نظارة شمسية وقبعة رياضية

احمرت عيني اليمنى؛ فخفت على اليسرى، ولم أدر: أهو حر مسقط الحرور، أم كهربة الحاسوب الغَرور! وراجعت بمستشفى جامعة السلطان قابوس، الدكتور عمران الطبيب الباكستاني الطيب، ومعي قطرة عين مصرية، فكلمته في ذلك، وأظهرت له القطرة، فأثنى عليها، ونصحني بعربيته الهجينة: -لازمْ فيهْ شُوفْ نظّاراتْ شمسْ شِيخْ!

Read More

الدكتور سعيد الكملي قمر المغرب المُشرق

ما أعجب هذا الشاب الوسيم القاعد في ثيابه المغربية العتيقة الأنيقة، على كرسي الإمام مالك بن أنس، يشرح للناس موطأه، في مسجد السنة من مدينة الرباط بالمملكة المغربية، بين عشاءَيْ كل جمعة، فينتهز كل فرصة يرد فيها بيت من الشعر العربي القديم، ليستطرد إلى إنشاد قصيدته كلها أو جلها، وشرحها، وذكر أخبار صاحبها، واستحسان ما فيها من ذخائر المجد العربي، حتى إذا ما اكتفى أنشد قول الفرزدق: أولئك آبائي فجئني بمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع وكأن لم يكفنا قيامه بتراث المحدثين والفقهاء والمتكلمين والمفسرين والمؤرخين، فاستزدناه من تراث الأدباء…

Read More

صل أصلال

من أجل اختبار القبول بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة أواخر خمسينيّات القرن الميلادي العشرين، وفد محمود محمد الطناحي الطالب الأزهري النجيب، على عبد العليم إبراهيم الأستاذ الدرعمي الأصيل كبير مفتشي اللغة العربية بوزارة التربية والتعليم، فلم يكد يستقر في مقعده حتى قال له: اكتب حرف الصاد! فكتبه، فقال له: ألصق به حرف اللام! فألصقه، فقال له: اقرأ! فقال: صِلْ. فقال له: أمر بالوَصْل؛ فهل غيره؟ فقال: صُلْ. فقال له: أمر بالصَّوْل؛ فهل غيره؟ فقال: صَلِّ. فقال له: أمر بالصلاة؛ فهل غيره؟ فقال: وهل غيره! فقال له: نعم؛ صِلٌّ أي…

Read More

التباس العمانية والمصرية

صديقتان بحيٍّ من أرياف عمان: عمانية ومصرية، متآلفتان على عهد العمانيين والمصريين جميعا، لا تخرجان إلى السوق إلا معا، تذهبان وتؤوبان مشيا، غير كالّتين ولا مالّتين. هاهما كأنما خدعتهما عن الطريق حَكاياهُما الكثيرة الطويلة؛ فأبعدتا الغاية، واستثقلتا المشي، وإذا حافلةُ ركابٍ على مقربة، فتصيح العمانية بالمصرية: – اسْتَنِّي! فتطمئن المسكينة المهدودة؛ فتفوتهما الحافلة! Ùˆ”اسْتَنِّي” في العمانية “أَسْرِعي”ØŒ فصيحة عالية من “الاسْتِنان”ØŒ ومادتها “س، ن، Ù†”ØŒ غير أن المصرية على لهجتها فهمتها “تَمهَّلي”ØŒ محرفة عن “اسْتَأْنِي”ØŒ من “الاسْتِيناء”ØŒ ومادتها “و، ن، ÙŠ”! ومرة كلمت تلامذتي العمانيين في ظاهرة “بِلى الألفاظ (تآكلها)”ØŒ…

Read More

محبة

في رحلته إلى عُمان عام ٢٠٠٤، أستاذا مشاركا بقسم اللغة العربية وآدابها من كلية الآداب والعلوم الاجتماعية بجامعة السلطان قابوس- احتاج أخي الجزائري الحبيب البروفيسور حواس مسعودي، إلى السفر عن طريق القاهرة، ثم اتسع له بها وقت استحسن أن يزور فيه حي الأزهر والحسين. قصد الحي بأسرته في سيارة أجرة يقودها شاب صَموت، سأله عن مقصده، ولولا حاجة في نفسه ما سأله عن بلده؛ فلما عرف أنه جزائري سأله عما يريد بزيارة الحي، وماذا يريد غيرها؛ فارتاب فيه أخي -وليس أسوأ من سُمعة سائقي سيارات الأجرة- واستكفاه بإيصاله إلى ساحة…

Read More

خلاط

ما زلت ممن يكتبون لتلامذتهم أحيانا على السبورة! نعم؛ ومهما تأنقت فأعجبهم تأنقي حرصت على ألا أخدعهم: لقد كان الخط من مهارات أبي -عفا الله عنه في الصالحين!- ولكنني لم أرث عنه منه إلا محبته؛ فلست بخطاط، بل خلاط! نعم؛ أحب الخط، ولا أحسن إلا الخلط؛ أخلط النسخ بالرقعة والديواني والحديث الذي لا ملة له وغير ذلك، معا معا معا؛ فإذا هذا الشيء الذي أحسنه إذا كنت مرتاح البال فتستحسنونه، وأسيئه إذا كنت مكروبا فتستقبحونه! ولكنهم يبتسمون، ولا يصدقون!

Read More

جلباب

وهناك مر علينا معشر المتحلين بالحلل الغربية فتى متجلبب بجلباب أعرابي فوجدت من بعضنا شيئا فقلت وقد لبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الملابس المختلفة لو كان إنما لبسه غضبا على ظلم ذوي الحلل الغربية لاستحق الارتياح إليه والرضا عنه والإعجاب به

Read More

لوم

لأمر ما تجافى الدكتوران عبد الواحد علام وأبو همام عبد اللطيف عبد الحليم -رحمهما الله، وطيب ثراهما!- فلما طال ذلك واستثقله أبو همام سبق إلى صاحبه يلومه: أترانا مخلدين، ألن نموت، أليست حياتنا أقصر من أن يستهلكها خصامنا! قال أبو همام متعجبا: فاضطرب لكلامي اضطرابا شديدا، وعاد إلى صحبتي أكرمَ ما كان قط وأَحبَّه!

Read More