حرام

لم أكن أحتاج إلا إلى جنيه واحد؛ فجهزته قبل أن أخرج لصلاة الفجر بمسجد مولانا الشيخ عبد العزيز الدريني -رحمه الله، وطيب ثراه!- ثم تمشيتُ إلى شارع نهضة مصر المفضي إلى جامعة القاهرة، فأطفتُ به لأؤوب إلى الجسر الجامعي، فمررت ببائع نعناع لا يغيب عن مكانه في زمانه، فوجدته قد كنز حُزَمه في مكانزها، فأنكرتُ عليه، فاستنبطَ لي حُزْمة، فسألتُه عن ثمنها، فقال: توكل على الله! أعطيته الجنيه، فأخذه، فاستزدتُّه بقية مُشترَى الجنيه، فزادني حُزْمة، ثم قال: تريد أكثر؟ فذهبتُ عنه متبسما متفكرا: (أشحّاذًا ظننتني أم غصّابًا)! والرجل معذور؛ فقد…

Read More

إحراج

أُطِلُّ من شباك مكتبي الكبير على مسجد تحظى بالاشتمال عليه عمارة عن يمين مدخلها محل حلاق نسائي لا يراه الناس يصلي معهم -ولو فعل لأحرجوه!- وفي المدخل يحتشد أبناء البواب دائما وفيهم رضيع لم أره يحبو إلا الآن، وإذا حبوه إلى المسجد، ولكنه لم يكد يتجاوز إليه حتى أدركه أبوه الذي افتقده فعجل إليه ليحمله على مرأى الحلاق ومسمعه قائلا: هو كأبيه يعرف طريق المسجد!

Read More

صائبة الدرعية

لا أدري كيف عثرَت عام 2004 على رقم هاتفي المصري، بعدما تركتُ عُمان أول مرة عام 2003ØŒ فأرسلَت إليّ من داخل احتفال وزارة التربية والتعليم السنوي تقول: الآن أُكرَّم بما علَّمتَني! ثم بعد زمان طويل يزور القاهرة في حاشية السلطان قابوس سلطان عُمان -رحمه الله، وطيب ثراه!- أخوها الضابط الكبير الآن، فيأبى إلا أن يزورني في بيتي من جزيرة الروضة ومعه صديق عمره، وإذا بها قد حمَّلته هدايا ثمينة جمعَتها لي من أرجاء الأرض، ثم يظل هذا ديدنها إلى الآن، لا تدع فرصة تتوصَّل إليَّ فيها -مهما كان مكاني، ومهما…

Read More

نصر الخروصي

إن للغة العربية لجنودا من طلاب اللغة الإنجليزية، يتعلمونها أحسن تعلم ليخدموها أحسن خدمة! هكذا كان -وما زال- لا يدع عملا يشارك به طلاب اللغة العربية من جامعة السلطان قابوس إلا عَمِلَه نشيطا حفيا. ولقد رُزق من أساتذة الترجمة من زاده باللغة العربية شغفا إلى إِرثه المجيد منها، حتى زارني بمكتبي من قسم اللغة العربية وآدابها بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية -وما أكثر من كان يزورني فيه من قسمه!- فوجدته على حظوته بآلات التلَهي غير مشغول إلا بتحصيل آلات التعلم؛ فبذلتُ له نفسي، وما أسرع ما اتصل بيننا من معالم منهج…

Read More

عبد الله الكعبي

هو أحد من افتتنوا عن تخصصاتهم بجامعة السلطان قابوس: فكان منهم من تحول عن دراسة الطب إلى دراسة فنون اللغة العربية وعلومها، ومنهم من تحول إليها عن دراسة الهندسة، وكان هو أحد من تحولوا إليها عن دراسة العلوم؛ لله الحمد عليهم والشكر! ومثل كل عماني أصيل كان بريء الطبع سليم القلب صدوق الأدب دؤوب الطلب. تعلقت بي دراستُه مثل غيره من دفعته الفريدة (دفعة ٢٠٠١)ØŒ وخلصت تلمذته، وحسنت، ولم يتخرج حتى ألمَّ بنظم الشعر؛ فجعلته في شعراء محاضرتي “شعر الشباب: دم العقل ووجه الجنون”ØŒ فنشط حتى اجتمع له ما نشر…

Read More

أيتها الجامعة المانعة (فصل في نهب بعض الجامعات العربية الحكومية، حقوق المحكمين)!

دعاني أخي الكريم الفاضل الدكتور جاسم علي جاسم الأستاذ بالجامعة الإسلامية من المدينة المنورة، عام 1430=2009ØŒ إلى تحكيم أحد أبحاث مجلة جامعته، دون أن يقدّر لي مكافأة التحكيم؛ فسرتني دعوته كثيرا، وسألته تقدير هذه المكافأة؛ فقال: ألا يكفيك أن يُذكر اسمك في قائمة المحكمين! فشكرته معتذرا بألا حاجة بي إلى هذه الشهرة الزائدة! ثم دعاني الأستاذ الدكتور إبراهيم عبد الله غلوم رئيس تحرير مجلة العلوم الإنسانية بجامعة البحرين، عام 1437=2016ØŒ إلى تحكيم بحث “الدلالة المنطقية وأثرها في كتاب سيبويه”ØŒ ثم عام 1439=2018ØŒ إلى تحكيم بحث “المصطلح النحوي بين سيبويه وابن…

Read More

يوسف البادي

عام 2012-2013 الجامعي كنت مقرِّر لجنة التوظيف بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس، إذ اجتمعت لها في طلب وظيفة منسق القسم عشرات الملفات العمانية، وكنا على رأس العطلة الأسبوعية التي يحسن أن نخرج منها إلى أول الأسبوع بخطاب توظيفٍ ذي ثلاثة أسماء مرتبة الأفضلية، يمضيه سائر أعضاء اللجنة، إلى إدارة التوظيف العليا، ليسلك مسلك الإنجاز؛ فجعلت الملفات مشغلتي، تفتيشا وترجيحا، حتى اصطفيت ثلاثة كانوا أجمع من غيرهم للمواهب المطلوبة، ثم وجدته دون صاحبيه المشغول بالتعبير الكتابي؛ فقدمته عليهما في خطاب التوظيف، ثم مكنته من…

Read More

بين قلنسوتين

من أجل إحدى صلوات الجمعة، دخلت المسجد النبوي بين عامي 1429 و1431 الهجريين، أسعى إلى الروضة الشريفة أو ما يمكنني أن أنتقل منه إليها قبل أن تزدحم. عكست قلنسوتي الرياضية لكيلا تعوق سجودي، وحييت المسجد، ثم أعدتها وجلست. التفت إليّ جار أفغاني مُتقلنِس قلنسوتهم التي أغبطهم عليها دائما ولاسيما في البرد، فضرب بأنامله لسان قلنسوتي وكأنه لسان جندي أمريكي يغيظه في وطنه، فعكستُها مرة أخرى وكأنني أقطع له لسان الأمريكي، وارتحنا جميعا!

Read More