محمود عبد السلام شرف الدين

على كرسي منصة المدرج العاشر بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة يقعد لنا -طلاب الفرقة الرابعة، عام 1986- وبين يديه كتابه الرائع “التوابع بين القاعدة والحكمة”ØŒ يضرب به عقولنا -فيتفجر من ينابيع التفكير النحوي الرفيع، ما لم يتفجر قط، ثم لم يزل متفجرا، حتى صرنا نرسم تحليلاته مثلما تُرسم اللوحات الفنية- حريصا وهو المتمكن من الإنجليزية المطلع على نتاجها اللغوي المحاضر أحيانا بها، على إكبار أصحاب المتون والحواشي والتعليقات النحوية كلهم جميعا، ولاسيما سيبويه وابن جني والرضي والصبان والعليمي، حتى نحفظ من كلامهم مثلما نحفظ من كلام الجاحظ وأبي تمام…

Read More

عبد العزيز بقوش

مثلما يحرص الأستاذ المهموم بإيعاب تلامذته كل ما استوعب، كان يقف على منصة المدرج الثامن، متنقلا بنا -طلاب الفرقة الثالثة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عام 1985- من علوم اللغة الفارسية إلى فنونها، متغنيا بما يؤديه منها طروبا له، حتى أغرانا بالاجتهاد في ترجمة بعض الشعر الفارسي إلى شعر عربي، ليحتفي هو نفسه في المحاضرة بالاستماع إليه، أستاذنا الحبيب الدكتور عبد العزيز بقوش.

Read More

شفيع السيد

نتتبعه -طلاب الفرقة الثالثة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عام 1985- من قبل دخوله مبنى الكلية إلى أن يقتعد كرسي منصة المدرج الثاني والعشرين، مثلما كان بعض أصدقائه من أساتذتنا يفعل به في زمان الطلب، ينزل من سيارته الفارهة -ذكر لي بعد عشرين سنة أنها لم تتجاوزها غير سيارتي!- بخطاه الواثقة في حلته الفاخرة بملامحه المطمئنة، فيحاضرنا في الأدب المقارن، متملئا بسيرته المتفردة، متعففا عن فلتاتنا المتذبذبة، متوسطا بين الحداثة والقدامة، غير محدود بحدود هذه ولا مبهور بلمعان تلك، أستاذنا الدكتور شفيع السيد.

Read More

مصطفى حلمي

إلى منصة المدرج الثاني والعشرين يصعد قصير القامة عظيم الهامة، ليحاضرنا -طلاب الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، عام 1985- في مِحَن الفكر الإسلامي المعاصرة، متمسكا بمنهج ابن تيمية -رحمه الله، وطيب ثراه!- متصديا لكل ما يخاصمه أو يخالفه، فينتهزها فرصةً شبابُ التّيميّين أن يَعرِضوا عليه أقوال بعض أساتذة الكلية التي تخالف ما يحرص عليه ويدعو إليه، يُعرِّضونهم له؛ فلا يخوض فيهم، ولكنه يستنكرها ولا يظن إلا خيرا، أستاذنا الحبيب الدكتور مصطفى حلمي.

Read More

أحمد مختار عمر

يحاضرنا -طلاب الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، عام 1985- في البحث اللغوي عند العرب، كثير الأشغال دؤوب الاجتهاد وجيز التفصيل جليّ التنظيم شديد التدقيق، فيكفكف من شطط أشواقنا اللغوية، ويسدد من رؤى أنظارنا العلمية، لا يفلت صدعا في عبارة نتبسّط بها حتى يرأبه، ولا وجاهة في تعليق نجترئ به عليه حتى يستحسنها، أستاذنا الحبيب الدكتور أحمد مختار عمر، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

رفعت فوزي

من باب المدرج الأول يطلع علينا -طلاب الفرقة الثالثة بكلية دار العلوم من جامعة القاهرة، عام 1985- مثل بدر الرابعة عشرة، فنسبّح اسم الذي خلقه مدافَعا بين الوضاءة والحياء كلاهما يدعي أنه أغلب عليه، وقذف في قلوبنا هيبته؛ فلا يحاضرنا في علم الحديث النبوي الشريف من خلال “صحيفة علي بن أبي طالب كرم الله وجهه”ØŒ التي حققها- إلا ساكنين صامتين كأن على رؤوسنا الطير، أستاذنا الحبيب الدكتور رفعت فوزي.

Read More

محمد أبو الأنوار

في المدرج الثامن عشر يقعد متمنيا أن يكون اليوم خمسين ساعة، ليحاضرنا -طلاب الفرقة الثالثة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عام 1985- في الشعر العباسي، خطيبا مفوها لا يتعثر ولا يتلجلج، دوارا على كتابه الذي اصطفى لنا فيه من عيون الشعر ما عالجها علاجا قريبا، ثم ترك لنا في محاضراته إنشادها، فإذا أعجبه إنشاد أحدنا بسط له من أريحيته حتى كأنه تلميذه لا أستاذه، وإذا أخلف ظنه أنكره وكأن لم يعرفه قط، أستاذنا الحبيب الدكتور محمد أبو الأنوار، رحمه الله، وطيب ثراه!

Read More

الطاهر أحمد مكي

يدخل إلينا -طلاب الفرقة الثالثة من كلية دار العلوم بجامعة القاهرة، عام 1985- محتشدين مصطخبين بمدرج علي مبارك باشا، فيقعد على كرسي منصته ساكنا صامتا ما شاء الله أن يقعد، حتى نسكن مثله ونسكت، فإذا خطر له أننا قد فعلنا أقبل يحاضرنا في الأدب الأندلسي من خلال كتاب إيميليو غرسية غومث الرائع “مع شعراء الأندلس والمتنبي”ØŒ الذي زاده بترجمته روعة على روعته، مشغولًا عن الأدب بتاريخه، يرفده مذهب سياسي ثابت وتجارب إنسانية كثيرة وخبرة عالمية طويلة، وتطبع كلامه لهجة صعيدية أصيلة لا تتحول عنه ولا يتحول عنها، أستاذنا الحبيب الدكتور…

Read More