نعمة المعارضة

“المعارضة نصف الحق -وإن هي لم تكن حقا!- لأنها تبينه، وتجلوه، وتقطع عنه الألسنة، وتنفي عنه الظِّنًّة”ØŒ مصطفى صادق الرافعي (1356= 1937).

Read More

صوت الحس

“تعجز كل اللغات عن تصوير إحساس كامل، بحيث يكون أثره على مقدار واحد في نفس صاحبه ونفس غيره؛ إذ هو حياة لا تلبسها العبارة إلا بمقدار ما ترمي إليها، وهو كالروح من جسمها، يدل عليها بتركيبه، ويكشفها بأعماله، ثم تبقى مع ذلك خافية، إلا إذا اختُرع لها جسم جديد على تركيب يُبنى على إظهارها دون إخفائها. وننبه هنا إلى أن لنا كلاما كثيرا في فلسفة البلاغة والشعر، تجده منبثًّا في كل كتبنا: كحديث القمر، والمساكين، ورسائل الأحزان، والسحاب الأحمر، وأوراق الورد- وفي الرسائل التي نشرناها في الصحف والمجلات ولم تطبع…

Read More

دين الفصاحة

“من يقرأ صدر التاريخ في الإسلام ويعتبر حوادثه ويتدبر آثار القرآن في قبائل العرب، يَرَ أن شدة الإيمان كانت عند شدة الفصاحة، وأن خُلوص الضمائر كان يتبع خُلوص اللغة، وأن القائمين بهذا الدين والذين أفاضوه وصرفوا إليه جمهور العرب وقاتلوهم عليه وجمعوا أُلفتهم وقوّموا أَوَدَهم، إنما كانوا أهل الفصاحة الخالصة من قريش إلى سُرّة البادية، وأن الفتن إنما استطارت في الجزيرة استطارة الحريق، فيمن وراء هؤلاء إلى أطراف اليمن؛ فكانوا قوما مَدخُولين مَنقُوصين، وما كان ضعف اعتقادهم إلا في وزن الضعف من لغتهم! وقد أسلفنا في غير هذا الموضع أن…

Read More

طلاب الحق

“ليس من طلب الحق لِيَعرفه كالذي طلبه لِيُعرف به؛ فإن الأول يُنصِف من نفسه كما يَنتصف لها، ولكن الثاني خصمٌ، لا يريده إلا جدلا، وله مع الجدل قوة الحرص على المؤاربة، وشدة الصريمة في المراوغة، كيما تنتهي إليه الحجةُ، ويقف عنده البرهان، فيكون له الصوت المردَّد، ويصير إليه مرجع القول في النحلة أو المذهب؛ فهو يعتسف لذلك -ولا جَرَمَ- كلَّ طريق، ويركب كل صعب، ويتحمَّل من كل وجه، ويتعنَّت بكل آية، وليس له هَمٌّ دون قوة الإقناع المنطقية، ودون الإفحام والتعجيز؛ ومن ثم لا يبالي أن يتورَّد خصمه بالسفه، أو…

Read More

فطرة البيان

“الإحساس بعمق دلالة الألفاظ محتاج إلى حسّ مرهف مدرب ثقِف، وإلى ذاكرة محيطة متراحبة الأرجاء شديدة اليقظة نمِلة النشاط لمّاحة الذكاء، ومن هذين الجوهرين يتكون لبّ ما سميته فطرة البيان في البشر”ØŒ محمود محمد شاكر (1418=1997).

Read More

هذا اللين المذهل

“بحور الشعر المعدودة -وهي ستة عشر بحرا- هي في الحقيقة مئات من البحور، تتداخل وتفترق على هيئة عجيبة لا يكاد يقدرها قدرها إلا من تأمل ذلك غاية التأمل. وهي بهذا اللين المذهل مطابقة لطبيعة هذه اللغة اللينة، ومعينة لكل صاحب موهبة أن يجد لموهبته تحقيقا في كل ما تنبجس عنه فطرته من الفنون المفترقة والمتداخلة من شعر وتصوير ونحت وموسيقى، حتى لَيُخَيَّلُ إلى الدارس أن هذه الفنون قد أصبحت فنا واحدا عند شعراء العرب، وإنما يتميز أحدهم عن أخيه بهذا القدر الذي احتالت موهبته على الظهور فيه. وهذا باب واسع،…

Read More

سخف أسخف

“نبتت عندنا نابتة من الرجال كأن حشو نفوسهم طيش، على ما فيهم من بعض الفضائل؛ فتولوا الدعوة إلى كتابة العربية بالأحرف الأعجمية اللاتينية؛ فكان من سخرية الدهر بالعرب المحدثين الذين لم يطيقوا حمل الأمانة التي حملهم إياها مجد آبائهم، أن قام قاضٍ حُمِلَ من كرسي القضاء إلى دار مجمع اللغة العربية، فتولى كِبْرَ الدعوة إلى كتابة العربية بالأحرف اللاتينية! ولا أظنه كان في السخف أسخف من هذه المهزلة التي يغضي عنها المرء من صحفي طياش، ولكنه لا يستطيع إلا أن يشمئز حين يرى مُمثِّلَها قاضيا كان مؤتمنا على القضاء بين…

Read More

رواية الشاذ والمنكر

“اعلم أن الثقات ربما رووا الشاذ والمنكر، لا للحجة، ولكن لإثبات ما سمعوا، ثقةً منهم بتمييز أهل العلم بين الصحيح والمعتل، وهذه الرواية لا تقدح في وثاقتهم، وإن لم يبينوا وجه العلة فيما رووا”ØŒ محمود محمد شاكر (1418=1997).

Read More