باب التسوية

أمس (19/10/1440=22/6/2019)، اصطففنا لصلاة المغرب في أحد المساجد المقتطعة من مداخل بعض العمارات القاهرية، ومن فوقنا بواطن سلالمها البارزة المائلة، نوشك -إن لم تقع على رؤوسنا- أن نصطدم بها!ثم أدركَنا مِن عن يساري رجُلٌ قصير القامة صغير الجسم أشيب الشعر، خاف الاصطدام وأنا أولى منه بالخوف مرتين، فجذبني إلى طرف السجادة من خلف خط الصف المخطوط وكنت أنا يسار الصف بعيدا من قَلبه، فلم أنجذب، ثم جذبني، فلم أنجذب، ثم جذبني وتركني إلى من عن يميني، يجذبهم واحدا واحدا، حتى انجذبنا جميعا!

Read More

بصيرة

أن يبصّر الشيوخ الشبان ببعض أحداث مستقبلهم عملٌ معروف تغري أولئك به خبرتُهم وتصبّر هؤلاء عليه خشيتُهم. أما أن تنعكس الحالان فيكون الشبان هم الذين يبصّرون والشيوخ هم الذين يتبصّرون، فعملٌ غير معروف، ولا سبيل للإغراء ولا للخشية إليه إلا بين الشعراء؛ إذ يجوز للشاب الشاعر أن يبصّر الشيخ ويجوز للشيخ الشاعر أن يتبصّر بالشاب، وكأن الشعر سبيل ما لا يتسبّل، ووصلة ما لا يتوصّل!

Read More

شايك يا صاحبي

عجيب أمر أخي هذا الحبيب البروفيسور المصري الإنجليزي الجليل عمرو راضي، تتنازعه المنازع العربية والإنجليزية جميعا معا؛ فلا يميل عن خيرِ ما في هذه إلا إلى خيرِ ما في تلك! بينما أسوق أيامي بنظامي الواحد إلى تحصيل أورادي المعينة، إذا به يضطرني بأنظمته المتعددة إلى تعطيل تلك الأوراد! أصيلَ الجمعة الماضي (14/8/1440=19/4/2019)ØŒ اضطرني إلى صحبته إلى شاطئ السيب، لنجلس إلى أمواج بحر عُمان، نرتشف من شاي الكَرَك الأفغاني (الذي امتزج فيه الشاي والحليب والحَبَّهان)ØŒ الذي زاده هو حَبَّهانًا إلى حَبَّهانه، ثم قَرْفَلَه (وضع فيه أعواد القَرَنْفُل) -ولولا أن الحَبَّهان من…

Read More

بيني وبين الشباب حوار قديم

ليلة الجمعة 16/3/2001، زارني نفر من شباب جامعة السلطان قابوس: طبيب، ومهندس، وتربوي، ومسرحي، وجغرافي.

Read More

بربر مصريون

تأتينا أخبار البربر (الأمازيغ) من المغرب ومن الجزائر، فيسرنا صمودُ أكثرهم لرد مكر الماكرين في نحورهم، من دعاة التغريب والتخريب، واستمساكُهم بعروة أمتنا الوثقى -“لَا انْفِصَامَ لَهَا”- ويسوؤنا انخداع أقلِّهم بذلك المكر، وقبوله وترديده، وإن اطمأننا إلى أنهم لا يلبثون على انخداعهم طويلا؛ فسُرْعانَ ما ينفضح لهم ضِغنُهم القديم، ويؤوبون إلى ما عليه أكثرهم. أما أن يكون بمصر من هؤلاء البربر (الأمازيغ) مصريون لا تأتينا أخبارهم، ولا نعرف عنهم شيئا- فأمر لم نكن لنصدقه لولا رحلتنا إلى واحة سيوة!

Read More

بلاد الملح سيوة

إن واحة سيوة إحدى محميات مصر الطبيعية العالمية الثلاثين، اللواتي اشتملت من الكنوز العتيقة على ما خِيفَ تبدُّده فحُمي من التعدي عليه، وإن من زار واحة سيوة ربما رآها أجدر بأن تُجعَل محميَّة الملح؛ فقد زحف إليها قليلا قليلا، وأحاط بها حتى طبعها بطابعه؛ فصار من مزاراتها المعروفة الملّاحاتُ (البحيرات المالحة)، التي يجف فيها الملح ويتراكم، فأما المتماسك المتصخّر منه فيأخذه السيويون ليصنعوا منه بعض أشيائهم، وأما المتفكّك المتفتّت فيشتريه الأوروبيون ليذيبوا به ثلوجهم ولا يعود إلى السيويين من تجارته غير ما تؤذيهم به شواحن نقله الضخمة!

Read More

وكشك والشيخ والجون، ذكرى قديمة

جلسنا صباح أحد أيام رمضان 1419=12/1998ØŒ في حجرة د.أحمد كشك رئيس قسم اللغة العربية بآداب جامعة السلطان قابوس بمسقط عمان، فذكرت لأمرٍ ما رسائل محمود درويش وسميح القاسم، فصاح الدكتور خليل الشيخ -وهو أردني ذو علم ورأي- قائلا لي: أرأيت البيان العالي الذي فيها! فنفيت أن يكون بها ما ذكر؛ فحملته على أن يشتد في حواري في هذا الشأن، فكان أن أدخلتهم ميدان بحثي هذا “الجزالة والركاكة: دراسة نحوية مقارنة”!

Read More