

Read More