أهل الحل والعقد 

من أجل “تَجْلِيَةِ وجوهٍ من قدرة اللغة العربية على توليد أطوارها بعضها من بعض، تَوْليدًا صَحيحًا نافِعًا ناجِحًا- ووجوهٍ من تلاقي الأعمال الفنية العربية السالفة والخالفة على ما يقتضيه استيعابُ حركة الثقافة العربية الإسلامية”ØŒ عالجتُ في “مقام السرقة”ØŒ علاقة بعض الشعر ببعض، ولكنني بقيت من كفاية ما صنعت على قلق، من حيث لم أبرح دارة الشعر، حتى اهتديت إلى معالجة علاقة بعض الشعر ببعض النثر!  لقد درج معلمو البيان على إغراء تلامذتهم بحل المنظوم (نثر الشعر)ØŒ وعقد المنثور (نظم النثر)ØŒ فطرَّقوا ليَ الطريق إلى غايتي -أحسن الله إليهم!- ولكنني بقيت…

Read More

مقام السرقة 

نصح خلف الأحمر لأبي نواس حين استدلَّه على سبيل الشعر، أن يحفظ من تراثه ثم أن ينسى ما حفظه؛ فإنه بعدئذ يجد الشعر. ولا أظن أنه أراد بنسيانه ما حفظه أن يفقد أثره من وعيه الباطن وكأنه لم يكن؛ كيف وقد نصحه من قبل أن يحفظ منه ما استطاع، وكلما ازداد محفوظه ازدادت مقدرته! ولكنه أراد أن يجعله خلفه لا أمامه؛ فعندئذ يرى رأي نفسه لا رأي غيره، فيقول شعر نفسه لا شعر غيره. ولعل اتخاذ النَّصِّيِّين المعاصرين ذلك عقيدة ثابتة فيما يرونه معايير النصية التي لا تقوم للنص قائمة…

Read More

مقام الدهش 

ما أكثر ما وصفنا بالعبقرية الإنسان الشديد الذكاء وهي منه براء؛ فما العبقرية إلا الإبداع، أي بلوغ الغاية من غير مسالكها المطروقة، وما الذكاء إلا تحكيم الخبرة، أي استحضار التجارب والاستفادة منها، وفي قليل من الذكاء كفايةُ العبقريِّ! هذا أصل راسخ ثابت، تتفرع منه أعمال الإنسان كلها، ومنها الشعر: أما ذكاء الشاعر في عمله فاستحضاره ما ادخره منه وجَرْيُه مجراه، وأما إبداعه في عمله (عبقريته) فسياسته ما حضره مما ادخره وجَرْيُه غيرَ مجراه! ولا ريب في أن كبار الشعراء أحوج إلى جرأة الإبداع منهم إلى شدة الذكاء، وعندئذ يقوم متلقو…

Read More

علم الذوق 

“عَزَّ عِلْمُ الذَّوْقِ أَنْ يُدْرِكَهُ عَالِمٌ جَانِبَنَا مَا احْتَرَمَا”ØŒ   ابن عربي.  

Read More

مولانا الجاحظ

فيما سماه “شكر وتقدير واجب”ØŒ من “الشعر المصري القديم وبناؤه الإيقاعي خلال نصوص الدولتين الوسطى والحديثة: دراسة لغوية أدبية”ØŒ رسالته للماجستير التي حصل عليها عام 2009ØŒ بشعبة الآثار المصرية من قسم الآثار والحضارة بكلية الآداب من جامعة حلوان- توجه إليَّ هاني رشوان -وهو الآن باحث دولي رفيع المستوى- قائلا: “أستاذي وصديقي وأخي د/محمد صقر أستاذ اللغة العربية بدار العلوم، والذي كانت مجهوداته العلمية بمثابة الثقاب الاستهلالي الذي أشعل في ذهني الضوء لرسم الطريق في كثير من الإشكاليات الفنية التي استعصت على الكثيرين من متخصصي الشعر والأدب المصري القديم”ØŒ ولم يكن…

Read More

بحث ابن كذا

صيف 1998 كلفتني كلية الآداب بجامعة السلطان قابوس العُمانية، تدريس الاستشراق (استكشاف الحضارات الشرقية) -وقد قصرتُه عندئذ على الاستعراب- فاشتغلت بنقد نظام التفكير العربي حتى كتبت فيه مقالي المنشور بالعدد 30 من مجلة كلية دار العلوم بجامعة القاهرة “رعاية النحو العربي لعروبة أطوار اللغة والتفكير”ØŒ وكانت احتشدت لي في أثنائه نصوص أخرى كثيرة، اجتمعت على دعوة واحدة إلى “تفجير نظام اللغة والتفكير”Ø› فكتبت فيها بهذا العنوان مقالا عَجَزَ عن شأوها فلم ينتشر! ثم رغبتُ صيف 2003 إلى المجلس الأعلى للجامعات المصرية في ترقيتي إلى أستاذ مساعد؛ فطالبني ببحث مرجعي عاجل…

Read More

محمد سعيد عامر الحجري

عام 2000 رغب وهو خريج الدراسات الإسلامية، في ماجستير اللغة العربية بكلية الآداب والعلوم الاجتماعية من جامعة السلطان قابوس؛ فكُلف دراسة بعض المقررات التكميلية، لأجده أمامي في طلاب علم العروض، ومنذئذ لم تختلف جنودنا المجندة! يا ما أكثر ما ارتحت بارتياحه ونشطت بنشاطه وابتهجت بابتهاجه! ولم يكن لمثل هذه الألفة أن تنقطع بانقطاع المحاضرات: كيف أنسى مروره بي في مكتبي ليلا حيث أعكف وحدي على القراءة والكتابة إلى قريب من السحر، وتعجبه من صبري على هذه المخافة! أم كيف أنسى رحلته بي إلى صحراء قريته، حيث تزلجنا بسيارة أخيه أشد…

Read More

مريم صالح الذهب

لم أنتبه لكنايتها عن إثقالي بالتكاليف عليها هي وزملائها (خرِّيجي 2001)ØŒ حين قالت لي: دائما تشغلنا مقرراتك عن غيرها! وكنت أظنها أول الظن عبارة عن الفرح والهمة، ولاسيما أنني لم أجد منها غير الاجتهاد والإتقان! ثم كانت كالمتكلم بلسان القوم، تنشرح لما يَضِح فتشرق معالمُها، وتكتئب لما يَغمُض فتغرب؛ ثم تزورني في مكتبي، تتعقب هذا وتلهج بذاك! وربما سمعتني أسخر على الملأ من عربية بعض زملائها أنها إلى الهندية أقرب وبها أعلق، فنبهتني -وهي الشريفة النسب- على هندية أصول بعض العائلات العُمانية! ثم ضرب الدهر ضَرَبانَه، وإذا شاب كريم فاضل…

Read More