أحمد الليثي

في أحد المدرجات الصغيرة يقعد على كرسي المنصة، يملي علينا عام 1983، من الشواهد النحوية والأمثلة التطبيقية، ما يتأنق في إعرابه حرفا حرفا، ولا يقبل من أحد ألا يكتب عنه ذلك كله، ولا أن يناقشه فيه، موقنا بسخافة ما يمكن أن نقوله إلى نفاسة ما يدهشنا به من تدقيقات إعرابية لم نكن نلقي لها من قبلُ بالا، أستاذنا الدكتور أحمد الليثي، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

حسن طبل

أعد لنا عام 1983، كتابا في علم البيان لطيفا جدا، وحاضرنا في موضوعاته مكتفيا بقصاصات أفكار تكاد تختفي في كفه، خفيض الصوت، رفيع الذوق، رزين الأدب، شديد الرفق بنا، صدوق الحَدَب علينا، حتى لَنخالُنا جميعا زملاءه لا تلامذته، كسالى ومجتهدين؛ فلم يكن يُرى شخصُه بعدئذ أو يُذكر اسمه، إلا هفَت إليه الأرواح وخفَّت الأجسام جميعا معا، تتمسَّح به، وتتحبَّب إليه، أستاذنا الحبيب الدكتور حسن طبل.

Read More

محمود إبراهيم النجار

كان لي من وعيه وإخلاصه وطموحه وحماسته وحلمه وصبره وثقته، مأوًى آمن فيه على بدَواتي الإعلانية المستفزة؛ فلا أجد إلا المحبة والتقدير والمساعدة على التقدم عام 83-84، إلى أوائليّة طلاب الفرقة الأولى من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ليستحق بعدئذ أن يتقدم إليها جديرا بها، أخي الحبيب الدكتور محمود إبراهيم النجار.

Read More

عبد الرحمن شاهين

على كرسي مكتب أحد مدرجات الكلية الصغيرة، يقعد وقد فتح أمامه كتابه “تصريف الأفعال”ØŒ يقرأ منه طوال عام 83-1984 الجامعي، ويعلق عليه، حتى إذا ما احتاج إلى الكتابة على السبورة بعث لنا -طلاب الفرقة الأولى- بخطه النفيس ابن مقلة أو ابن البواب، ولا يترك للشرود طالبا ضجرا بدقائق التصريف القديم، يكافح ذلك بصوته الجهوري وأدائه الضاحك الذي يملأ به فمه على طريقة المتساخرين بالمتشدقين، فربما حضرت له المحاضرة نفسها مرة أخرى، فعرف، وأشار إلى ذلك سعيدا به، ثم في مخرجنا ربت على كتفي شاكرا، أستاذنا الدكتور عبد الرحمن شاهين، رحمه…

Read More

أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم

قعدنا طويلا بأحد مدرجات الكلية المتوسطة، حتى جاءنا أوائل سبتمبر من عام 1983ØŒ في حلة شبابية بملامح شديدة الفحولة وشَعر ثائر وصوت هادر، يعتذر إلينا باشتغاله عنا بـ”دورة المعلم الجامعي الشهرية (المستمرة شهرا)”ØŒ التي لا يجوز له بعقب الدكتوراة أن يحاضرنا حتى يحضرها كلها، ثم تفرغَ لنا -طلاب الفرقة الأولى- تفرُّغ المتَملِّئ بجليل ما وُهب، فكان إذا جَدَّ خيَّلَ لنا ذخائر الأدب، وإذا هزل خَيَّلَ لنا صعاليك العرب، يرضى؛ فتشرق الشمس، ويسخط؛ فتغرب- أستاذنا الحبيب الدكتور أبو همام عبد اللطيف عبد الحليم، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

صلاح الدين رزق

بمدرج علي مبارك باشا احتشد عام 1983 طلاب الفرقة الأولى من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، ليدخل علينا أستاذ قصير القامة أشقر البشرة جعد الشعر أخضر العينين، فيقعد على كرسي المنصة المدرجة، ويقول: أعرف أنكم مشغولون هذين الأسبوعين بأعمال استقراركم في الكلية والمدينة الجامعية؛ لهذا أترككم لنلتقي بعدهما على قصائد من الشعر الجاهلي، ثم يلقانا بمنهج نقدي لغوي بنائي واضح، أقرب إلى الجزئية، وصوت ناعم واثق أشبه أحيانا بالسوط اللاهب، افتتنا به، وافتتن بنا، أستاذنا الحبيب الدكتور صلاح الدين رزق، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

عبد السلام حامد

أوائل سبتمبر تقريبا من عام 1983 الميلادي، وصلت إلى باب كلية دار العلوم بجامعة القاهرة من جهة حيّ بين السرايات، وغريبا متوجسا تلفتُّ يمنة ويسرة أطلب من آنس إليه ثم آتنس به، فإذا شاب كث شعر اللحية، بُنيّ شعر الرأس، مشرق الوجه، مُقتعِد رَف أحد محلات الأطعمة المغلقة، أقبل عليه، فلا أكاد أتوسم فيه السبق والخبرة حتى أعرف أنه غريب مثلي متوجس، أخي الحبيب الدكتور عبد السلام حامد!

Read More

ذلكم الناقد الفيلسوف

حذرني أحد من تَلْمَذْتُ لهم وعزفت عنهم، أن لو بقيتُ على حالي لصرت مثل مصطفى ناصف؛ فلم أفهم خبيئة تحذيره، حتى ذُكر مصطفى ناصف في مجلس من العلماء غَيْرِ العاملين، فقال أحدُ فَجَرَتِهِمْ: هذا الناقد المجنون! ثم ضرب الدهر ضرَبانَه؛ فإذا ذلك الأستاذ الذي تلمذت له وعزفت عنه، يذكر كيف أُحْرِجَ إلى عرض أحد كتب مصطفى ناصف، ولم يجد مهربا، فاضطر إلى قراءته، وصبر على بَدَوَاتِه، ثم اصطنع مسلكا عجيبا، كان فيه يثبت بعبارة موجزة في ورقة مستقلة كل فكرة جديدة تعرض له بقراءة الكتاب، ثم نحاه عن نفسه بِمَرَّةٍ،…

Read More