أحمد درويش

كنا -طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1984- أول من درس لهم عقب إيابه بالدكتوراة من باريس، فحظينا منه قبل أن تتخطفه المشاغل الكثيرة، بمحاضرات في علم الأسلوب، لم يَغب عنها شيء لا ابتداع ولا اتباع، ولم يُفتقد فيها أحد لا عجم ولا عرب، يتدفق بها سيلا هادرا كأنما يُلهَمها إلهامًا حتى يَبهرنا بَهرًا؛ فيستصرخه بعضنا من آخر المدرج: الكتاب… الكتاب… متى سيظهر الكتاب؟ فيجيبهم من فوره: “يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم”ØŒ أستاذنا الدكتور أحمد درويش.

Read More

عيد درويش

لم يقعد قط بالمدرج الخامس عام 1984 الجامعي، من قيامه لنا -طلاب الفرقة الثانية بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة – على شرح مسائل الجملة الاسمية التي وضع لنا فيها كتابا شديد الدقة والتنظيم والوضوح واليسر، متفردا من غيره باشتماله على قرارات مجمع اللغة العربية. ولقد انخدعنا بصغر جسمه وقدامة هيأته، عن حضور بديهته وطلاقة فكاهته، حتى إن أحدنا شكا إليه مرةً أنه لا يعرف من الزحام كيف يقعد؛ فقال له من فوره: اقعد على بعضك! ولم يحد عن ذلك في مجتمعات الأساتذة، الذين سكتوا جميعا مرة على تفلسف أحدهم…

Read More

عبد الحميد شيحة

لم يكن عام 1984 بعيد الإياب بالدكتوراة من لندن حين درس لنا -طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة- نصوصا من الأدب الأموي؛ فقد سمعناه كثيرا يذكر بالخير أيامه فيها، وينعى من زملائه على من عمِي هناك إلا عن متاجر الطعام الحلال؛ فلم يعش الحياة الإنجليزية على الحقيقة، وآب مثلما ذهب إلا قليلا! ثم كان شديد طرافة منهج المحاضرة، يستفزنا بالمنافسة بين ذكورنا وإناثنا واقفين في أمكنتنا، إلى التعليق على أفكار يدعيها على النصوص، ويشعل بيننا فيها وقود الاختلاف من على منصة المدرج الثاني والعشرين القريبة منا كثيرا…

Read More

سعيد حسن

كنت أراه في الفرقة الأولى بين أصحابه ظاهرا عليهم، ولكنني لم أخالطه إلا على أواخرها، عندما ساعدتني سُكنانا معا المبنى السابع عشر من جمعية رعاية الطلاب (ملحق المدينة الجامعية). وفي حجرته رأيته يراجع نسخته من النحو الوافي لعباس حسن مثلما نراجع نحن المذكرات المختزلة، ولا يسلط خاطره على شيء إلا استوعبه سريعا غير متحرج من تحدينا له، ثم كان أسبق منا كثيرا إلى نظم الشعر قبل أن يتعلمه -وكنت أقوِّمه له قبل أن أتعلمه كذلك- ولولا إهماله حتى لم يكن يتجهز للاختبارات أحيانا إلا في الطريق لكان أولى منا بالتفوق،…

Read More

محمد السيد الشافعي

جمعنا عام 1984/85، المبنى الثاني من المدينة الجامعية (مبنى المتفوقين)، ولاسيما شرفة غرفته التي دعاني إليها سَحَرًا رمضانيًّا لأشاركه في سَحوره، فكأنما كان سِحره؛ فمنذئذ تعلقت به حياتي الجامعية، طالبا مجتهدا، وأخا مخلصا، وعابدا زاهدا، ألجأ إليه فآمن، وأرتاح فأرضى، وأبوح فأُحفظ، ولم أكن غير واحد من رعايا إحسانه الذي شمل زملاءه وإخوانه وأهله جميعا معا، أخي الحبيب الدكتور محمد السيد الشافعي.

Read More

محمد بلتاجي حسن

لم يرض عنا قط، ولم نغضب عليه قط، بل كنا كلما زاد غضبه علينا -طلاب الفرقة الثانية من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1984- زاد رضانا عنه؛ إذ قد استقر لدينا أنه وُهب من الفقه اللطيف ما لم يوهبه غيره من معاصريه، ووُفق من التصنيف النفيس إلى ما لم يوفقوا إليه، ولم يُرزق منا من يشكر به ما لله عنده من نِعَمٍ كبيرة كثيرة، وظل طوال حياته في حِرز من يد الإعلام، حتى إذا ما بَسَط لها من قبضته تَوفّاه ربه، أستاذنا الحبيب الدكتور محمد بلتاجي حسن، رحمه الله…

Read More

عبد الرحمن السيد

يأتينا -طلاب الفرقة الثانية بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة- في المدرج الثامن، ليتمشى أبدًا على منصته، شيخا نحيلا وضيئا، كأنما انبعث لنا به عام 5/1404 (84/1985)ØŒ فنا وعلما وزهدا وحدبا، أبو عبد الرحمن الخليل بن أحمد الفراهيدي المتوفى عام 175 (791)ØŒ يمتاح من بحر، ويرتاح إلى نهر؛ فلا يغضبه سؤال، ولا يعجزه جواب، ولا يفتأ إذا ما أساء إليه أحدنا فلامه على إساءته، يقطع درسه ليسترضيه ويرفه عنه وكأنه هو المسيء إليه، حتى صار مفرّ المكروبين والمظلومين والمحزونين، أساتذة وطلابا وموظفين، أستاذنا الحبيب الدكتور عبد الرحمن السيد، رحمه الله،…

Read More

محمد فتوح أحمد

على رغم أنه لم يكن يبرح مقعده طوال عام 84/1985، كنا -طلاب الفرقة الثانية بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة- نجد صوته يأتينا من كل مكان في المدرج، حتى ربما خرج لنا من أسرارنا، بعد أن ينتهبها، فيستولي على وعينا في قبضة يده، ثم يهزه هزا؛ فتتساقط غفلتنا ووهمنا وجهلنا وطيشنا وعبثنا، ولا يبقى إلا برعم وعي صغير ضعيف ذابل، يظل يرويه مما لله عنده من بسطة في الفن والعلم والحزم، طوال العام حتى يكبر ويشتد وينضر، واثقا بقدرته على ذلك وبنجاحه فيه، أستاذنا الحبيب الدكتور محمد فتوح أحمد.

Read More